المعتوه
كتبها: احمد الدافري
من قال بأن أجهزة الأمن المغربية في مراكش عرضت على المعتوه المسمى رشيد النقاز بأن يختار بين أن يبقى في مراكش على أساس أن يتوقف عن التصوير وعن الإساءة إلى المغرب، وبين أن يعود إلى حال سبيله، فاختار الاختيار الأول؟.
هل أصدرت الأجهزة الأمنية أو النيابة العامة في مراكش بلاغا حول هذا الموضوع؟
لا.
هل اتصل أحد بمسؤول في الأجهزة الأمنية أو بالنيابة العامة في مراكش فتم إخباره بذلك؟
لم يؤكد لنا أي أحد هذا الأمر.
تحليل بسيط جدا للفيديو الذي نشره المعتوه أمس وهو يصور نفسه في مطعم في الليل في جامع الفنا بمراكش، يجعلنا نفهم أنه قام بتصوير هذا الفيديو حال وصوله إلى مراكش.
أي أن الفيدبو الثاني الذي نشره، كان هو أول فيدبو صوره واحتفظ به، ولم ينشره في أوانه، قبل أن يصور الفيديو الذي ظهر فيه في النهار، في اليوم الثاني من وصوله لمراكش، والذي تحدث فيه عن الصحراء المغربية، واعتبر أن المغرب يحتلها لاستفزاز المغاربة، وتحدث فيه عن صومعة الكتبية وقال بأن الذي بناها جزائري، ونشر هذا الفيديو قبل أن ينشر الفيديو الذي صوره قبله.
الفيديو الثاني الذي نشره، والذي ظهر فيه ليلا في مطعم بساحة جامع الفنا، قال فيه بالدارجة بالحرف :
“راكم تشوفو بعينيكم. رانا فمراكش، رانا عند خاوتنا هنايا المغاربة”.
وهذا يعني أنه يعطينا خبرا لم يسبق له أن أعطاه من قبل، ويريد أن يؤكد للناس على أنه في مراكش من خلال الفيديو لإثبات أنه بالفعل في مراكش.
فكيف يكون هذا الفيديو الذي نشره بعد الفيديو الأول، قد صوره بعد أن تم إخلاء سبيله، وهو يقول لنا فيه بأنه قد جاء إلى مراكش؟ السنا نعلم أنه في مراكش من خلال الفيديو الأول الذي نشره نهارا؟
ثم إننا نراه في الفيديو الثاني الذي نشره أنه وجه الكاميرا نحو صومعة الكتبية وقال بأن الذي بناها هو جزائري.
فكيف يمكن أن يكون هذا الفيديو قد صوره بعد أن أخلت الشرطة سبيله، وبعد أن تعهد ألا يقوم بالتصوير، وألا يسيء للمغرب، وتتركه يأتي إلى جامع الفنا دون أية مراقبة، ويعود مرة أخرى ويقول نفس ما قاله في الفيديو الأول الذي نشره؟
ما هو منطقي، هو أنه وصل إلى مراكش في اليوم الأول مساء، وذهب إلى جامع الفنا وتناول الحريرة وطاجين اللحم بالخضر، وصور فيديو، وقال فيه ما قاله عن أن المغاربة يحسنون الطبخ، وأن الكتبية بناها جزائري، ثم توجه بالفرنسية مخاطبا الناس الذين كانوا شاهدوا الفيديو الذي كان قد نشره وهو في الجزائر معلنا عن أنه سيزور المغرب وقال لهم :
“كنت قد أخبرتكم بأنني سآتي إلى المغرب، من أجل الاحتفال بالأخوة بين الشعوب، رغم أن الدولتين غير متفاهمتين، وهذه ليست مشكلتنا”.
ثم أضاف بالفرنسية:
“أتوجه إلى الذباب الإلكتروني المغربي. أنتم حقيقة مثيرون للشفقة. لقد أرسلتم إشارات وتحذيرات كي تمنعني السلطات المغربية من المجيء إلى المغرب. إنكم حقا مثيرون للشفقة”.
قبل أن يضيف يالدارجة :
“هاذي بسميوها أرض الله وأرض الله واسعة الحمد لله”.
وكل هذا الكلام يعني أنه يعلن لأول مرة أنه موجود في مراكش، وأنه يتشفى في المغاربة الذين كانوا قد علقوا على الفيديو الذي نشره في الجزائر معلنا عن عزمه المجيء إلى المغرب، وكانوا قد كتبوا تعليقات على ذاك الفيديو أخبروه فيها بأنهم يرفضون مجيئه وطالبوا في تعليقاتهم السلطات المغربية بعدم السماح له بالدخول.
هناك احتمال أن يكون هذا المعتوه قد صور فيديوهات كثيرة، في أماكن عديدة، ومازال يحتفظ بها.
لأنه مهووس بالتصوير، بحيث يصور نفسه حتى وهو كياكل العصا وكيتخلى دار بوه.
وهذا ما كان.