الرعاية الصحية للأمهات والمواليد من أولويات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

الرعاية الصحية للأمهات والمواليد من أولويات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

 

عمر المصادي 

 

تركز المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على تحسين ظروف حياة المواطنين، خصوصا الفئات الهشة والأكثر احتياجا، ومن بين هذه الفئات الأمهات والمواليد الجدد الذين يحضيان بأهمية خاصة في إطار هذه المبادرة، إذ أن توفير الرعاية الصحية لهما يعد جزءا أساسيا من رؤية المبادرة.

 

 إن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أطلقها قائد مسيرة التنمية صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في عام 2005، تسعى إلى محاربة الفقر والهشاشة، وتعزيز العدالة الإجتماعية والإقتصادية، ولقد ركزت إحدى محاورها الأساسية على مجال الرعاية الصحية، وخاصة مجال رعاية الأمهات الحوامل ومواليدهن، حيث يشكل هذا الأمر تحديا بالغ الأهمية نظرا لارتباطه بصحة الأجيال القادمة وقدرتهم على الإسهام الفعال في تنمية المجتمع.

 

وتعتبر الرعاية الصحية للأمهات والمواليد من أولويات المبادرة، حيث تركز على توفير الخدمات الصحية الجيدة في مختلف مراحل الحمل والولادة وما بعد الولادة، وتتمثل هذه الخدمات في:

 

– تحسين جودة الرعاية الصحية للمجتمعات المحلية: تعمل المبادرة على تحسين تجهيزات المراكز الصحية بالمعدات اللازمة وإنشاء دور الأمومة والولادة… هذا يساعد في تقديم العناية اللازمة للأمهات أثناء فترة الحمل والولادة، مما يساهم في تقليص معدلات وفيات الأمهات والمواليد.

 

– التوعية والتحسيس: من خلال حملات التوعية على مستوى القرى والمناطق النائية، تهدف المبادرة إلى تحسيس الأمهات بأهمية الرعاية الصحية قبل وأثناء وبعد الولادة، هذا يشمل تقديم الدعم النفسي والتعليمي حول التغذية السليمة، ومتابعة الحمل بشكل دوري، بالإضافة إلى تشجيعهن على زيارة المراكز الصحية بانتظام.

 

– توسيع شبكة الخدمات الصحية: عملت المبادرة على إنشاء مراكز صحية إضافية في المناطق القروية والنائية التي تفتقر إلى البنية التحتية الصحية، كما ساهمت في تحسين٦ الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية للأمهات والمواليد.

 

وعلى الرغم من الإنجازات التي حققتها المبادرة في هذا المجال، فإن هناك العديد من التحديات التي لا تزال قائمة، من أبرزها:

 

– الإستمرار في تحسين البنية التحتية الصحية في المناطق النائية والجبلية.

 

– تعزيز التكامل بين مختلف الجهات الفاعلة (المؤسسات الحكومية، المجتمع المدني، القطاع الخاص) لتحقيق أهداف المبادرة بشكل فعال.

 

– تحقيق التغطية الصحية الشاملة لجميع الفئات، خاصة الأمهات الحوامل في المناطق القروية والجبلية.

 

وهكذا فإن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعتبر خطوة هامة نحو تعزيز التنمية المستدامة في المملكة المغربية، لا سيما من خلال تحسين الرعاية الصحية للأمهات والمواليد، وإن الإستثمار في هذا المجال يعكس الإهتمام بصحة المواطن المغربي وأهمية العناية بالأجيال القادمة لضمان تنمية مجتمعية فعالة ومتكاملة.