“دار الولادة بأولماس: النساء بين المعاناة ورحلة الموت على طريق الفيراجات”

“دار الولادة بأولماس: النساء بين المعاناة ورحلة الموت على طريق الفيراجات”.

سياسي:  والماس

دار الولادة بجماعة أولماس أصبحت مصدر قلق للنساء الحوامل وأسرهن، حيث يعيش هذا المرفق الصحي حالة من التهميش وغياب الخدمات الضرورية. مع استمرار هذا الوضع، تزداد معاناة النساء اللواتي يُجبرن على السفر في ظروف قاسية إلى المستشفى الإقليمي بالخميسات أو مستشفى السويسي بالرباط، وهما الوجهتان الوحيدتان لتلقي الرعاية أثناء الولادة.

الطريق الصعبة تزيد المعاناة:
الرحلة إلى المستشفى ليست مجرد تنقل عادي، بل هي مغامرة محفوفة بالمخاطر.

الطريق المؤدية إلى الخميسات أو الرباط معروفة بصعوبتها، مليئة بالفيراجات الخطيرة التي تجعل السفر شاقًا ومُنهكًا، خاصة للنساء الحوامل.

هذه الرحلة الطويلة تُضاعف من معاناة النساء في لحظات حرجة، حيث يمكن أن تؤدي إلى تعقيدات صحية تهدد حياتهن وحياة مواليدهن.

مطالب لتطوير خدمات النقل الصحي:
رغم تجهيز الطريق، إلا أن التحدي الحقيقي يكمن في وسائل النقل الصحي. يجب توفير سيارات إسعاف رباعية الدفع ومجهزة بمعدات الإسعافات الأولية الأساسية مثل الأوكسجين، لضمان سلامة المرضى أثناء الطريق.

كما ينبغي إلزام الممرضات بمرافقة الحالات الحرجة بدل ترك المريضة برفقة السائق فقط، كما كان يحدث سابقًا.

غياب خدمات التلقيح واستمرار الإهمال:
إلى جانب معاناة الولادة، تعاني الأمهات أيضًا من انقطاع خدمات التلقيح في المركز الصحي. هذا الانقطاع يربك الأمهات، ومعظمهن أميات، حيث يُصبن بالحيرة والخوف من فقدان جرعات أساسية قد تؤثر على صحة أطفالهن.

هذا الإهمال يُلقي بظلاله الثقيلة على الأطفال، الذين يصبحون عرضة لمضاعفات صحية خطيرة في حال غياب التطعيم.

دار الأمومة: ملف معلق وصراعات تعرقل الحلول
رغم تجهيز دار الأمومة منذ سنوات، إلا أنها ما زالت مغلقة بسبب صراعات خفية بين الأطراف السياسية والجمعوية حول من يتولى إدارتها. هذه الصراعات التي يغيب فيها صوت المواطن تُعرقل الاستفادة من هذا المرفق الحيوي، في وقت تُعاني فيه النساء أشد المعاناة. غياب تدخل حازم من السلطات المحلية والإقليمية يزيد من تفاقم الأزمة.

أزمة الموارد البشرية:
المركز الصحي بأولماس يُقدم خدماته لتغطية ثلاث جماعات مجاورة، مما يُسبب ضغطًا كبيرًا على الموارد البشرية. المولّدات، على وجه الخصوص، يهربن من المنطقة بسبب غياب السكن اللائق، حيث يُضطررن للنوم في جناح المستشفى بدل التمتع بسكن كريم. هذه الوضعية تحتاج إلى تدخل عاجل من المندوب الإقليمي والسلطات المعنية لتحسين ظروف العمل وضمان بقاء الأطر الصحية في المنطقة.

المسؤولية وأدوار الجهات الوصية:
المندوب الإقليمي للصحة يتحمل المسؤولية الأولى عن الوضع، باعتباره المسؤول عن تدبير الموارد البشرية وضمان استمرارية الخدمات الصحية. كذلك، فإن السلطات المحلية وعلى رأسها السيد عامل الإقليم، مطالبة بتجاوز الحلول المؤقتة واتخاذ خطوات حاسمة تشمل:

– توفير خدمات طبية دائمة بدار الولادة وتسهيل عملية الولادة محليًا.

– فتح دار الأمومة فورًا ووضع حد للصراعات السياسية والجمعوية.

– توفير سيارات إسعاف مجهزة بالكامل ومرافقين طبيين للحالات الحرجة.

– ضمان سكن لائق للأطر الصحية وتشجيعها على البقاء في المنطقة.

النساء في أولماس يعشن بين سندان الإهمال ومطرقة الطريق الوعرة.

استمرار هذا الوضع يُهدد حياة الأمهات وأطفالهن، ويُفقد الساكنة الثقة في المنظومة الصحية. المطلوب حلول جذرية تحفظ الكرامة وتضمن حق الجميع في رعاية صحية لائقة.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*