سلالة الكلاب
قصة قصيرة:
سلالة الكلاب
بقلم عبدالهادي بريويك
يحكى في قديم الزمان أن رجلا غنيا كان يمتلك كلبا من السلالات النادرة ويحرس على تطبيبه وعلاجه والحفاظ على الاستجابة لكل متطلباته،ولكثرة محبته له اضطر لشراء أربعة كلاب أوكل لهم مهمة حراسة الكلب المحبوب والعمل على خدمته.
تفاجأ الكلاب الأربعة من هذا الموقف الغريب الذي لا يتماشى ولا يتوافق مع الثقافة والعادات وتقاليد الحياة الكلبوية ،إذ هم يعلمون أنهم يقومون بحراسة الإنسان وممتلكاته ولم يسبق لهم قط أن قاموا بخدمة كلب ينتمي إلى سلالتهم.استغربوا ولكن استغرابهم دفعهم للتفكير في خدعة يوقعون بها الكلب المحبوب مع صاحبه حتى يوقفون هذه الثقافة الجديدة على حياتهم وثقافتهم.
وفي إحدى المساءات أعدوا للكلب المحبوب متكأ حينما كان يستمتع بسهرة فاخرة رفقة الكليبات الشقراوات والخمور المستوردة وما استلذ من اللحم والعظام،وبينما هو في غاية السكر والمجون تنازل من برجه العالي واستدعى بقية كلاب الحراسة للجلوس على مائدته كما يقوم كل السكارى حينما تغمرهم نشوة الخمرة ويتنازلون عن الألقاب والمراتب، معبرا عن حبه لهم وأنه لا فرق بينه وبينهم إلا في الألقاب..فجلسوا وانسجموا معه ومن خلال تبادل أطراف الحديث تدخل كلب منهم معروف بالمكر والدهاء وأخبر الكلب المحبوب بأن هذه الوليمة التي أقامها سيده على شرفه مفادها التخلص منه، وأنه أصبح كلبا غير مرغوب فيه وسيأتي بغيره كي يحتل مكانه.
فثارت ثائرة الكلب المحبوب واتجه صوب ولي نعمته قصد الانتقام منه بعدما لعبت الخمرة برأسه، وقبل دخوله البيت بشكل غريب لاحظ سيده طريقة همجيته فحمل البندقية وأرداه قتيلا.
ومن تمت تأكد للسيد بأنه لاخير في كلب إبن كلبة تناسل من كلب وجده كلب.