بمشاركة أندية وازنة.. تتويج فريق رجاء آسفي بلقب دوري “أنا وأبي”

وسط أجواء احتفالية خاصة بمدينة يتنفس صغيرها قبل كبيرها عشق الساحرة المستديرة، أسدل ستار الختام على دوري “أنا وأبي” بآسفي، بتتويج براعم مدرسة نادي رجاء آسفي باللقب، بعد مباراة نهائية غاية في التشويق والإثارة، لم تحسم إلا مع التمديد لأشواط إضافية

 

وبعد النجاح اللافت، الذي حققه هذا الدوري الرمضاني، أصبحت الأندية والجمعيات الرياضية تتهافت على فرصة للمشاركة والتباري بالمسابقة الفريدة، والتي تمنح الأطفال فرصة اللعب مع آبائهم الذين يتولون مهمة حراسة المرمى.

 

عرفت نسخة “أنا وأبي” الخامسة مشاركة 40 فريقا، ولم تقتصر المشاركة على أندية آسفي، قط، بل تجاوزت حدود الإقليم الجغرافية، نحو مدن الدار البيضاء والجديدة، بعد أن داع صيت هذا الدوري الرمضاني في المواسم الفارطة.

 

اللافت للنظر في هذا الدوري هو المستوى الذي يبصم عليه الأطفال خلال المباريات، فالمواهب لا حصر لها، والتنافس منقطع النظير لمواصلة المغامرة والتشبث بحلم البطولة الذي يراود كل مشارك.

 

كما أن أجواء “أنا وأبي” فريدة وخاصة، فجمهور وساكنة حاضرة المحيط يخلقون جوا حماسيا، من خلال التشجيع والأهازيج والشماريخ، التي تشتعل وتزين جنبات ملعب “إيلان”، التي تغص عن آخرها بمحبي الكرة وأولياء الأطفال.

رجاء آسفي.. مشتل للمواهب وأطر أكفاء

لقب هذه النسخة عاد لمدرسة كروية عتيدة بمدينة آسفي، لطالما طعمت فريق المدينة الأول، أولمبيك آسفي، بالمواهب، ويشهد على أطرها الكفاءة في تلقين الناشئة أبجديات كرة القدم، كما شهدت في الآونة الأخيرة ثورة حقيقة، حيث أصبحت الباب الأول الذي يطرقه الآباء بالمدينة، بعد السمعة الطيبة التي أصبحت تتمتع بها داخل الأوساط الرياضية والتربوية.

بسط أبناء أكاديمية رجاء آسفي سيطرتهم المطلقة على دوري “أنا وأبي” لسنة 2025، وتجاوزوا كل المنافسين، ولم يتعثروا طيلة مشوارهم بالبطولة، بأداء جميل، وتناسق احترافي بين اللاعبين، نالوا معه إشادة واسعة من المراقبين، والمنقبين عن المواهب، والجمهور المنبهر من مستوى براعم هذا النادي وباقي الأندية المنافسة.

 

من بين الوجوه الواعدة، طه أسعد، مدرب شاب تلمس فيه حب الرياضة، وتكوين الناشئة، لا يهنأ له بال حتى يحسم المباراة تلو الأخرى لصالح فريقه، تظهر عليه علامات التوتر في اللحظات الصعبة، إلا أنه يدبرها بحكمة، وينجح، في كل مرة، بفضل القاعدة الصلبة من اللاعبين التي يتوفر عليها، والذين يطبقون تعليماته على أرضية الملعب.

 

ومن بين الأطر التي تستحق كل التنويه والإشادة، عبد الكريم فدواش، المدير التقني لنادي رجاء آسفي، “بطل الظل” الذي يسهر على كل كبيرة وصغيرة داخل الفريق، رجل يخدم ناشئة مدينة آسفي بدون كلل أو ملل بشهادة القاصي قبل الداني، فالنادي بجل فئاته السنية من الصغار إلى الكبار في تطور ملحوظ سنة بعد سنة، منذ التحاقه، معتمدا على المدرسة كلبنة أساس للفريق الأول، بالرغم من غياب الدعم، وسهولة التحاق أجود العناصر بالفريق الأول للمدينة وباقي الفرق المنافسة، دون تعويض، وفي أغلب الأحيان، دون مفاوضة مسؤولي النادي.

ما يمكن استخلاصه من رحلة “أنا وأبي” لهذا الموسم هو أن الدوري مبادرة تستحق الثناء، ووجب السهر على تطويرها من قبل المسؤولين، وأن رجاء آسفي مثال للأندية المهيكلة بإمكانيات بسيطة والتي تمكنت من مقارعة أندية كبيرة كالوداد الرياضي، وأكاديمية رحال، وأولمبيك آسفي، بفضل تفاني مكونات النادي في تكوين أطفال يرون فيهم حملة لمشعل آسفي والمغرب، في يوم من الأيام، وخلفاء أبطال من قيمة عبد الرزاق حمد الله ويحيى عطية الله، من الجيل الحالي، والروبيو، ومحمد حارس الملقب بـ”كرايس” أو “اللفيعة”، ومراد الحلومي، والبشير، والتويبي، وعبد الهادي حربالة، ويوسف افرينة، والروكيك، والواخيدي، والنملي، والصنهاجي، وأسماء كثيرة من الأجيال السابقة.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*