أهمية نشوب حرب بين إسرائيل ولبنان، هل ستقضي على المجتمع الشيعي؟
– لارا أحمد كاتبة وصحافية
أهمية نشوب حرب بين إسرائيل ولبنان: هل ستقضي على المجتمع الشيعي؟
تثير فكرة نشوب حرب بين إسرائيل ولبنان مخاوف وتساؤلات كبيرة بين العديد من الأوساط الدولية، ولكن الجوانب الاستراتيجية والإنسانية لهذه النزاعات المحتملة تجعلها قضية يجب أن ننظر فيها بعمق.
أحد القضايا الرئيسية التي يجب مراعاتها هي مصير المجتمع الشيعي في لبنان والمقام الذي يحمله حزب الله وحسن نصر الله كمدافع عن هذا المجتمع.
تتطلب القضايا السياسية والإستراتيجية في الشرق الأوسط دائماً تحليلاً دقيقاً وتقديرات عميقة، وما نقدمه هنا ليس تصوراً دقيقاً للأحداث المستقبلية، وإنما تسليط ضوء على الأخطار المحتملة والتأثيرات الجانبية لأي نزاع محتمل بين إسرائيل ولبنان.
تحمل أي حرب بين إسرائيل ولبنان معها عبء بالغ الأهمية على المجتمع الشيعي في لبنان.
يعيش مئات الآلاف من الشيعة في هذا البلد، وهم جزء حيوي من هويته وتنوعه.
في حالة اندلاع النزاع، يمكن أن يتعرض هؤلاء الأفراد لخطر الضرر والتهجير، مما يضع حقوق الإنسان والاستقرار في المنطقة في مأزق. وبالنسبة لأي مجتمع، يشكل الاستقرار والأمان عنصراً أساسياً للتنمية والازدهار.
يمكن أن تؤدي الحروب والنزاعات إلى تدمير الهياكل الاقتصادية والاجتماعية وتجلب معها معاناة بشرية هائلة.
تحظى فكرة محو المجتمع الشيعي والقضاء على الأيديولوجية التي يروِّج لها حزب الله بمزيد من التحليل والمراقبة.
من المهم أن نفهم أن الشيعة في لبنان لديهم مجتمع معقد ومتنوع يتألف من أفراد يمتلكون آراءً ومواقف مختلفة، كما أنهم ليسوا جميعهم مؤيدين لحزب الله أو مساهمين في أفعاله.
هناك مجموعة متنوعة من الآراء والمواقف داخل المجتمع الشيعي، والعديد منهم يعيشون حيواتٍ عادية يوماً بعد يوم، ويتطلعون إلى السلام والاستقرار.
لذا، ليس من العدل أن نتوقع محو المجتمع الشيعي بأكمله. ومع ذلك، يمكن أن تكون هناك تأثيرات كبيرة على المجتمع والعلاقات بين مكوناته في حالة نشوب نزاع مسلح.
ناصر الله، كزعيم لحزب الله، يعتبر من أبرز الشخصيات في المنطقة ومدافعاً عن مصالح المجتمع الشيعي في لبنان.
إذا كانت هناك حرب، فإن فكرته وأيديولوجيته قد تتعرض لضغوط كبيرة.
ومع ذلك، لا يمكن توقع اختفاء هذه الأفكار بشكل نهائي. إنها جزء من الديناميات السياسية والاجتماعية الأوسع في المنطقة.
من الجدير بالذكر أن هناك خطورة حقيقية في تصاعد التوتر بين إسرائيل ولبنان.
قد يؤدي فقدان كل الضوابط من جانب إسرائيل إلى تصعيد عسكري، وما يحدث في قطاع غزة قد ينتقل إلى القرى الشيعية في لبنان. هذا يجعل الحاجة إلى حوار دبلوماسي أكثر من أي وقت مضى.