استمرار القصف الجوي وإطلاق الصواريخ بين إسرائيل وغزة
(رويترز)
– قصفت الطائرات الإسرائيلية غزة وأطلقت حركة الجهاد الإسلامي مئات الصواريخ على إسرائيل يوم السبت، مع دخول الاشتباكات عبر الحدود يومها الثاني مما أسفر عن مقتل ستة على الأقل بينهم أربعة أطفال.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع إن الأطفال كانوا بين قتلى انفجار وقع قرب مخيم جباليا للاجئين وألقت باللوم على إسرائيل. لكن الجيش الإسرائيلي نفى مسؤوليته وقال إن الانفجار نجم عن فشل إطلاق صاروخ من قبل حركة الجهاد الإسلامي.
ووزع الجيش مقطع فيديو يُظهر فيما يبدو صاروخا يُطلق من غزة ليلا ثم ينحرف على الفور عن مساره إلى منطقة سكنية. ولم يتسن لرويترز التحقق من اللقطات بشكل مستقل.
وبينما استمرت الضربات الإسرائيلية، وأصابت ما قال الجيش إنها مخازن أسلحة مخبأة في مناطق سكنية ودمرت عددا من المنازل، أطلقت حركة الجهاد الإسلامي وابلا من الصواريخ وصل حتى مدينة تل أبيب المركز التجاري لإسرائيل.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن ما لا يقل عن 24 فلسطينيا قتلوا، بينهم ستة أطفال، وأصيب 203 بجروح خلال يومين من إطلاق النار.
وأطلق نشطاء فلسطينيون أكثر من 400 صاروخ على إسرائيل، تم اعتراض معظمها، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار ودفع السكان إلى الهروب إلى الملاجئ. وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات خطيرة.
وقالت مصر إنها تجري محادثات مكثفة سعيا لتهدئة الوضع. ويتوقف تصعيد القتال إلى حد كبير على حركة حماس التي تسيطر على غزة وما إذا كانت ستختار الانضمام إلى القتال.
وذكر مصدران أمنيان مصريان أن وفدا من المخابرات المصرية برئاسة اللواء أحمد عبد الخالق وصل إلى إسرائيل يوم السبت وسيسافر إلى غزة لإجراء محادثات وساطة. وأضافا أنهما يأملان في التوصل لوقف لإطلاق النار لمدة يوم من أجل إجراء المحادثات.
وقال مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي لرويترز في ساعة متأخرة من مساء السبت “بذلت جهود مكثفة هذا المساء واستمعت الحركة إلى الوسطاء لكن هذه الجهود لم تتوصل إلى اتفاق بعد”.
وبدأت الاشتباكات عبر الحدود، التي أنهت أكثر من عام من الهدوء النسبي حول غزة، عندما شنت إسرائيل هجوما مفاجئا يوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل قيادي بارز في حركة الجهاد الإسلامي وقصف مجموعة مما قالت إنها أهداف عسكرية.
*قلق
يتكدس نحو 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة الساحلي الضيق حيث تفرض إسرائيل ومصر قيودا صارمة على حركة الأشخاص والبضائع من القطاع وإليه بجانب حصار بحري بسبب ما تقول الدولتان إنها مخاوف أمنية.
وأوقفت إسرائيل شحنات وقود كان من المقرر إرسالها إلى غزة قبل وقت قصير من بدء قصفها يوم الجمعة، وهو ما أدى إلى تعطل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع وخفض ساعات الإمداد بالكهرباء إلى حوالي ثماني ساعات في اليوم، الأمر الذي دفع مسؤولي الصحة إلى التحذير من تأثر المستشفيات بشدة في غضون أيام.
وساد الهدوء على الحدود إلى حد كبير منذ مايو أيار 2021 عندما أسفر قتال عنيف استمر 11 يوما بين إسرائيل والنشطاء عن مقتل ما لا يقل عن 250 شخصا في غزة و13 في إسرائيل.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكي يوم السبت إن الولايات المتحدة تدعم بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وحثت جميع الأطراف على تجنب مزيد من التصعيد.
وعبر مبعوثا الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي للشرق الأوسط عن قلقهما إزاء اندلاع العنف، ونددت السلطة الفلسطينية بالهجمات الإسرائيلية. وقال السفير الأمريكي لدى إسرائيل توم نيدس على تويتر إن “لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها”.
وكانت شوارع غزة خالية إلى حد كبير وظلت المتاجر مغلقة صباح يوم السبت. وفي الموقع الذي قتل فيه القيادي في الجهاد الإسلامي تيسير الجعبري، تناثرت الأنقاض وشظايا الزجاج والأثاث على طول الشارع.
وخلت شوارع البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود إلى حد كبير، في حين شبت حرائق ناجمة عن القصف الصاروخي في حقول قريبة.
وذكرت حركة الجهاد الإسلامي أنها أطلقت صاروخا على مطار بن جوريون الدولي في إسرائيل، لكن الصاروخ سقط على بعد نحو 20 كيلومترا من المطار. وأعلنت هيئة الطيران المدني الإسرائيلية أن العمل في المطار يمضي كالمعتاد.