swiss replica watches
المُهترِفون – سياسي

المُهترِفون

المُهترِفون. 

كتبها: أحمد الدافري 

بعدما أنهى المنتخب المغربي أمس مسيرته في نهائيات كأس العالم لكرة الصالات بهزيمته في دور الربع بنتيجة 3-1 أمام البرازيل، انفتحت أفواه تعيش معنا في بلدنا المغرب، دون احتساب أفواه أخرى من البلد الذي يجاورنا في الشرق، بالسخرية من المنتخب المغربي، وبالهجوم عليه وعلى مدربه، حيث اعتبر بعض المتطاولين على هذه اللعبة أنه منتخب منفوخ فيه، وأنه تعرض للإقصاء في وقت مبكر.

عجيب.

هو منتخب منفوخ فيه لأنه أقصي من ربع نهاية كأس العالم التي يصل إليها فقط 8 منتخبات من كل بقاع العالم.

عجيب.

هو منتخب منفوخ فيه لأن الذي أقصاه في ربع نهائيات كأس العالم هو المنتخب الذي يحتل الرتبة الأولى في العالم، والذي يعتبر دوري بطولته من أكثر الدوريات تنافسية في العالم، والذي تأسس سنة 1996 بمبادرة من فرق عريقة وشهيرة في كرة القدم، أنتجت لاعبين دوليين عالميين في كرة القدم بالبرازيل، منها فرق ساو باولو، وسانطوس، وكورينثيانس، وفلامنكًو، وبالميراس، وفاسكو دا كًاما، وأتلتيكو منيرو، حيث أصبحت لعبة كرة القدم في الصالات منذ تأسيس بطولتها في البرازيل، منجما لإنتاج اللاعبين ضمن فرق كرة القدم في الملاعب الكبرى، واضحت تحظى بشعبية هائلة، وانتشرت الصالات داخل المدن كلها، وأصبح كل اللاعبين يمارسونها بمن فيهم لاعبو دويات كرة القدم البرازيلية في الملاعب الكبرى.

عجيب.

هو منتخب منفوخ لأنه انهزم في دور الربع ضد منتخب البرازيل الأكثر تتويجا بكأس العالم، حيث فاز به خمس مرات، سنوات 1989، 1992، 1996، 2008 و 2012، أي أن البرازيل فازت بكأس العالم خمس مرات من بين تسع مرات التي تم فيها تنظيم كأس العام لكرة القدم في الصالات.

عجيب

هو منتخب منفوخ لأنه وصل إلى ربع النهاية، في الوقت الذي أقصي فيه في دور الثمن كل من منتخب إسبانيا الذي فاز بكأس العالم مرتين متتاليتين سنة 2000 وسنة 2004، ومنتخب البرتغال الذي فاز بكأس العالم في سنة 2021.

عجيب.

هو منتخب منفوخ لأنه وصل إلى ربع نهاية كأس العالم مرتين على التوالي، سنة 2021 في ليثوانيا، وفي السنة الحالية في اوزبكستان، وهي الدورة العاشرة لكأس العالم، الذي في دوراته التسع الماضية، فاز البرازيل بخمس دورات، وإسبانيا بدورتين، والبرتغال بالدورة الماضية، والأرجنتين بدورة واحدة سنة 2016 بكولومبيا.

عجيب.

هو منتخب منفوخ إعلاميا لأنه انهزم ضد البرازيل بنتيجة 3-1 وهو منقوص من لاعبين أساسيين تعرضوا لإصابات، في وقت انتصرت فيه البرازيل في هذا المونديال على كوستاريكا بنتيجة 5-0 في ثمن النهاية، وانتصرت في دور المجموعات على كوبا بنتيجة 10-0، وعلى كرواتيا بنتيجة 8-1، وعلى تايلاند بنتيجة 9-1، أي أن البرازيل قبل أن تواجه المغرب في دور الربع كان لديها أقوى هجوم ب 32 هدفا، وأقوى دفاع حيث لم يدخل مرماها سوى هدفين.

عجيب.

هو منتخب منفوخ لأنه واجه في ربع نهاية كأس العالم الحالية منتخب البرازيل الكاسح والقوي والمبهر، للمرة الثانية على التوالي، حيث سبق له أن واجهه في مونديال ليثوانيا الماضي وانهزم معه في الربع بنتيجة 1-0 فقط، علما أن البرازيل هي التي تتوفر على أكبر عدد من الأهداف في تاريخ مونديال الصالات منذ دورته الأولى، والهداف التاريخي للمونديال حتى الآن هو اللاعب البرازيلي فالكاو برصيد 48 هدفا، الذي تم اختياره أفضل لاعب في العالم في الفوتصال أربع مرات، سنوات 2004، 2006، 2011 و 2012، ويأتي بعده زميله البرازيلي مانويل طوباس الذي اختير أحسن لاعب في العالم في كرة القدم داخل الصالات ثلاث مرات على التوالي سنوات 2000 و 2001 و 2002.

عجيب.

هو منتخب منفوخ إعلاميا لأنه في ظرف ثلاث سنوات حقق بطولة أمم إفريقيا في كرة الصالات ثلاث مرات متتالية، سنوات 2016، 2020 و 2024، وبطولة كأس العرب ثلاث مرات متتالية سنوات 2021، 2022 و2023، ثم بطولة القارات التي فاز بها سنة 2022 ليكون هو أول منتخب إفريقي وعربي يفوز بها بعد هزمه في نهايتها منتخب إيران بطل آسيا، وكل هذه الألقاب والبطولات فاز بها تحت قيادة نفس المدرب الوطني، الذي هو هشام الدكًيكً..

هل المنتخب المغربي لكرة الصالات منفوخ إعلاميا؟

نعم.

قد يكون منفوخا إعلاميا بالنسبة إليك أنت يا سيدي الذي لم تكن تسمع يوما بأن للمغرب منتخبا في كرة الصالات.

وربما لم تكن تعرف في سنة 2016 أن المغرب سيلعب نهاية كأس إفريقيا في جنوب إفريقيا ضد منتخب مصر القوي الذي كان قد فاز باللقب الإفريقي ثلاث مرات على التوالي سنوات 1996، 2000 و 2004.

وربما لم تكن قد تابعت تلك المباراة النهائية التي هزم فيها المنتخب المغربي المنتخب المصري بنتيجة 3-2، وفاز بذلك لأول مرة باللقب الإفريقي.

وربما أنك لم تكن تفهم حتى قوانين هذه اللعبة..

مسموح لك سيدي أن تقول بأن المنتخب المغربي للفوتصال هو منتخب منفوخ إعلاميا، ومسموح لك أن تنتقد مدربه وتفهم عليه، وأن تعتبر أنه كان يجب عليه أن يهزم البرازيل، لأنك يا سيدي جالس فوق مقعدك في المقهى، أو ممدد فوق سريرك في البيت، ولديك هاتف بين يديك، يمكنك أن تكتب فيه ما تشاء، وتنشر ما كتبته هنا وأنت فرحان.

وهذا ما كان.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*