الإعلام العمومي في المغرب: ضرورة استعادة مبادرة النقاش العمومي والتواصل مع المواطنين

الإعلام العمومي في المغرب: ضرورة استعادة مبادرة النقاش العمومي والتواصل مع المواطنين

عبد الواحد زيات

في ظل التحديات السياسية والاجتماعية التي يواجهها المغرب اليوم، يلاحظ تراجع كبير في حجم النقاش السياسي العام و التفاعل مع قضايا المجتمع.
الإعلام العمومي، الذي كان في السابق منبرا هاما للحوار والتبادل الفكري، يواجه الآن أزمة واضحة في تقديم المنصات المناسبة للنقاش العمومي.

منذ تولي السيد عزيز أخنوش مقاليد رئاسة الحكومة اكتفى بلقاء واحد و غاب عن النقاش العمومي مع عامة المواطنين من خلال حوار خاص على القنوات العمومية .
يبدو أن النقاش السياسي قد تقلص بشكل ملحوظ. هذا التراجع في التواصل مع المواطنين وغياب البرامج التي تسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية يشكل مصدر قلق كبير. القنوات الرسمية، مثل القناة الأولى والثانية، ميدي 1 tv المفروض تلعب دوراً حاسما في تعزيز المشاركة المجتمعية من خلال برامج حوارية مع المسؤولين الحكوميين بشكل مهم .

في هذا السياق، وفي ظل عدة مستجدات وطنية ودولية من الضروري أن تستضيف القنوات المغربية رئيس الحكومة بشكل عاجل للحديث عن “الدولة الاجتماعية” التي يزعم أنها الأفضل في أفريقيا.

هذا اللقاء لا يهدف فقط إلى تقديم صورة إيجابية عن الحكومة، بل يهدف أيضا إلى توفير المعلومات الدقيقة للمواطنين حول السياسات الحكومية والتطورات الراهنة، مثل أحداث الفيضانات في الجهة الشرقية، الهجرة الجماعية، والأحداث في الفنيدق.

رؤساء الحكومات السابقون، وحتى الوزراء الأولون، كانوا يظهرون في برامج الإعلام العمومي للتفاعل مع المواطنين والتحدث عن السياسات والقرارات الهامة. لذا، من المهم أن يحذو رئيس الحكومة الحالي حذوهم ويظهر شجاعة سياسية من خلال التواصل المباشر مع المواطنين عبر الإعلام العمومي، مما يعزز الشفافية ويتيح للمغاربة فرصة فهم أعمق للقرارات الحكومية وتأثيراتها على حياتهم اليومية.