أيها الكرغولي…

أيها الكرغولي. 

كتبها: احمد الدافري

كما وعدتك أمس.

سأحدثك اليوم عن مليلية بواسطة الوثيقة. 

 

بما أنك جاهل بالتاريخ وغير قارئ وتكتفي بترديد الخرافات التي يغرسها لك في رأسك نظامك الحقود المريض، بدون سند، ومن خلال اختلاق الأكاذيب المضحكة، فأنا سأتطوع كي أزيل لك من رأسك الوحل، وأعطيك اليوم درسا في التاريخ الموثق في كتب وجرائد ومجلات، والموجود في خزانات بلدان أوروبية كانت إمبراطوريات عسكرية قوية، مثل إسبانيا وفرنسا والبرتغال، وكانت تتحرش دوما بدولة مسلمة في شمال إفريقيا اسمها الإمبراطورية المغربية، حكمها سلاطين مسلمون منذ الدولة الإدريسية التي أسسها ادريس الأول في النصف الثاني من القرن الثامن الميلادي، بعد أن احتضنه الأمازيغ المغاربة، وأيدوه وناصروه وبنوا معه دعامات الدولة المغربية التي تطورت عبر سلالات مغرببة لاحقة حكمت المغرب، هي سلالات المرابطين التي استنجد ملوك الطوائف في الأندلس بسلطانها يوسف ابن تاشفين الأمازيغي المغربي المسلم الذي دخل الأندلس ملبيا طلب حكامها المسلمين أربع مرات حماية لهم من هجمات النصارى الذين كانوا يسعون إلى طردهم، وولى ولاة له في أكبر مدنها، ثم سلالات الموحدين، والمرينيين، والسعديين الذين قهروا الإمبراطورية البرتغالية في معركة وادي المخازن، وأخيرا العلويين، وهذا تاريخ إن لم تكن على دراية به فاعلم أن نظامك قد صب داخل جمجمتك

وديانا من الجهل.   

 

أضع هنا بين عينيك العمياء أيها البئيس صور وثائق تاريخية حول مدينة مليلية، كي تقرأ عنها، وتعلم ماذا حدث حين سقطت في يد الإسبانيين سنة 1496م، عندما زحف نحوها قائد الجيش الإسباني دوق دي ميدينا سودينيا، في وقت كانت فيه الجزائر مجرد مدينة تحكمها قبيلة الثعالبة، وقبل سنوات قليلة من استيلاء القرصانين التركيين عروج وخير الدين عليها وتحويلها هي ومدن قسنطينة ومستغانم ووهران ومدية إلى ولاية تابعة للأتراك العثمانيين.

 

هنا دراسة منشورة في مجلة L’insurgè بالفرنسية صدرت في عددين من المجلة، عدد 8 غشت و29 غشت 1925.

 

في السنة التي سقطت فيها مليلية في يد الإسبانيين بواسطة جيش عرمرم كان من بينه جنود برتغاليون، وباركت الكنيسة الزحف الإسباني على مليلية لأسباب دينية متعلقة بالرغبة في القضاء على دين المسلمين الذي أتى به الموريون المغاربة Les Maures إلى الأندلس حين احتلوها، كانت الدولة المرينية المغربية قد انهارت وأسقطها الوطاسيون الذين تفرعوا منها. 

 

كان الوطاسيون حينها يقتسمون حكم المغرب مع المرينيين، حيث كانوا يحكمون شمال المغرب ومنطقة الريف المغربي، وكانوا يخوضون الحرب ضد المرينيين الذين أنهى حكمهم محمد الشيخ المهدي الوطاسي سنة 1465م.

في الفترة التي كان فيها الوطاسيون تحت حكم محمد الشيخ المهدي منشغلين بترميم الدولة المغربية وتوحيدها من شمالها إلى عمق الصحراء في الجنوب، كان جيرانهم الأتراك المحتلون للجزائر يناوشونهم من جهة الشرق، محاولين الاستيلاء على أراض مغربية، بدل أن يشكلوا معهم حلفا من أجل التصدي للغارات الإسبانية والبرتغالية، التي ترتب عنها سقوط مليلية في يد الإسبانيين.  

 

ومع أن إسبانيا كانت إمبراطورية قوية حينها، وتجلب الثروات من مستعمراتها التي وضعت عليها اليد في أمريكا، لم تتوقف هجمات المغاربة من ساكنة الريف على مليلية المحتلة ومحاصرتها.  

 

للحكاية بقية، ستتواصل في تدوينة لاحقة. 

أيها البئيس. 

وهذا ما كان.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*