لأوجار أقول : ” المغاربة ميبغيوش دصارة ” 

لأوجار أقول : ” المغاربة ميبغيوش دصارة ” 

  عبد السلام المساوي 

1- التجمع الوطني للأحرار ، عقدة الميلاد وعقدة التاريخ ؛

كاتحاديات واتحاديين ، لا عقد لنا مع التاريخ ، فالتاريخ ملكنا ، ولا عقد لنا مع الجغرافيا فهي الأخرى منحتنا ترف الانتماء لأفضل وأشرف وأرفع مكان يوجد على سطح هاته البسيطة وهو المكان الذي يسمى المغرب .

لا نصفي عقدنا لا مع التاريخ ، ولا مع الجغرافيا ، ولا مع الالتباسات الأخرى الموجودة في الأذهان الصغيرة ، بكل بساطة لأننا لا نعاني من أي عقد . نواصل النضال الحقيقي ، اليومي ، الشاق ، الذي يقوم به المغاربة كلهم دونما خطب ودونما شعارات ، لأجل أن يكون لهذا المغرب صوته الذي يستحقه ، ومكانته التي يستحقها ورفعته التي هو قمين بها ، وسطوته التي هو جدير بها وأكثر .

نبني البلد مع ملك البلاد ، ومع الحقيقيين الذين يؤمنون بالبلد …ان الانتماء الأول والأخير هو للوطن الذي منحك كل شيء ، ولم تمنحه أنت أي شيء .

نقولها بالصوت المغربي الواحد …لنا نحن هذا الوطن الواحد والوحيد ، وهاته البلاد التي ولدتنا وصنعتنا وصنعت كل ملمح من ملامحنا ، والتي تجري فيها دماء أجدادنا وابائنا وأمهاتنا ، والتي تجري دماؤها في مسامنا وفي العروق .

نفخر بهذا الأمر أيما افتخار ، ونكتفي أننا لا ندين بالولاء الا للمغرب . وهذه لوحدها تكفينا ، اليوم ، وغدا في باقي الأيام ، إلى أن تنتهي كل الأيام ….

منذ قديم القديم نقولها : هذا البلد سيعبر الى الأمان في كل الميادين بالصادقين من محبيه وأبنائه الأصليين والأصيلين ، لا بمن يغيرون كتف البندقية في اليوم الواحد آلاف المرات ، والذين يكون المغرب جميلا حين يستفيدون ويصبح قبيحا حين لا ينالهم من الفتات شيء كما حال أوجار …

الكئيبون هؤلاء ، وهم قلة قليلة ، وهذه هي تسميتهم لن يقدموا لنا إلا النبوءات الكاذبة وعلامات عدم قدرتهم على رؤيتنا احياء مغاربة مواصلين بالأمس ، واليوم وغدا بكل تأكيد وإلى آخر كل الأيام.

الاتحاديات والاتحاديون ليسوا بالضرورة اغنياء الأزمة ، وليسوا بالضرورة نافذين ولا منتفعين ولا أي شيء من هذا الهراء الذي يقوله الكئيبون دوما وأبدا .

الاتحاديات والاتحاديون يظلون على الأمل الكبير والحلم الأكبر أن وطنهم سيتحسن بهم هم لوجه وطنهم ، وأن أي سوء يصيبه يصيبهم هم أولا ، وأن أي خير يمسه يفرحون به وإن لم ير القاصرون والكئيبون فيه الاستفادة اللحظية المباشرة.

3- الشعبوية كما العدمية لا تخفض أسعارا ولا ترفع أجورا ؛

لا يفهم أوجار أن الشعبوية أصبحت عملة سياسية رديئة لا يقبلها سوق التداول السياسي ولا تغري بالمتابعة ولا تحقق مكاسب ولا تخفض أسعارا ولا ترفع أجورا ولا تقلص بطالة ولا تحارب فسادا ولا تصلح خللا ، بل تقود فقط الى الخراب السياسي والهروب من المشاركة في الشأن العام .

الثلاثي المتغول بعد أن سوق الأكاذيب والأوهام للشعب المغربي إبان الحملة الانتخابية للاستحقاقات الأخيرة ، ولما هيمن على الحكومة تبخرت وعوده المعسولة أمام شعب سئم الكذب والشعبوية .

والحقيقة القاسية أن الشعبوية أضحت موضة العصر ومن الأمراض التي تفتك بجزء من نخبتنا الحزبية ، حتى أصبح العمل السياسي مع مرور الزمن من اختصاص ” زعماء ” التغول الذين احترفون إطلاق الكلام على العواهن أمام المنابر الإعلامية والسياسية وبيع الوهم للشعب ، ومنهم من يقول الشيء ونقيضه ويتناقض مع نفسه من لحظة الى أخرى ….

والنتيجة ان الشعبوية كما العدمية ، كلتاهما تمثل عجزا عن إنتاج بديل سياسي واقعي بأرقام واضحة وأجندة زمنية محددة ، وتعكس سياسة الهروب إلى الأمام في وجه تقديم أجوبة للطلب المجتمعي ، فيأخذ الحل شكل اللجوء الى خطابات غارقة في التزييف من دون بدائل حقيقية للمجتمع والدولة .

المغاربة في حاجة إلى برامج واقعية واعدة وليس إلى بوليميك فارغ يحاول تغطية الشمس بالغربال ، لقد سئم الراي العام من مسرحيات بيع الأوهام . والرأي العام يسجل ويتابع من من الزعماء يتقن فن الشعبوية والوقوع في التناقضات ، ومن منهم ينتج خطابا سياسيا متماسكا معبر عن مشروع مجتمعي ..

المغاربة محتاجون لأجوبة مقنعة حول أمراض الصحة وأعطاب التعليم وشبح البطالة وهشاشة السكن ورداءة الأجور ولهيب الأسعار وغول الفساد ، وليس الى دغدغة عواطف المقهورين بخطاب قد يتلاعب بقلوبهم وعقولهم لكنه لا يغير أحوالهم نحو الأفضل .

لقد كان استحقاق 8 شتنبر 2021 محطة مفصلية لانتاج مشهد سياسي جديد تنتج عنه قطيعة سياسية وتدبيرية مع الولايتين السابقتين اللتين كلفتا البلد فاتورة ثقيلة ، وكانت فرصة لتناوب ديموقراطي جديد ، إلا أن تغول الثلاثي أجهض الأمل وخيب أحلام الناخبين والناخبات الذين صوتوا بكثافة . مهمة استعادة المواطنين من أحضان الشعبوية والاغتراب السياسي والعزوف والكيانات المسمومة تبقى هي السبيل الوحيد والأوحد لاضفاء المعنى السياسي على الممارسة السياسية …وهي مهمة منوطة بالأحزاب الحقيقية ، الأصيلة المتأصلة ، بمشروعها المجتمعي الديموقراطي الحداثي ، وبشرعياتها التاريخية والمستقبلية …

3- وهم ” التفويض الشعبي ” ؛

ما نحلم به اكبر وأنبل من لعبة الصناديق وكواليس السياسة وسلطة المال …نطمح الى دولة ديموقراطية يتمتع فيها الجميع بحقوق المواطنة وواجباتها في ظل قانون لا احد يقف فوق سطحه ، يكون المفسدون فيها داخل السجون .

القاعدة الكلاسيكية تقول : لا ديموقراطية بدون ديموقراطيين ، وفي واقعنا الحالي يمكن إضافة تحوير بسيط : لن تكون هناك لا ديموقراطية ولا ديموقراطيين من دون تطهير البلد من الفاسدين والمفسدين ” شياطين السياسة ” .

هل تتوهم أن تحكم البلد والناس وتختزل مثلا 14 مليون ناخب في مليون صوت تستخرج منها ما مائة مقعد ، هذا حساب غير ديمقراطي ، وحساب أقلية تريد أن تحكم الأغلبية بمنطق ” تفويض شعبي ” وهمي .

والحق يقال ان الإرادة الشعبية في انتخاباتنا توجد خارج صناديق الاقتراع وليس داخلها .

4- عندما تسند الأمور غير أهلها ؛

هذه الحكومة ، تؤكد محدودية المشروع السياسي الذي اعتمدته لتشكيل الأغلبية، وغياب انسجامها، لكونها مجرد تحالفات عددية، لا يجمع بينها أي برنامج سياسي أو فكري، ودليل على أن النجاعة لا تحسب بالمقاعد ولكن بالقدرة على ابتكار الحلول للقضايا الشائكة، والانتقال بالبلاد نحو الأفضل، وأن ما يقع اليوم ، حيث يتم الجَمع بين الهروب إلى الأمام واستغفال المغاربة ، والحط من شأن الثوابت المؤسساتية، ومنها الأدوار الدستورية للمعارضة، كل هذا يُشكل مؤشرا على انزلاق خطير، يضع الأسس لتكريس هيمنة تُهدد الديمقراطية والتعددية، وتنذر بتراجعات خطيرة في مسار البناء الديمقراطي ببلادنا، وتهدد مختلف السياسات العمومية المستقبلية، والحال أننا في حاجة إلى حكومة، تحترم ذكاء المواطنات والمواطنين، وتتفاعل بقوة واستباقية مع متغيرات ومستجدات الوضع العالمي والمحلي.

5- ” الثلاثي المتغول ” أفسد الجماعات الترابية ؛

حينما توجه أكثر من 50 في المائة نحو صناديق الإقتراع ، 8 شتنبر 2024 ، للتعبير عن إرادتهم واختيار ممثليهم المحليين ، فإنهم كانو يفعلون ذلك لقطع الطريق أمام العدمية وخصوم الوطن ، لكن كانوا يفعلون ذلك أيضا لسد النوافذ أمام الأميين وسماسرة الانتخابات والوجوه القديمة المستهلكة المفسدة المتابعة في قضايا المال العام .

لكن الصورة كانت صادمة حينما وجد المواطن على رأس جماعته أو اقليمه أو جهته وجوها مثقلة بالمتابعات القضائية بسبب تدبيرها الترابي السابق .

وهكذا أصبحنا أمام مجالس ترابية لا تستحق الاحترام ، ولا تعكس توجهات الإرادة الشعبية ، ولا يتوفر فيها أي مظهر من مظاهر الكفاءة .

إن التغول الثلاثي تربى على اعتبار الانتخابات وتشكيل المجالس والجماعات فرصة ذهبية للريع والانتفاع من مناصب المسؤولية .

الواقع أن الصرامة التي أبانت عنها الدولة في التصدي إلى عمليات الفساد والإثراء غير المشروع وتبييض أموال المخدرات في العقار والسياسة والرياضة ، ينبغي أن تسائل الأحزاب إياها أيضا ” ، مكونات التغول ” في الحكومة والأغلبية والمجالس الجهوية والإقليمية والمحلية ” ؛

إن الأحزاب إياها مطالبة بتنقية عتبة بيوتها من ” أشرار السياسة ” ، وسن قوانين داخلية صارمة بلا هوادة ، لا تسمح بتسرب الكائنات التي تبحث عن مظلة للاختباء تحتها ، أو حصانة برلمانية للتهرب من العقاب وتسفيه القانون ؛

ولأن الأحزاب إياها تتواطأ وتتهافت على المفسدين لكسب المقاعد ، تكبر الخفافيش وتتكاثر في الظلام ، وتصبح وبالا على الدولة ، وعلى صورتنا جميعا أمام العالم .

قلناها مرارا ونكررها : إن من خلق من عدم سيظل رهينة ذلك العدم ، ويبقى الأصيل أصيلا ، فمن كان له ماضي سيكون له حتما مستقبل …ويبقى الاتحاد الاشتراكي حزبا وطنيا أصيلا ، رقما أسياسيا في ثورة الملك والشعب التي تتجدد في كل لحظة وحين.

6 – الملك يريد العمل مع الكفاءات ؛

المغاربة الذين يقولونها بكل اللغات عن تبرمهم ومللهم من وجوه بعض المزمنين الذين لا يريدون الرحيل ، سمعوا ملك البلاد يقول بأن الحاجة ضرورية لكفاءات وطنية صادقة ….إن هذا الملك يريد العمل ، ويبحث عن الصادقين للعمل معه .

لا ننكر ان العثور على هؤلاء الصادقين هو عملة صعبة في زمننا هذا …ولكن نعرف ان المغرب هو بلد كفاءات ، وبلد شباب ، واخرين أقل شبابا قادرين على ابداع كل الطرق والحلول للنهوض ببلادهم والسير معها جنبا الى جنب في كل مراحلها ، واساسا في مرحلتها الجديدة المقبلة .

ان قدر المغرب ليس ان يبقى رهينة الذين يقفلون على الكفاءات وعلى الشباب منافذ الطموح والمسؤولية في بلادهم . وهم الذين يجعلون الشعب يتصور أن المناصب حكر على نوع واحد من المسؤولين هم ومن ينتسب اليهم إن بقرابة حقيقية أو سياسية او حزبية او مصلحية .

وهم من جعلوا المناصب وسيلة اغتناء عوض أن يجعلوها وسيلة خدمة للمواطنين والمواطنات . وهم سبب حقيقي من اسباب بقاء المغاربة غير مستفيدين من كثير الاصلاحات التي وقعت في البلد ، رغم اهمية هاته الاصلاحات وثوريتها وعدم تحققها في بلدان أخرى ….

هناك اقتناع ، هناك توافق بين الملك وبين شعبه ؛ ان الحاجة ماسة الى الكفاءات الحقيقية ، والطاقات الوطنية التي يمتلئ بها خزان هذا البلد حد الإبهار .

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*