استمرار التظاهرات ضد بوتفليقة في الجزائر
أعلن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة الأربعاء أن الرئيس لم يؤجل الانتخابات الرئاسية، من أجل البقاء في الحكم، في محاولة واضحة لاستيعاب حركة التظاهرات المتواصلة في الشارع، على الرغم من إعلان عبد العزيز بوتفليقة عدوله عن الترشح لولاية خامسة.
وشهدت الجزائر اليوم تظاهرات شارك فيها مدرسون وطلاب ضد ما يعتبرونه تمديدا بحكم الأمر الواقع للولاية الرابعة لبوتفليقة، بعد إعلان هذا الأخير “مخرجا” يقضي بإرجاء الانتخابات الى أجل لم يحدد، مشيرا الى أنه سيشكل “ندوة وطنية” تعمل على وضع دستور وتنفيذ إصلاحات، على أن يتم بعد انتهاء عملها تنظيم الانتخابات.
وقال لعمامرة إن بوتفليقة لم يؤجل الانتخابات الرئاسية من أجل البقاء في الحكم بل لأن الاقتراع بات مصدر “انقسام” بين الجزائريين.
وأمل في مقابلة مطولة مع الإذاعة الجزائرية، بأن تبدأ الندوة أعمالها “بأسرع ما يمكن” وأن تنهي أعمالها “في أفضل الآجال”.
وأضاف لعمامرة الذي عُين الاثنين، أن “الأولوية المطلقة” بالنسبة للرئيس “تتمثل في جمع الجزائريين وتمكينهم من المضي معا في اتجاه مستقبل أفضل (..) لا بالبقاء في الحكم لبضعة أسابيع أو بضعة أشهر إضافية”.
وتردد اسم الدبلوماسي الجزائري السابق الأخضر الابراهيمي (85 عاما) ليتولى رئاسة الندوة الوطنية بعد أن استقبله الرئيس الجزائري الإثنين بعيد إعلانه تأجيل الانتخابات.
لكن الابراهيمي قال ردا على سؤال حول هذا الموضوع من القناة الوطنية الجزائرية، “هذا كلام فارغ”.
وأضاف أنه لا يسعى الى منصب “لكن هذا بلدي. لا يمكن أن أقول لا (في حال اقترح علي لكن) أتمنى أن يجدوا شخصا أفضل مني أمراة أو رجلا”.
وقال الإبراهيمي من جهة ثانية إنّه وجد بوتفيلقة (82 عاما) “في صحة جيدة”.
وكان بوتفليقة عاد الأحد من جنيف حيث خضع، بحسب الحكومة، لـ”فحوص طبية” استغرقت أسبوعين. ويعاني بوتفليقة من تداعيات جلطة دماغية أصيب بها في العام 2013 أقعدته على كرسي متحرك ومنعته من الكلام.
– “إرحلوا” –
وتظاهر الأربعاء مدرسون وطلاب ضد ما يعتبرونه تمديدا للولاية الرابعة لبوتفليقة في العاصمة.
وحمل المتظاهرون لافتات بالفرنسية والإنكليزية كتب عليها “من أجل مستقبل أفضل لأولادنا”، و”تغيرت الأيام، نحن السلطة، أنتم اليأس، إرحلوا”.
وقال إدريس، المدرّس الأربعيني، “من المهم بالنسبة إلينا نحن الأساتذة أن نشارك في التعبئة (..) الأمر يتعلّق بمستقبل أطفالنا”.
وبين الطلاب عدد كبير من تلامذة المدارس الثانوية، وآخرون أصغر سنّاً.
وتفتح المدارس بشكل متقطع منذ أربعة أيام في الجزائر.
وتظاهر المدرسون في ولايات البلاد الـ48 في مسيرات متفاوتة الحجم، بحسب ما ذكر ايدير عاشور من نقابة “مجلس ثانويات الجزائر”.
ويشل إضراب عام بدأ الأحد وسط استجابة متفاوتة، بعض المناطق.
وتعيش ولايتا تيزي أوزو والبويرة بمنطقة القبايل شللا شبه تام.
وقال رئيس بلدية تيزي أوزو “لا زال الإضراب العام يلقى استجابة واسعة” في المدينة. وفي البويرة، قال مسؤول في الولاية “المتاجر والخدمات العامة والنقل كلها متوقفة”.
وفي بجاية (منطقة القبايل)، أعادت مخابز ومقاه فتح أبوابها صباح الأربعاء.
أما في ميناء بجاية وهو من الموانئ الرئيسية في البلاد، فلا تزال الحركة مشلولة، بحسب صحافي محلي.
كما شهد عمل محطات المحروقات ببجاية اضطرابا بسبب إضراب العاملين في شركة نافطال (فرع شركة المحروقات العملاقة العامة سونطراك).
– تشكيل حكومة –
في هذا الوقت، يسعى رئيس الوزراء الجديد نور الدين بدوي لتشكيل حكومة تضم وجوهاً شابة ومنفتحة، كما وعدت السلطات.
بيد أنه سيكون صعباً إقناع سياسيين جدد بالانضمام إلى نظام يتواصل الاحتجاج عليه منذ 22 شباط/فبراير، بحسب مراقبين.
وكتبت صحيفة “ليبرتيه” اليوم أن ” تعيين السيد بدوي، وهو رجل معروف بقربه من بوتفليقة، رئيسا للوزراء يفضح النقص الصارخ في إرادة (القيام) بإصلاحات توافقية وفي تغيير النظام”.
خارجيّاً، اعتبرت روسيا ما يجري في الجزائر “شأناً داخلياً”، مبدية الأمل في توصل الجزائريين الى تسوية عبر “الحوار الوطني” تضمن “الاستقرار”.
ودعت كندا من جهتها الجزائر إلى تحديد موعد جديد للانتخابات الرئاسية “دون تأخير”، معلنة تأييدها تنظيم “انتخابات ديموقراطية وحرة ونزيهة، واستعداها المساهمة في هذه الجهود”، وفق بيان لوزارة الخارجية.
اف ب