رمزية الإحتفال بذكرى عيد الشباب.. 21 غشت
*رمزية الإحتفال بذكرى عيد الشباب.. 21 غشت*
يحتفل المغاربة يوم21 غشت من كل سنة بذكرى عيد الشباب، ويتزامن هذا اليوم، مع تاريخ ميلاد صاحب جلالة الملك محمد السادس نصره الله، المزداد سنة 1963.
ويعود أول احتفال بعيد الشباب في المملكة إلى شهر يوليوز من عام 1956، حينها كانت البلاد حديثة العهد بالاستقلال، حيث قرر جلالة المغفور له محمد الخامس، الاحتفال بعيد ميلاد ولي العهد آنذاك مولاي الحسن.
وروى الراحل أحمد بن سودة أن جلالة المغفور له محمد الخامس رحمة الله عليه، قرر أن يكون الإحتفال بعيد ميلاد ولي عهده آنذاك تحت شعار “عيد الشباب”، وهو شعار يؤكد عمق تلك العاطفة الأبوية التي يكنها المغفور له محمد الخامس لشباب وطنه، فهو طيب الله ثراه، أراد أن يجعل من هذه المناسبة عيدا لكل الشباب، يشاركون ولي عهده ذكرى ميلاده، ويشاركهم فرحتهم، ويلتقون به ويلتقي بهم على صعيد المحبة المتبادلة، والإرادة المشتركة، والتصميم على خوض معارك الجهاد الأكبر صفا واحدا وقلبا واحدا.
فالإحتفال بذكرى عيد الشباب تحمل رمزية كبيرة، تعكس أهمية الشباب ودوره في بناء مستقبل البلاد. هذه المناسبة ليست مجرد احتفال بعيد ميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بل تجسيد للرؤية الاستراتيجية للملكية نحو تمكين الشباب وإشراكهم في التنمية الوطنية.
**الرمزية الأساسية لعيد الشباب في المملكة المغربية الشريفة تشمل:**
1.الاعتراف بأهمية الشباب:
يعتبر عيد الشباب مناسبة لتسليط الضوء على دور الشباب كعمود فقري للمجتمع، إذ يمثلون القوة الدافعة نحو التقدم والإبتكار في مختلف المجالات.
2.تحفيز المشاركة في التنمية:
يهدف الاحتفاء بهذه الذكرى إلى تشجيع الشباب على المشاركة الفعالة في الحياة العامة، سواء في المجال السياسي، الإجتماعي، أو الإقتصادي، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
3.ترسيخ قيم المواطنة:
عيد الشباب يعزز من قيم الإنتماء والوطنية لدى الشباب المغربي، ويشجعهم على تحمل المسؤولية تجاه مجتمعهم والعمل على تحقيق الرقي والازدهار للوطن.
4.التأكيد على الدعم الملكي للشباب:
من خلال الإحتفال بهذه المناسبة، يظهر صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، التزامه بتطوير السياسات والبرامج التي تهدف إلى دعم الشباب وتوفير الفرص لهم، مما يعزز من ثقتهم في المستقبل وفي القدرة على تلبية تطلعاتهم.
بالإضافة إلى ما سبق، عيد الشباب في المملكة المغربية الشريفة له رمزية عميقة تتجاوز مجرد الإحتفال بالشباب لتصل إلى التوجيه السياسي والإجتماعي الذي يعكس رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره، تجاه الجيل الصاعد. ومن بين الأبعاد الأخرى التي تنضاف إلى رمزية هذه الذكرى:
1.الاستمرارية والاستقرار:
احتفال المغرب بعيد الشباب مرتبط أيضا بتعزيز استمرارية الملكية واستقرار الوطن تحت شعار “الله – الوطن – الملك”.
فالاحتفاء بميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، يرتبط بالجيل الشاب الذي يعتبر الدعامة الأساسية لمستقبل الوطن واستقراره. هذا الربط يعزز الولاء للملكية ويؤكد على العلاقة الوطيدة بين الملك والشعب.
2.تشجيع الريادة والابتكار:
في إطار عيد الشباب، يتم تسليط الضوء على الإبتكارات والإنجازات التي يحققها الشباب المغربي في مجالات متنوعة مثل التكنولوجيا، التعليم، الفنون، والرياضة وتشجيعهم. هذه الرمزية تعزز من مكانة الشباب كمبدعين ورياديين قادرين على إحداث تغيير إيجابي في المجتمع.
3.تعزيز القيم الإنسانية:
عيد الشباب يمثل فرصة لتعزيز القيم الإنسانية لدى الشباب، مثل التضامن، والتعايش، والعمل الجماعي، حيث يتم تنظيم العديد من الأنشطة التي تهدف إلى ترسيخ هذه القيم في نفوس الشباب، بما يسهم في بناء مجتمع متماسك ومتضامن.
4.تقدير التضحيات والإسهامات:
يتم خلال هذه المناسبة تكريم الشباب الذين قدموا إسهامات كبيرة لمجتمعهم، سواء من خلال العمل التطوعي، أو التفوق الأكاديمي، أو الإنجازات الرياضية، هذا التقدير يعزز من ثقة الشباب بأنفسهم ويدفعهم لمواصلة العطاء.
5.تشجيع الشباب على المواطنة الفاعلة:
من خلال عيد الشباب، يتم توجيه دعوة للشباب ليكونوا مواطنين فاعلين، مدركين لمسؤولياتهم تجاه وطنهم، وتشجيعهم على الانخراط في القضايا الوطنية، سواء من خلال المشاركة السياسية أو العمل المدني أو التطوعي.
6.تعزيز الهوية الوطنية:
الإحتفال بعيد الشباب يتزامن مع العديد من الفعاليات الثقافية التي تبرز التراث المغربي وتعمق الشعور بالهوية الوطنية بين الشباب. حيث يتم تنظيم مهرجانات وعروض فنية تقليدية تهدف إلى ربط الشباب بجذورهم الثقافية والتاريخية.
7.التطلع إلى المستقبل:
عيد الشباب هو أيضا مناسبة لتوجيه الأنظار نحو المستقبل، يُعتبر هذا اليوم فرصة لتجديد الأمل والطموح نحو غد أفضل، حيث يتم التركيز على تمكين الشباب من الأدوات والمهارات التي يحتاجونها ليكونوا قادة المستقبل.
في المجمل، عيد الشباب في المغرب هو مناسبة تتجاوز الإحتفال لتصبح رمزا للإرادة المشتركة بين القيادة والشباب لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار للوطن.
بالتالي، فإن عيد الشباب ليس مجرد يوم احتفالي، بل هو فرصة لتجديد العهد بالعمل الجاد على تمكين الشباب من الاضطلاع بدورهم المحوري في بناء مغرب حديث، متقدم ومزدهر وفي موقع مشرف بين مصاف دول العالم..
عمر المصادي