ملف اسكوبار الصحراء
ملف اسكوبار الصحراء
نوفل البعمري
منذ أن انطلقت الأبحاث في ملف ما عُرف باسكوبار الصحراء تناسلت عدة تحاليل حول هذا الملف ، و بعيداً عن طابعه الإجرامي الذي يكشف عن وجود شبكة دولية ليست مرتبطة فقط بالاتجار الدولي في المخدرات بل خيوطها تمتد لأمريكا الجنوبية مرورا بالساحل ،هذه الشبكة التي كانت تريد تحويل الجنوب المغربي خاصة الممر البحري بالداخلة كمركز عبور لكل أشكال الممنوعات و لكل أنواع الجرائم من الاتجار الدولي في المخدرات إلى الاتجار في البشر إلى وجود شبهة تورط عناصر تابعة لمليشيات البوليساريو حسب ما كشفته تقارير إعلامية عن وجود أحد العناصر التابعة للبوليساريو عند اعتقاله لأول مرة بموريتانيا ليتم إطلاق سراحه قبل أين يتم “اصطياده” في المغرب و اعتقاله في عملية أمنية دقيقة ….و إذا ما صحت هذه الرواية التي تداولها الإعلام “تواجد عنصر انفصالي رفقته” سنكون أمام شبكة كانت تشكل عنصر تهديد للمنطقة و للمغرب يتداخل فيها الاتجار الدولي في المخدرات بتورط عناصر انفصالية فيها لينكشف طبيعة هذه الشبكة الإجرامية الخطيرة التي يقودها المالي المعروف بإسكوبار الصحراء ، و ما الضربات الامنية التي كانت توجه من خلال إحباط عمليات كبيرة لتهريب المخدرات تُعد بالأطنان و كان يتم حجزها بمدينة الداخلة و مدن أخرى تمتد للشرق تصل لكميات تعد بالأطنان ، في عمليات أمنية كلها تعكس يقظة الأجهزة التي استطاعت توفير المعلومة الاستخباراتية لكشف هذه الشبكة و كشف هذه العمليات .
التحقيق الحالي يطال عدة شخصيات سياسية، و قد يمتد لأسماء أخرى لها وزنها …و هو التحقيق الذي يكشف أنه انطلق منذ سنة 2019 بهدوء، و على “نار هادئة” و لم تتحرك الفرقة الوطنية تحت إشراف النيابة العامة إلابعد أن تم استجماع كافة المعطيات ليُحال المشتبه فيهم للعدالة ، و هنا يمكن إجمال بعض الملاحظات؛
– العملية كلها كشفت يقظة الأجهزة الامنية التي استطاعت توفير المعلومة اولا و التحقيق الذي تم بعيدا عن الأضواء .
– التعامل تم حسب ما عكسه بلاغ النيابة العامة في احترام تام للقانون و لقرينة البراءة، و هو أمر يعكس طبيعة معالجة الملف سواء على مستوى التواصل مع الرأي العام او من خلال الكشف على مختلف الاجراءات التي تمت تحت إشرافها بما فيها البحث الذي تم من طرف الفرفة الوطنية.
– المواكبة الإعلامية للملف تمت بدون تشهير بالمتابعين و هو أمر ايجابي لا يمكن إلا التنويه .
– العملية كلها لا تمت بصلة لما سمي في أواسط التسعينات بحملة التطهير، بل تأتي في اطار ما يتم القيام به أمنيا بمحاربةالجريمة المنظمة العابرة للدول و الحدود .
– بلاغ الأصالة و المعاصرة في ما يتعلق بالعناصر المنتمية للحزب و التي توبعت من طرف النيابة العامة ، بلاغ كان في مستوى اللحظة احترم قرينة البراءة، أخذ مسافة من الملف ، احترم القانون و الاجراءات القضائية التي تمت …و توقيعه من طرف رئيسة المجلس الوطني كان خطوة ذكية من طرف الامين العام للحزب لتفادي تداخل مهامه الوزارية كوزير للعدل مع مضمون البيان.
ما يهم الان هو أن التحقيق مازال مستمراً و قد يكشف عن تورط عناصر و أسماء أخرى و هو التحقيق الذي سيستمر كما انطلق في بدايته ، هادئاً تحت إشراف النيابة العامة و في ذلك اشارة لكون المغرب أكبر من هذه الملفات .