دكتوراه تناقش أرض الريف لاول مرة اكاديميا
ناقش الطالب الباحث سحنون أمان الله يوم الثلاثاء 18 يوليوز 2023، بكلية العلوم الانسانية والاجتماعية, جامعة ابن طفيل القنيطرة اطروحته لنيل شهادة الدكتوراه حول موضوع “تطبيق نموذج التعرية المحتملة للتقييم تدهور والمحافظة على التربة بالريف“، (باللغة الفرنسية)، أمام اللجنة العلمية مكونة من السادة الأساتذة:
ذ. محمد الطيبي: رئيسا
ذ. جمال الكركوري: مشرفا
ذ. عبد الرحيم وطفة: فاحصا
ذ. قاسم النعيمي: مقررا
ذ. سعيد لعريبية: مقررا
وبعد المداولة، قررت اللجنة قبول الاطروحة، ومنح الطالب لقب دكتور بميزة مشرف جدا مع التنويه والتوصية بالنشر.
وقد استهل الباحث أطروحته، بقراءة ببليوغرافيا لكل ما قيل عن الريف منذ 1934 إلى الفترة الحالية، في كل من الجيولوجيا، الجيومورفولوجيا، الصخارة، البنائية (الزلازل)، المناخ، التربة، الغطاء النباتي الطبيعي والاستغلال البشري للمجال.
وفي السياق آخر، عالج الطالب اشكالية الإنتقال من مجتمع تقليدي متوازن مع المجال، عن طريق المقايضة قبل الاستعمار، إلى مجتمع رأسمالي مع الإستعمار وبعده بإنشاء الأسواق وبداية استعمال النقود.
بذلك ظهرت النزعة الفردية بدل الإقتصاد التضامني، هذه العوامل أدت إلى ظهور الهجرة في المرحلة الأولى كانت الفردية نحو الجزائر من ثم إلى أوروبا ومع اتفاقية شينغن أصبحت جماعية.
وقد دعم الطالب هذه المواضيع بالعمل الخرائطي والكرطوغرافي، حيث أن العمل يحتوي على ما يقارب 70 خريطة مميزة، لاقت تنويها من السادة الأساتذة لدقتها ولأهمية المواضيع التي تناولتها، ولتواجد خرائط لأول مرة يتناولها أحد الباحثين، لصعوبة طبوغرافيا الريف والتعقيدات التي يعرفها المجال.
كما تناول الجانب المنهجي بشكل مستفيظ، بتوضيفه مختلف المناهج والمقاربات بطريقة شمولية للريف وتجزيئية للريف الغربي، الأوسط والشرقي، ومنه إلى المستوى المحلي عن طريق تناوله لمتاولية يمكن اعتبارها اختصارا للريف أكني (بني بوفراح).
وقد نوه الأساتذة بهذا الجانب، وتمت الإشارة إلى إمكانية استفادة منها من طرف مدبر الشأن المحلي في عملية التهيئة.
كما يحتوي هذا البحث على العمل الميداني في مناطق مختلفة من الريف باستعمال مقلد مطري وعمل مخبري مميز.
وبعد تكميم التعرية قام الطالب بعرض مختلف النتائج التي تم التوصل لها، حيث تطرق إلى أن الريف يفقد في مجمله أزيد من 144 مليون طن في السنة، أغلبها تتمركز على جنبات الأودية والأراضي الخصبة لتوفرها على منقولات دقيقة تساهم في تجويد الأراضي، ولا يصل إلى البحر والسدود سوى ما يقارب 27 مليون طن في السنة.
كما تم التأكد من هذه النتائج بوضع معامل ارتباط بين هذه المعطيات والمعطيات الميدانية توصل الطالب إلى أزيد من 93% من دقة المعطيات. وقد توصل كذلك إلى أن العامل البشري يساهم في تدهور التربة في الريف الغربي، لتوفرها على ظروف ملائمة لاستعادة توازنها بعيدا عن الإنسان.
بعكس الريف الأوسط والشرقي الذي يعتبر الإنسان عنصر أساسي وصائن عن طريق وضع تقنيات المحافظة على التربة، غير أن الهجرات التي تعرفها هاته المجالات تساهم بشكل كبير في زيادة تدهورها وبطريقة لارجعية.
في حين، قارن مجموعة من البرامج التهييئية والتقنيات التقليدية، وجد إلى أن هاته التقنيات ناجعة أكثر من البرامج التهييئية لكون هذا العنصر يفتقد إلى المتابعة والصيانة، بعكس التقنيات التقليدية التي يعمل الفلاح على صيانتها باستمرار.