المقدم … المخزون التقليدي للدولة ( أنا والقايد نربحو مليون )
المقدم … المخزون التقليدي للدولة ( أنا والقايد نربحو مليون)
عبد السلام المساوي
ولأن الدولة بمفهومها العصري غالبا ما ترتبك في تأطير شعب تقليدي ، أو لأن الدولة العصرية مفهوم تجريدي لا يلمسه البعيدون عن المركز في حياتهم اليومية ، ها هي الدولة تلجأ الى مخزونها التقليدي ؛ المقدمين والشيوخ هم المسموعون لدولة المركز ، السلطة القهرية الأقرب من الناس .
ومن مميزات الدولة في المغرب ، أن حافظت على قواعدها الخلفية في التقليد .
إن الناس يمكنهم التمرد على رئيس الحكومة والناطق الرسمي باسمها ، لكنهم ينضبطون لسلطة المقدم الذي يحمل إليهم توجيهات القائد .
إن سلطة القائد والمقدم هنا هي عنوان لحلول إجبارية حبية ، حتى لا تلجأ الدولة إلى خياراتها الأكثر راديكالية : حالة الاستثناء ، إعلان حالة الحصار ، حظر التجول …
يصنف أعوان السلطة من مقدمين وشيوخ في الخط الأول للحفاظ على الأمن وتنفيذ القرارات الحكومية ؛ مراقبة الأسعار ، التزام أصحاب المقاهي و المطاعم باغلاق أبوابها ، انجاز تقارير يومية عن الوضعية الاقتصادية والاجتماعية في الأحياء التي يشرفون عليها …لقد اعتادوا على القيام بواجبهم وتنفيذ كل الأوامر ، سواء تعلق الأمر بالارهاب أو كورونا أو مهام أخرى …إنهم مجندون لخدمة الوطن …إنهم دروع واقية تحمينا من الأخطار …
كل المهمات الصعبة تسند إلى ” أعوان السلطة _ المقدمين والشيوخ ” ….
لا يمكن تجاهل ” جيش المقدمين ” عند الحديث عن دور ومكانة وزارة الداخلية ، رغم أن النص القانوني الخاص بهيئة رجال السلطة لا يضع إطار الشيوخ والمقدمين ضمن إطارات رجال السلطة ، بعد ما توقف عند إطار خلفاء القواد ، ليبقى الشيوخ والمقدمون خارج أي تقنين اذ يصنفون ك ” أعوان السلطة ” .
ان هذا الجهاز يعاني من الحيف رغم الأدوار الكبرى التي يضطلع بها، ففضلا عن مكافآته بتعويضات وأجور هزيلة ، يشتكي من غياب إطار قانوني منظم ، حيث لا يدخل ضمن الوظيفة ، ولا يتمتع بمختلف الضمانات المادية والإدارية التي يقرها قانون الوظيفة العمومية .
بالإضافة إلى هذا كله ، مطروح على وزارة الداخلية تأسيس معاهد عبر مختلف العمالات والأقاليم بالمملكة لتكوين هذه الفئة على مدار السنة ، وإدراج مادة تدبير الأزمات تحت اشراف مؤطرين ذو كفاءة تستجيب لنوعية عملهم الأمني والاداري الشاق ، مع تمكينهم من جميع لوازم العمل …
هؤلاء من يستحقون الأوسمة والحوافز والعلاقات …