السيسي يعلن ترشّحه لولاية رئاسية ثالثة “لاستكمال الحلم”
أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الإثنين ترشّحه لولاية رئاسية ثالثة في الانتخابات المقررة في ديسمبر والتي من المرجّح أن يفوز فيها.
وقال السيسي البالغ 68 عاما أمام حشد من مؤيديه في العاصمة الإدارية الجديدة الواقعة شرق القاهرة “كما لبيت نداء الشعب من قبل، إنني باذن الله البي نداءهم مرة أخرى وعقدت العزم على ترشيح نفسي لكم لاستكمال الحلم بمدة رئاسية جديدة”.
وأظهرت مشاهد بثّتها محطات تلفزة موالية للحكومة آلاف الأشخاص يحتفلون بالإعلان على منصات أقيمت مسبقا في مختلف أنحاء البلاد.
وفي وقت سابق الإثنين نظّمت مسيرات في القاهرة لمطالبة السيسي الذي يتولى مقاليد الحكم منذ اطاحته الاسلامي محمد مرسي عام 2013، بالترشح لولاية ثالثة.
وقال أحد المشاركين في هذه التظاهرات، حسن عفيفي، وهو مدرس وصل في حافلة مع تلاميذه “خرجنا جميعا لدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي ومشروعاته الكبرى، ليس هناك من هو أفضل منه لمستقبل البلد”.
ودعا السيسي المصريين إلى أن “يختاروا بضميرهم الوطني المتجرد، من يصلح”، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الشرق الأوسط.
في عامي 2014 و2018، كان السيسي فاز بنسبة 96% ثم 97% من الأصوات في مواجهة معارضة ضعيفة بفعل القمع أو شكلية كما في 2018 عندما أعلن المنافس الرئيسي للرئيس المصري آنذاك تأييده له.
هذا العام، خلافا للمرتين السابقتين، أعلنت عدة شخصيات عزمها الترشح للانتخابات من بينها أربعة رؤساء أحزاب. ويقول مقربون من ثلاثة منهم إنهم نجحوا بالفعل في الحصول على تزكية من 20 نائبا في البرلمان هو الحد الأدنى الذي يحدده القانون للترشح.
والإثنين قال السيسي “لهم جميعا مني كل التقدير والاحترام. فالاختلاف سنة الله في خلقه، وحقيقة لا يمكن إنكارها.. والتنوع هو ثراء حقيقي، يدلل على خصوبة أمتنا وقدرتها على البقاء”.
– طريق مختلف-
ولكن مرشحا واحدا اختار طريقا مختلفا: أحمد الطنطاوي. فقد قرر هذا النائب السابق (44 عاما) أن يجمع توكيلات شعبية لدعم ترشحه.
وتعلن حملته كل يوم أن أنصاره يمنعون عمدا من الحصول على التوكيلات بحجج مختلفة: عطل في أجهزة الحاسوب تارة وعدم توافر الوقت اللازم لدى الموظفين تارة أخرى.
أمام مكتب الشهر العقاري في المنصورة ووسط جمع من أنصاره، قال الطنطاوي “نحمل كل مسؤول في الدولة مسؤوليته ويجب أن ينتبهوا الى أن الضغط على الناس خطأ وخطر”، مضيفا “ليس هناك مصري واحد سيصدق رواية أننا لم نتمكن من جميع 25 الف توكيل”.
وسواء تمكن من جمع التوكيلات أو لا قبل غلق باب الترشيح في 14 تشرين الأول/اكتوبر الجاري، فإن النائب السابق الذي اشتهر بانتقاداته الحادة للرئيس المصري وسياساته تحت قبة البرلمان، خلق حالة غير مسبوقة في مصر بعدما أغلق المجال السياسي منذ العام 2013.
فقد انتشرت لقطات فيديو تنقل هتافات مؤيديه في الشارع في بلد ممنوع فيه التظاهر، وأجرى الرجل حوارات مع وسائل اعلام مستقلة انتقد فيها الرئيس المصري وأعلن إصراره على خوض حملة من أجل إرساء “دولة القانون”.
من جهته، يكرر السيسي أنه يسلم أمره الى الله ، مستشهدا بالآية القرآنية التي تقول إن الله “يؤتي الملك” من يشاء.
وفي حال فاز في هذه الانتخابات، ستكون هذه الولاية الثالثة والاخيرة للسيسي طبقا للدستور الذي عدله في العام 2019 ليتمكن من الاستمرار في السلطة حتى العام 2030.
-“مجاعة”-
خلال مؤتمر تحت عنوان “حكاية وطن” نظم منذ السبت، وجه السيسي تحذيرا للمصريين الذين يعانون من تضخم بلغ 40% وانهيار للعملة المحلية التي فقدت 50% من قيمتها.
وقال الرئيس المصري السبت “اذا كان البناء والتنمية والتقدم ثمنه الجوع والحرمان، اياكم يا مصريين أن تقولوا نأكل أفضل”. وضرب مثلا بدولة لم يسمها – كان واضحا أنها الصين – أصبحت “قوة عظمى” بعد أن مات “25 مليون من شعبها جوعا”.