أوروبا …ماذا لو ؟!!!!
أوروبا …ماذا لو ؟!!!!
بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين ،اكادير، فبراير 2023
مقال:(20).
ما سأدونه اليوم هو محض خيال ،او تنبأ لا يستند على أساس ، وهو على العموم ليس كذبة ابريل فلازال بيننا و بينها شهر ،
في الأسبوع الأخير راجت صور وفيديوهات بتونس و الدار البيضاء تظهر الأفارقة القادمين من افريقيا السوداء يحتلون الساحات ،بل روجت جهات لفيديوهات مفبركة عن تحويل اسم شارع قريب من محطة اولاد زيان لإسم زعيم إفريقي جنوب الصحراء ،
لم يقف الأمر عند هذا الحد ،بل أطلق هاشتاك يحرض المغربيات على عدم الزواج بالأفارقة السود ، زاعمين ان إقتران المغربيات بأفارقة يهدد الجنس والعرق المغربي ،
هؤلاء المهاجرين الأفارقة ،يعتبرون المغرب بلد عبور ،لكن مادام المغرب يفتح حدوده لوصولهم الى شوارع مدنه ،ويمنعهم وفق اتفاقيات مع الجارة اسبانيا و الإتحاد الأوروبي من العبور الى اوروبا ،فقد اصبح المغرب مستقرهم .
يأتي هذا في وقت تدق فيه طبول الحرب بين اوروبا من جهة داعمة لأوكرانيا وبين روسيا التي من الممكن ان توسع دائرة الحرب لتشمل الدول الداعمة لخصمها اوكرانيا .
قيام حرب في اوروبا متجاوزة رقعة أوكرانيا ستكون نتيجته الأولى نزوح الاوروبيين الى الدول المغاربية ، وبحكم الاوضاع في ليبيا و طبيعة الحكم في الجزائر ،وقساوة العيش في موريتانيا ،فإن تونس و المغرب سيكونان الوجهة المفضلة للأوربيين للهروب من الحرب ،
وبحكم أن الاوربيين يعانون الشيخوخة ،فإن نزوحهم الى الدول المغاربية ،سيقابله حاجتهم الى جنود لخوض الحرب بالنيابة كما كان العهد زمن الاستعمار وفي الحرب العالمية الثانية ،
فهل ستعيش الدول المغاربية هجرة مضادة يتحول فيها العرق الاوروبي الى جحافل من اللاجئين الهاربين من ويلات الحرب باوروبا وتكون وجهتهم القارة الإفريقية خاصة في شمالها ؟
وهل ستكون جحافل المهاجرين من الدول الافريقية حطب نار الحرب بإستعمالهم جنود و مرتزقة للدفاع عن اوروبا ؟
كثيرون منا يعتبرون هذا السيناريو وحيا من الخيال ، لكن التحولات العالمية تجعل الأمر ممكنا وفق تقلبات الحرب الروسية الأكرانية ،و لما لا حرب عالمية ثالثة تكون سببا في استكمال خيوط مؤامرة تقليص التواجد البشري على البسيطة ،لتحصد الحرب ما تبقى من جائحة كورونا !!!
إن مخاوف اوروبا اليوم مترنحة بين مزيج من الحاجة و الضرورة الاقتصادية الى يد عاملة شابة في مقابل شيخوخة ساكنتها ،وبين ان تتحول دول اوروبا الى مرتع لمهاجرين يهددون استمرارية العرق الاوروبي و الديانة المسيحية ،حيث سيتحولون تدريجيا إلى أقلية في العشرين سنة المقبلة .
وبين نزوح مفترض للاوروبيين بسبب الحرب ، واستمرار نزوح الأفارقة إلى المغرب ومنه إلى اروربا بسبب الاوضاع في افريقيا ، وبحكم إستحالة العبور الى اوروبا ،
هل سيتحول المغرب في القادم من السنوات الى المكان الآمن للنازحين من الجانبين الاوروبي و الافريقي؟
فرضية ممكنة ، وليست مستبعدة ، و وقوعها مشروط بعدم دخول المغرب كطرف فيها دعما لهذا الطرف او ذاك ، ويبدو أن الموقف المغربي لن يخرج عن هذا التوجه ،وهو ما بدا واضحا في موقفه بالامم المتحدة حين أكد على رفض خرق الاتفاقيات الدولية و الاعتداء على اراضي دول مستقلة .
هذا اذا كان الأمر يخص ساكنة اوروبا ،أما اذا تعلق الأمر بهجرة الرساميل والشركات الأوروبية هربا من الحرب ،فإن أجواء الاستثمار بالمغرب مشجعة مقارنة مع باقي الدول المغاربية ،مما سيحول المغرب الى “تايوان” إفريقيا .
أما إذا قرر سبعة ملايين مغربي المستقرين باوروبا العودة إلى بلادهم هربا من الحرب ،فإن كل توازنات الدولة ستختل ،وسيدخل المغرب مستنقعا قد يجعل منه قوة صاعدة في علاقته مع اروبا المنهارة إفتراضا، و قوة في عمقه الافريقي .وسيتسنى له اخيرا استثمار سواعد المهاجرين المغاربة .
ناهيك عن فرضية عودة اليهود المغاربة إلى وطنهم الأم ، بسبب الاستقرار الذي تعرفه بلادنا ،وأثر إعادة العلاقات بين المغرب و اسرائيل ،
تنويع المغرب للشركاء الاقتصاديين من امريكيين و صينيين و روسيين و هنديين سيجعل المغرب المنقذ لاوروبا ،و بر الأمان ،والحديقة الخلفية للحرب في اوروبا.
وتبقى هذه مجرد فرضيات محكومة بما ستعرفه السياسة الدولية من تقلبات.
فهل تعتبرون ؟