هم ثلاثة ورابعهم …..
عبد السلام المساوي
إنها عقدة الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية التي ترقد تاريخيا في الحاقدين والناقمين …ترقد حينا وتستيقظ كلما أزهرت الوردة وكلما نجح الإتحاد الاشتراكي في تدبير أموره بجدية نضالية وحكمة سياسية ، كما هو الحال اليوم مع نجاح اجتماع المكتب السياسي ، في 27 مارس 2024 ، في جميع تفاصيله حضورا وبيانا ، ونجاح اجتماع مؤسسة كتاب الجهات والأقاليم ، في 5 أبريل 2024 ، في جميع تفاصيله حضورا وبلاغا …صدمهم نجاح الاجتماعين وأزعجتهم مخرجات الاجتماعين … كذبت تنبؤاتهم وأحبطت رغباتهم ، فراحوا ، درءا للإحباط ، ينشرون التفاهات في ” بلاغ ثالث ” يفتقد إلى كل أنواع الصدق المفروضة في كل خطاب سياسي حقيقي :
1- الصدق المنطقي : انسجام الفكر مع نفسه وعدم التناقض بين المقدمات والنتائج ، و ” بلاغ ” الثلاثة ورابعهم …يفتقد إلى هذا الصدق ، في المقدمة طعنوا في المكتب السياسي باعتبار أنه ” معين ” وفي الختام يدعونه إلى دعمهم كذا !!!
يدعون أعضاء اكتابات الجهوية والكتابات الإقليمية إلى الالتفاف حولهم كذا !!! وأسأل هؤلاء الثلاثة ورابعهم …. هل هناك كتابات جهوية وإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي غير تلك التي اجتمع كتابها في المقر المركزي في 5 أبريل وتوجوا اجتماعهم ببلاغ واضح وصريح ؟! …أكيد أنهم تابعوا وتتبعوا الاجتماع ومداولاته وقرؤوا البلاغ …لكنهم عميان البصر والبصيرة ، أعماهم الخبث وأعمتهم الخيانة …مع ذلك نعذرهم لأنهم مسخرون” فما ربحت تجارتهم ” !
2 – الصدق الواقعي : تطابق الفكر مع الواقع وعدم التناقض بين الأقوال والواقائع …طبعا الثلاثة ورابعهم… بدون فكر ” اللهم إلا إذا كان الفكر يختزل في العيطة ” الواقع الحي والملموس يكذب هلوساتهم وأوهامهم بالأمس واليوم وفي كل الأيام ، الاتحاد الاشتراكي استرجع وهجه وقوته وأثبت أنه حزب كبير منذ المؤتمر الوطني التاسع مع قائد له كل الشرعيات التي تفرقت في سابقيه ، قائد منسجم ومتناغم مع كل الاتحاديات والاتحاديين …
في ” بلاغهم الثالث ” ، يقولون ” نحن ومعنا عدد كبير من المناضلات والمناضلين … ” ، أما ” نحن ” فقد عرفناكم ، أنتم ثلاثة ورابعكم …أما ” ومعنا عدد كبير …” فنكتفي بالقول ” الله يلعن اللي ميحشمش ” …
3- الصدق الأخلاقي : انسجام الإنسان مع نفسه ، وهؤلاء الثلاثة ورابعهم …غير منسجمين مع أنفسهم ضحايا الوهم وفرسان الانتهازية…
نعم السياسة أخلاق ، والأخلاق تتاسس على الاعتراف والوفاء ، ورابع الثلاثة جاحد ، ناكر الجميل …يريد ان يبيض سيرته وينسي الاتحاديات والاتحاديين فيمن أخرجه من العدم إلى الوجود مهنيا وسياسيا…يريد أن يتعافى من عقده بقتل الأب ، وهو يخفي حقيقة ساطعة وهي أن هذا الأب عصي على القتل ، لأنه بكل بساطة حي في قلوب وعقول كل الاتحاديات والاتحاديين ، حي في كل الجهات ، في كل الأقاليم ، في كل الفروع …أما رابعهم فيعيش عزلة الأنا في شبه مكتب بديور الجامع …
يتكلم هو والثلاثة عن المكتب السياسي المعين ، وينسى أو يتناسى بكل وقاحة أنه عين في المكتب السياسي السابق من باب الثلث الناجي بعد فشله على استحقاق مقعد في المكتب السياسي ديموقراطيا .
وينسى أو يتناسى بكل وقاحة أنه عين وكيلا للائحة الشباب وقرصن مقعدا في مجلس النواب وما يستحق .
ينسى أو يتناسى بكل وقاحة أنه عين رئيسا للفريق الاشتراكي وما يستحق !!! وشأنه شأن الثلاثة من ” العيطة إلى الزيطة ” !!!
نعلم وتعلمون أنكم تحتضرون ، انتهيتم …والابتزاز لن يعطيكم نفسا في الحزب ….نطلب لكم العافية !
لا أحد يجادل في أن كثير السلوكات الغامضة ، وكثير الإنحرافات والتصريحات والبلاغات التي تصدر عن شخص ما وقد أصبح ” رجلا ” ، لا يمكن فهمها وتفسيرها إلا بسبر أغوار لا شعور ذلك الشخص …لا يمكن فهمها وتفسيرها إلا بالرجوع إلى المراحل الأولى من النمو ، إلى المراحل الأولى من الطفولة …
ويعلمنا التحليل النفسي أن كثير الألم والحرمان والإحباط والعدوانية …أن كثير الوأد الذي قد يتعرض له الطفل ، يدخل مرحلة الكمون في مراحل معينة ، يختفي في اللاشعور ليظهر مستقبلا في شكل عقد وأمراض ، في تجليات وآليات للدفاع عن شخصية موؤودة….شخصية فاشلة …وهذا هو حال أصحابنا ، الذين تستيقظ فيهم الأمراض والعقد كل مرة . وهروبا من جحيم الطفولة وذكرياتها الموشومة في الذاكرة والجسد ، يلجؤون إلى آليتي الاسقاط والتفريغ ، فيقرأون عيوبهم في الآخرين….ولأنهم فاشلون فإنهم يكرهون الناجحين ، ولأنهم غير طبيعيين فإنهم يكرهون الأسوياء…
لا تتكلموا! …لا تتكلموا وانتظروا حتى يموت من يعرفونكم !!!
وطبعا لن يموتوا …فالاتحاد رسالة جيل لجيل …وقصتكم يرويها وسيرويها الكبار للصغار…قصتكم المؤثثة بالانتهازية والانبطاح والطمع والتهافت …سيحكيها القديم للجديد…
انتهازيتكم ، ما ظهر منها وما بطن …خياناتكم ، ما تقدم منها وما تأخر ، محفظة ومحفوظة غير قابلة للنسيان والتناسي ، فهي ما يتبقى عندما ننسى كل شيء …
نعرف أنكم تعيشون عزلة قاتلة ، أصبحتم كالبعير المعبد ، لا هاتف يرن ، لا أحد يسأل ، لا أحد يزور …غارقون في الوحدانية المنبوذة ، وهذا منتهى الجحيم ، العذاب الأليم والعقاب البطيء ….هذا جزاء الجاحدين الذين تنكروا لصناعهم من عدم ، هذا جزاء من تنكر لحزب الاتحاد الاشتراكي الذي صنع لكم اسما وموقعا في غفلة من المناضلين الصادقين…
السقوط الذي تريدونه للاتحاد الاشتراكي سيكون سقوطا نهائيا للأقنعة التي ترتدونها ، سقوطا لأحلام وخيالات تراودكم في أن يتحول الحزب الى حفرة عميقة تبتلع تاريخا عمر طويلا…
ولتعنتكم وقصر نظركم وغياب حصافة فكرية لديكم، ولكونكم سجناء المراهقة السياسية و” القيادة السابقة”، وسجناء الأمراض والعقد النفسية ، وسجناء الذاتوية القاتلة ، تتناسون ان ميزة وتميز الاتحاد الاشتراكي في لحمته ، لحمة هي صمام الأمان ، التي تنغص قلوبكم تحديدا،،،
الاتحاديات والاتحاديون لن يقبلوا بأن يقدموا حزبهم حطبا لنار المنافقين والانتهازيين ، الفاشلين سياسيا واجتماعيا .
ولكل النافخين في الكير ، البرد والسلام على هذا الحزب ، وعلى مناضليه ومناضلاته …
التاريخ سجل ويسجل …نشهد ويشهد …الاتحاديون والاتحاديات كانوا ، وما زالوا ، صادقين مخلصين …لم يتاجروا بالحزب ولم يتاجروا بالوطن..
المنافقون الفاشلون …خائفون ومذعورون …قلقون ومضطربون …أدركهم التيه والضياع …بحثوا عن النجومية فوجدوا السراب …
ضحايا الوهم استنزفتهم المؤامرات الخبيثة والمناورات الهدامة فحصدوا التلف …” مستقبل ” بدون آفاق وحاضر عنوانه الانقراض الذي ينبئ بالعدم ….
الفضح والكشف لهؤلاء الذي اندسوا ذات زمن في الاتحاد الاشتراكي وفي ” القيادات السابقة ” ، والفضح والكشف لهؤلاء المرضى الذين استسلموا لنزوعات الأنانية المدمرة ورغبات الذاتوية المحتضرة …
أرادوا معاكسة منطق التاريخ فوجدوا أنفسهم خارج التاريخ ، وأرادوا اجهاض المسار فوجدوا أنفسهم في مواجهة الاتحاديات والاتحاديين الذين تكتلوا مع قائدهم لايقاف العبث …
لقد سقط القناع عن القناع والاتحاد الاشتراكي يعلو…
ان الاتحاد الاشتراكي الذي صمد في وجه الأعاصير وناضل لمدة تفوق نصف قرن في المعارضة ولم تستطع آلة القمع والتدمير القضاء عليه ، لا تستطيع مكبوتات وهلوسات أشخاص انتهازيين النيل من قوته وعرقلة مساره …
الانتهازيون المرضى وهذه هي تسميتهم لن يقدموا لنا إلا السخافات الغبية وعلامات عدم قدرتهم على رؤيتنا منتصرين…
خبيثون وحقودون يستسرعون ” موت ” الاتحاد الاشتراكي ليرقصوا فرحا ويرددون ” لقد أديت المهمة بنجاح ” …ستنقلب الخيانة على الخائنين، سيحيا الاتحاد الاشتراكي وسيأتيهم الموت فيجدهم ميتين ، انتم ميتون على قيد الحياة.
تريدون تحويل أنظارنا عن المعركة الأهم ، وتقترحون علينا من قلب احترافكم للكآبة والارتزاق معارك هامشية تهمكم لوحدكم لكي تسمعونا صوتكم بعد أن تأكدتم أن الاتحاديات والاتحاديين قد أشاحوا عنكم النظر .
رجال ونساء الاتحاد ليسوا بالضرورة المستفيدين من الريع الحزبي ، وليسوا بالضرورة من الذين سقطوا سهوا على الحزب ، وليسوا بالضرورة منتفعين ولا أي شيء من هذا الهراء الذي تقولونه عندما تنطقون سخافة وسفاهة…