swiss replica watches
النقابات والعمل السياسي – سياسي

النقابات والعمل السياسي

النقابات والعمل السياسي

تعتبر النقابات أداة هامة في المجتمع، حيث تسعى إلى حماية الحقوق وتحسين ظروف الشغيلة والتي بدورها تتخذ من النقابات وسيلة للتفاوض مع المشغل ومع المؤسسات الحكومية، تعد النقابات أحد أهم الوسائل التي يمكن من خلالها التأثير في الحياة السياسية والاقتصادية للدولة، ولكن الملاحظ هو التداخل بين العمل النقابي والسياسي هذا الجدل الذي يظهر على الساحة من فترة لأخرى، والذي يدفعنا لطرح الأسئلة التالية:
ما هي الأسباب التي تدفع النقابات لدخول عالم السياسة وارتداء النقابي قبعة السياسي؟ وهل هو أمر صحي أن يلعب النقابي دور المنضال وأن يبحث في نفس الوقت عن التوغل في السلطة وتبوؤ مراكز القرار؟ وهل من الطبيعي أن يكون للأحزاب أذرع نقابية؟ هل يمكن للنقابات أن تكون موجودة بمعزل عن الغوص في ممارسة السياسة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة؟
مع نهاية القرن العشرين ودخول القرن الحادي والعشرين، والتغير في الظروف الاجتماعية والاقتصادية نتيجة للأزمات المتزايدة في الاقتصاد وفي السياسة، يتحتم علينا دراسة وتحليل العناصر السياسية والآثار الاقتصادية وتأثيرها في المجتمع، والكشف عن الجوهر السياسي والوظائف السياسية التي تؤديها الحركة النقابية في التنمية الاجتماعية ودورها في تشكيل المجتمع الديمقراطي، وتأثيرها على عملية صنع القرار السياسي، وهو ما يجعلنا أمام ضرورة التطرق إلى هوية النقابات وضرورة تماشيها مع الأنظمة الفكرية السياسية والاقتصادية في العالم، والتكيف مع المعطيات الوطنية والدولية.
إن الاهتمام بالشأن العام جعل من الأحزاب السياسية وسيلة ضرورية لتدبير شؤون الدولة، وهو ما أسس للتفاعل بين العمل النقابي والعمل السياسي في الحياة العامة، وبالتالي فإن أي نقابة، مهما كانت، لا يمكن أن توجد بدون تصور سياسي معين، أضف إلى ذلك العلاقة المتغيرة بين الاقتصاد والسياسة في المجتمع الحديث، والتي أسهمت بشكل كبير في تعزيز الدور السياسي للنقابات.
ترتكز الدول المتطورة الديمقراطية على وجود أحزاب سياسية تحمل برامج اجتماعية وسياسية مختلفة تفرض وتؤمن بتداول السلطة عملا بمبدأ الديمقراطية. وترعى القوانين فيها إنشاء نقابات تشارك في الحياة السياسية العامة ويكون لها تأثير حاسم في توجيه الرأي العام باتجاه قضايا محددة.
تعرف الحياة السياسية تداخلات عديدة جعلت من النقابات تلعب دورا مهما في عملية التمثيل السياسي، وفي تنظيم الشارع والمجتمع المدني، عبر طرح قضايا أكثر عمومية كإصلاح القطاعات الاجتماعية التعليم والصحة والخدمات التي تهم المواطنين.
ولكن وبقراءة بسيطة لواقع العلاقة بين العمل النقابي والعمل السياسي نجد توجها نحو البيروقراطية التي أضرت وأضعفت بالعمل النقابي، وبالعمل السياسي، وهو ما ينتج عنه موسمية العمل النقابي وأيضا العمل الحزبي، ولذلك، كان لا بد من التمييز بين السياسي، والحزبي في العمل النقابي.
من جهة أخرى عندما لا يتفاعل النقابي والسياسي، تتوقف الحياة الاجتماعية والاقتصادية التي تصير في خدمة المستفيدين من الوضع، ولكن حزبية النقابة، هي ممارسة تحريفية لا علاقة لها لا بالمبادئ النقابية، ولا بالعمل النقابي الصحيح.
يرى بعض الفاعلين أن النقابات يجب ألا تتدخل في السياسة، بينما يرى البعض الآخر أن العمل النقابي هو بحد ذاته عمل سياسي، والواقع هو أن التحدي الذي يواجه النقابات يكمن في قدرتها على إحياء وتنشيط الحياة الديمقراطية، ومقاومة تعزيز سيطرة النخب على السياسة وكافة محاور التنظيم المجتمعي.
على ضوء التطورات السياسية المتسارعة في العالم يظهر دور النقابات الأساسي في تنظيم الشارع والدفاع عن الحقوق، وإضفاء الشرعية على المؤسسات، لكن السؤال الذي يظل مطروحا هو إلى أي مدى تتمتع النقابات بتجانس داخلي يجعلها تكتسب شرعية القيام بدور سياسي أكبر من دورها النقابي؟

يوسف الحفيرة
طالب باحث بســلك الدكتـوراه جامعة محمد الخامس الرباط

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*