همسات في أذن شنقريحة
همسات في أذن شنقريحة
عبد الفتاح نعوم
الناتو الذي أكدت له يا شنقريحة أنك تسيطر على مجالك الوطني كاملا، يضع ضمن نطاق نشاطه العسكري منطقة جبل طارق، التي تعتبر،عربذاتك وهلاوسك قبل ثلاث سنوات تهديدا مباشرا لها، ثم إن علاقتك العسكرية المشبوهة بإيران هي استمرار مباشر في تهديدها، لاسيما وأن هذه المنطقة قد كانت موضع تهديد مباشر من إيران حليفتك بأن تشملها أعمال عدائية، خصوصا وأنها فضلا عن كونها من أهم معابر التجارة الدولية، فهي تعني المغرب وإسبانيا وبريطانيا، وانت بغبائك وحقدك وجهت تهديدات مباشرة قصدت بها المغرب، والآن أجبرك الكفيل الفرنسي على أن تلتزم مجددا للناتو، لأنك أنت وكفيلك وجدتما أن المغرب والمملكتين الأوروبيتين يشكلون أسياد البحر الأبيض المتوسط وشركاء تأمين الربط بينه وبين الأطلسي.
منطقة جبل طارق، وعلاوة على أهميتها تلك، فإن وقوعها ضمن الضفة الأوروبية، بصرف النظر عن كونها بريطانية أم إسبانية، فهي حتما منطقة نفوذ عسكري اطلسي، ومجرد تهديدها هو تهديد للناتو الذي تذعن له أنت من خلال الجمل التي كتبها لك كفيلك، ولم تحسن حتى مجرد قراءتها، فكيف بك وأنت ونظامك ترفضان الاعتراف بمغربية سبتة ومليلية، ولا تمانعان في أن تضمها منطقة شنغن ونطاقات الناتو، وفي الوقت نفسه تتاجرون إعلاميا بالتلويح بالحرب المستحيلة؟، هل أنتم قادرون على تهديد أمن مضيق جبل طارق حتى في هذا الوضع الحالي؛ كي تتمنوا في أحلامكم المريضة وضعا آخر حتما سيضيق الخناق عليكم أكثر؟، أم هو فقط الحقد والنكاية ضد المغرب ووحدته الترابية ومصالحه ومطالبه الرامية إلى استكمال مسلسل استرجاع ثغوره وجزره المحتلة. وهو الذي بقي صامدا في سبيل ذلك ونجح في ثني إسبانيا عن ضم المدينتين إلى نطاقات شنغن والناتو؟.
ثم ألم تنتبه ايها المسن، عافاك الله مما ابتلاك به من أحقاد أرذل العمر، إلى أنك قد أعلنت لمسؤول في الناتو انك تدافع عن أمن إسرائيل وأوروبا في آن واحد؟، بل وأكدت على الترابط الإلزامي بينهما ضمن أجندتك، بقدر ما يضع الناتو كل المشاكل الواقعة في جوارك ضمن أجندته هو، لتؤكد له على أن بسط السيطرة على ترابك الإقليمي التزام ليس في وسعك أن تعد بغيره، فمسؤول الناتو الذي مثلت أمامه يهتم بأمن أوروبا وإسرائيل معا؛ في مقدمة ما يهتم به طبعا، وبالتالي فتعهداتك أمامه هي التزامات بالخضوع التام لأجندة الناتو التي لا يملك كفيلك الفرنسي أن يخرج عنها.
ما قاله شنقريحة، كُتب له بدقة، وقرأه دون وعي ولا دقة، فالرجل لا يدري بالكاد في أي مكان هو، وكم مر على تناوله لآخر جرعة دواء، لكن المهم هو أن نظام حليب الأشجار قد انصرف إلى حكايات تجفيف مياه المتوسط واستخراج الفوسفاط من الحديد والحليب من الأشجار، واللقلاق المجاهد، وكل ذلك بدل الحديث عند كل سانحة عن الحرب والبارود.
لأن الكفيل الفرنسي قد انكشف كليا أمام الناتو ولم يعد بإمكانه الاختباء وراء هلاوس كهنة معبد المرادية.