جنين.. ساحة ساخنة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني
(رويترز)
– صارت مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة، وهي معقل للمسلحين الفلسطينيين، ساحة ساخنة للصراع بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين في السنوات الماضية.
وقتل الجيش الإسرائيلي تسعة فلسطينيين على الأقل يوم الأربعاء في عملية واسعة النطاق بالضفة الغربية شملت جنين ومدنا أخرى، في تصعيد للتوتر وسط الحرب الدائرة في قطاع غزة بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل.
وفيما يلي معلومات عن جنين:
* مخيم للاجئين
جنين هي مدينة صغيرة تقع في أقصى شمال الضفة الغربية، بالقرب من حدود إسرائيل، وتضم مخيما مكتظا باللاجئين يحمل الاسم نفسه ويبلغ عدد سكانه نحو 14 ألفا من أحفاد فلسطينيين هُجّروا لدى قيام إسرائيل عام 1948، وتنحدر عائلاتهم من مناطق تشمل حيفا والناصرة.
ويعاني معظم هؤلاء السكان من الفقر والبطالة، مما يجعلهم شديدي العداء لإسرائيل والدعم للجماعات الفلسطينية المسلحة.
وتقول وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن مخيم جنين يعاني من أعلى معدلات البطالة والفقر بين 19 مخيما للاجئين بالضفة الغربية.
وشكل جيل جديد من الفلسطينيين، انسلخوا عن القيادة الفلسطينية القائمة ونشأوا في عصر مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة من الجماعات المسلحة في الضفة الغربية مثل كتيبة جنين التي تضم مقاتلين من حماس والجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح.
وخرج من جنين الكثير من الانتحاريين الذين قادوا الانتفاضة الفلسطينية الثانية في الفترة من عام 2000 إلى 2005. ولسحقها، نفذت القوات الإسرائيلية المزودة بمدرعات مداهمات مدمرة في المدينة التي لا يملك المسلحون بها سوى مجموعة من الأسلحة الخفيفة وترسانة من المتفجرات.
ودأب الجيش الإسرائيلي على اتهام الجماعات المسلحة بدس المسلحين داخل مناطق مكتظة بالسكان مثل مخيمات اللاجئين التي يعود تاريخها إلى عام 1948. ويعيش الكثير من المسلحين في مخيم جنين، غالبا مع عائلاتهم.
ومنذ مارس آذار 2022، تشهد جنين والمناطق النائية في شمال الضفة الغربية مداهمات إسرائيلية مكثفة بعد موجة من الهجمات التي نفذها فلسطينيون في الشوارع.
وتشمل الجماعات المسلحة الموجودة في جنين حركة الجهاد الإسلامي المتحالفة مع إيران وحركة حماس.
* السلطة الفلسطينية تتراجع
جرت العادة على أن تكون جنين معقلا لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (88 عاما)، وهي حركة منافسة لحماس التي أشعلت الحرب في غزة بهجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي تقول الإحصاءات الإسرائيلية إنه أسفر عن مقتل 1200.
لكن البساط انسحب من تحت أقدام فتح لصالح حماس والجهاد الإسلامي. وتزايد وجودهما لأسباب من بينها تقاعس قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب، والتي تمارس سلطات محدودة في أجزاء من الضفة الغربية وتقول إن إسرائيل قوضت مصداقيتها في الشارع.
وتزيد قوة حماس والجهاد الإسلامي أيضا بسبب ما يقول منتقدون إنه ضعف عباس، الذي انهارت المفاوضات التي كان يخوضها حول إعلان دولة فلسطينية مع إسرائيل في عام 2014، في ظل غياب أي فرصة في الأفق لإحياء المفاوضات، وكذلك الاتهامات بعدم الكفاءة والفساد داخل السلطة الفلسطينية.
وتقول إسرائيل إن مخيم جنين للاجئين هو مركز للتخطيط والإعداد للهجمات المسلحة، وكذلك ملاذ آمن للمقاتلين الذين تمولهم حماس أو الجهاد الإسلامي.
* ساحة قتال خلال انتفاضة 2000-2005
كانت جنين مسرحا لبعض أسوأ أعمال العنف خلال الانتفاضة الثانية، التي بدأت بعد فشل محادثات السلام برعاية أمريكية في 2000، وتحولت إلى ساحة صراع مسلح بين إسرائيل والجماعات الفلسطينية المسلحة.
وفي أبريل نيسان 2002، شنت إسرائيل هجوما كبيرا على مخيم جنين للاجئين في إطار عملية أوسع في الضفة الغربية قالت إنها تهدف إلى وقف هجمات المسلحين التي تشمل تفجيرات انتحارية.
وقالت الأمم المتحدة في تقرير صدر في أغسطس آب 2002 إن 52 فلسطينيا قُتلوا في جنين، نصفهم من المدنيين، بينما فقدت إسرائيل 23 جنديا هناك.
ورفض التقرير تصريحات المسؤول الفلسطيني الراحل صائب عريقات بأن 500 شخص قُتلوا في جنين، وحمل التقرير جميع المقاتلين مسؤولية تعريض المدنيين للخطر.
ورصد التقرير انتهاكات إسرائيلية أكثر من الفلسطينية، وخاصة رفض إسرائيل السماح للعاملين في المجال الإنساني بدخول المخيم. لكنه قال أيضا إن مقاتلين فلسطينيين كانوا يختبؤون في منازل مدنيين.
* تجدد العنف
صارت جنين مجددا بؤرة ساخنة خلال موجة من العنف الإسرائيلي الفلسطيني تهز الضفة الغربية منذ أكثر من عامين. وأصبحت المواجهات الدامية في المنطقة أمرا متكررا.
واستمر العنف في جنين هذا العام.
وفي مايو أيار قتلت القوات الإسرائيلية 10 فلسطينيين وأصابت 25 آخرين. وكان طبيب وفتى من بين القتلى خلال عملية كبيرة باستخدام عشرات المركبات.
وفي يونيو حزيران قتلت القوات الإسرائيلية ثلاثة فلسطينيين وأصابت 13 آخرين على الأقل في مداهمة بجنين.
وقالت إسرائيل هذا الشهر إنها قتلت اثنين من كبار مقاتلي حماس في غارة جوية على سيارتهما في جنين.