ادريس لشكر والقضية الفلسطينية …( واذكر ربك إذا نسيت)

ادريس لشكر والقضية الفلسطينية …( واذكر ربك إذا نسيت)

عبد السلام المساوي

جاء في الكلمة الافتتاحية للكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي الأستاذ إدريس لشكر للمؤتمر الإقليمي التاسع للحزب بوجدة في 1 يونيو 2024 :
” السياقات الدولية التي نعيشها اليوم لاشك أن على رأسها ما يؤلمنا صبحا وعشية ونحن نتابع أخبار ما يجري في فلسطين، وكل المآسي وكل المعاناة التي نشعر بها ونحن نرى اخواننا الفلسطينيين الذين يعانون حقيقة من تقتيل الأطفال والنساء ومن هدم البيوت .

وبالرغم من حجم الدمار والابادة فان الوضعية اليوم بالنسبة للقضية الفلسطينية أحسن من وضعيتنا لسنوات سابقة، ففي كل المؤتمرات الدولية و القارية ، أصبحت قضايا جزئية بسيطة في إيران أو تركيا أو أوكرانيا ذات أولوية ولم نعد نجد في جدول أعمال المنظمات القارية والدولية القضية الفلسطينية.

ما حدث في 7 أكتوبر زادنا صعوبة حيث وجدنا رأيا عاما دوليا كله ضدنا و داعم لإسرائيل سياسيا وعسكريا ولربما زاد من غطرسة اليمين الفاشستي وعلى رأسه نتنياهو والذي خيل إليه بأنه حان الوقت بضرب غزة والهجوم على الضفة الغربية والاعتقالات وفي دعم عالمي كبير وقد رأينا في القنوات حتى أصدقاءنا الفرنسيين أبناء الثورة الفرنسية ودعاة الحرية والأنوار والذين كانوا يحملون معنا نفس القيم ، كلهم كانوا مساندين لإسرائيل وداعمين لإسرائيل.
واليوم يمكن القول ان هوس نتنياهو في تغيير خريطة المنطقة وإنهاء هذه القضية من أصلها خلق أوضاعا جديدة. أولا على مستوى الرأي العام الدولي أصبحنا نرى كيف أن القضية الفلسطينية دخلت وجدان الشباب والطلبة والفاعلين والقوى المحبة للسلام في أرجاء المعمور، رأينا جيراننا كبيدرو سانشيز في إسبانيا وآخرين ودعمهم الواضح للقضية، رأينا داخل الأممية الاشتراكية أن إمكانية الحل موجودة عندما يتوصل الطرفان إلى أنه لا حل إلا بدولتين ، وإيقاف إطلاق النار فورا.

هذه التحولات في الرأي العام الدولي جعلتنا نبحث في الرأي العام الداخلي ونرى اليوم نتنياهو في عزلة حقيقية داخل إسرائيل وحتى الذين قتل أبناؤهم في 7 أكتوبر عندما يروا المآل وأين وصل مسلسل الحقد والكراهية اليوم يطالبون كقوى محبة للسلام بانتخابات جديدة وتغيير الوضعية لأنه يجب فاعل آخر يلعب دوره فيما يتعلق بمخطط السلام.
لذلك نعتقد أنه على القادة العرب وعلى القيادة الفلسطينية عدم اختزال الأمر في غزة و في مطلب العودة إلى ما قبل 7 أكتوبر لأن هذا يضرب القضية الفلسطينية في الصميم، العودة إلى ما قبل 7 أكتوبر لا يحل المشكلة، المشكلة هي مشكلة الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة في حدود 67، ولذلك يجب أن نشتغل سواء كدولة أو كحكومة أو كأحزاب ونقابات على هذا الهدف .
ونحن في الاتحاد الاشتراكي مرتاحون للتوجهات الرسمية في هذا الإطار، بقي أمر واحد وهم اليهود المغاربة في إسرائيل هم مليون ناخب تقريبا وهذه كتلة ناخبة حقيقية ، لكن يذهب تصويتها ، مع كامل الأسف ، لليمين الفاشستي . لابد من الاشتغال على هذه الفئة بتذكيرهم بمواقف المغرب أيام محمد الخامس وكيف حماهم عندما طلبتهم النازية، وبتذكيرهم بمواقف الحسن الثاني و دافع عنهم ضد أي ظلم أو عداء و بتذكيرهم كذلك بمواقف محمد السادس وكيف كنا الدعم الوحيد الذي مر عبر البر أما العالم كله فكان يرمي المساعدات في البحر…
إذن بتدبير الملفات بالعقل يمكن للإنسان أن يصل إلى أهدافه، ولذلك ندعو إلىخلق رأي عام داخل إسرائيل مساند للسلام ، وقد زارني رئيس الكتلة العربية داخل الكنيست التي تضم 15 برلمانيا عربيا، يطالبون بالدولتين و يدينون نتنياهو داخلها ويحاربون ويقاومون داخل المؤسسات الإسرائيلية، وقد كانت لهم هذه الدعوة الموجهة إلى المغاربة : رجاء إن ملوك المغرب عندهم سمعة جيدة في أوساط اليهود المغاربة الذين ذهبوا إلى إسرائيل رجاء أن تعينونا عليهم وأن تشتغلوا من أجل أن يكونوا كتلة وقوة تعمل لأجل السلام ومحبة للسلام لأنه إذا تحرك الرأي العام الداخلي في إسرائيل، لاشك سنفرض إنهاء هذا الحكم الفاشستي ويمكن أن نجد القيادة التي يمكن أن تحاور غدا من أجل سلام عادل قائم على الدولتين.”
يوم 7 يناير 2023 ، في اجتماع بجهة الشمال ، يقول ذ إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ” نجتمع في أجواء تعيش فيها القضية الفلسطينية مشاكل كبيرة مع الاحتلال الاسرائيلي . ونحن كمغاربة ، مجتمعا ودولة متمسكون دوما بدعمنا للحل السياسي للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
اليوم ، وبعد تشكيل حكومة إسرائيلية على قاعدة تحالف يميني متطرف ، نعلن مساندتنا اللامشروطة للشعب الفلسطيني في مواجهة الاستفزازات الحالية ، وندعو كل المحبين للسلام في إسرائيل للتجند والتعبئة من أجل دعم مشروع السلام ، والضغط على الحكومة اليمينية التي لا تعتبر كل الخطوات الدولية .
من هنا ، وجبت المساهمة في حشد الرأي العام الدولي والأمم المتحدة للتحرك من أجل ردع هذه الممارسات وخاصة من خلال تواجدنا في الإطارات الاشتراكية الدولية للدفع بالاعتراف بالدولة الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني .”
في التقرير السياسي أمام المجلس الوطني 19_ 12_ 2020 ، يقول الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي الأستاذ إدريس لشكر (…. الاتحاد الاشتراكي لا يمكن أن يزايد عليه أحد في الدفاع عن الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني في تأسيس دولته المستقلة وعاصمتها القدس ….
…قرن الشهيد عمر بنجلون برؤية استشرافية بين توازي خط النضال الديمقراطي وطنيا، مع خط تحرير الأوطان والشعوب، وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني، وهذا هو جوهر مقولته الملهمة: القضية الفلسطينية قضية وطنية، بمعنى أن كل تقدم في إنجاز المهام الوطنية المتمثلة في استكمال الوحدة الترابية، ودمقرطة الدولة والمجتمع، والتصنيع والتنمية، يصب حتما في مجرى تحرير فلسطين، وبهذه الروح تحدث جلالة الملك حين خاطب رئيس السلطة الفلسطينية أن المغرب يضع قضاياه الوطنية في نفس مرتبة القضية الفلسطينية، وللذكرى فالاتحاد الاشتراكي باعتباره المساهم الأكبر في تأسيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني إلى جانب القوى الوطنية التي كانت في زمن الجمر والرصاص، التعبير الوحيد الذي تصرف من خلاله الأحزاب والنقابات والجمعيات مواقفها وأشكالها النضالية دعما لكفاح الفلسطينيين، في وقت كان من يتزايدون علينا اليوم يرسلون الشباب للموت في لأفغانستان بتنسيق مع المخابرات الأمريكية لمواجهة الاتحاد السوفياتي.
ولذلك حين نساند الخطوات التي اتخذها جلالة الملك، فانطلاقا من هذه الروح، في عالم تغيرت معطياته وفاعلوه وخرائطه، وبالتالي فنحن نفرق بين المبدأ والأداة، فالمبدأ ثابت وهو دعم الفلسطينيين دون قيود من حقهم في الدولة المستقلة، وحين نقول دون شروط، فيعني أننا لن نلتفت لبعض الأصوات الفلسطينية القليلة التي أنتجت تصريحات مسيئة لبلدنا وقضية وحدتنا الترابية، فنحن لا نقايض دعمنا للقضية الفلسطينية العادلة بأي مقابل، هذه اختياراتنا التي لا نمن بها على أحد، وإذا كانت هذه الثوابت ستضل هادية لطريقنا حتى يحصل للشعب الفلسطيني على حقوقه العادلة والمشروعة، فإن الأداة تتغير بتغير الظروف…
…تقتضي المصلحة الإستراتيجية لبلدنا وللفلسطينيين أن يظل المغرب هو الوسيط الأول، لأنه الأكثر مصداقية، ويكفي إخواننا الفلسطينيين أن يقارنوا بين ادوار المغرب في الأزمة الليبية وأدوار باقي الأطراف، لكي يستنتجوا مصلحة فلسطين في استئناف المغرب لأدواره في البحث عن حلول سلمية، تجنب الشعب الفلسطيني ويلات الحروب والحصار، وتيسر له سبل فرض الدولة الفلسطينية المستقلة.)

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*