صدور كتاب ” التكوثر الجمالي في الخطاب الشعري المغربي المعاصر” للشاعر و الناقد إسماعيل علالي
متابعة: أيوب المومني
عن منشورات العلامة الجمالية ، و مطبعة الجسور بوجدة ، صدر حديثا-ماي2019- للشاعر و الناقد المغربي إسماعيل علالي، كتاب نقدي قيّم موسوم بـــ ” التكوثر الجمالي في الخطاب الشعري المغربي المعاصر”، رصد من خلاله جماليات الخطاب الشعري المغربي المعاصر و تحولاته، من خلال نماذج شعرية دالة و متميزة، و وفق رؤية نقدية مخصوصة تمتح أدواتها من النظرية الطاهائية، و بخاصة مفهوم “التكوثر ” و آلياته التي ابتدعها طه عبد الرحمن في حقل الفلسفة لمقاربة الدليل الطبيعي ، و تحليل الخطاب بمختلف أشكاله.
و قد قدَّم للكتاب الدكتور الناقد بنيونس بوشعيب بقوله:
” إن ما يميز هذا الكتاب هو الأثر المنطقي المعتمد في بناء الفرضيات القرائية و التدليل عليها وفق أسلوب في تفكيك مركزيات البناء و الدلالة، و الكشف عن العمق الجمالي في التجارب التي تم انتقاؤها بناء على معاينات و قراءات واعية للمتن الشعري المغربي المعاصر، فالكاتب و من مركزية أن “لا تكوثر إلا للأفعال العاقلة والقاصدة والنافعة” ، قرأ الجمال و تجلياته في تجارب جمالية منسجمة في رؤيتها لضرورة الجمال و التعلق به، و متنوعة نسبيا في سبل تجسيده. فالجمع بين بوحجر عبد السلام و زبير خياط من جهة و استحضار قشنني في الشق الثاني، و البحث في الهايكو من منطلقات التدليل على جماليات خطاب دخيل كلها مؤشرات تؤكد الوعي المضاعف الذي يمتلكه الكاتب إسماعيل علالي، وعي الشاعر و الناقد، و وعي الباحث القادر على ترحيل المفاهيم بين حقول معرفية متنوعة، و استثمار ارتقاءاتها الدلالية في التفاعل مع المقروء، إنه:
1. وعي بالسياقات السوسيو ثقافية الناتجة عن طبيعة استيعاب حركية النماذج المدروسة؛
2. و وعي بالبنيات الجمالية للنماذج المدروسة كل في سياق تجربة جمالية متطورة في الزمان الجمالي؛
3. ثم وعي بطبيعة النسق الذي ينتظم التجارب و جدوى جمعها في إطار آلية نقدية بإمكانها تجلية جوانب الجمال و التميّز فيها.
إن كتاب “التكوثر الجمالي في الخطاب الشعري المغربي المعاصر” للكاتب/الشاعر إسماعيل علالي مغامرة نقدية جميلة أوجدت لنفسها فسحة تأمل عميق بين المنطق و الشعر، لتستحضر مرة أخرى و بشكل جميل كوجيطو البحتري (كلفتمونا حدود منطقكم و الشعر يغني عن صدقه الكذب)، لتؤكد جدل المنطق و الشعر في التأسيس النظري و البناء الجمالي، و تباينهما في الاقتراب من الواقع و التفاعل معه”.
أما عن هندسة الكتاب فجاءت على النحو الآتي:
1-مدخل : أبرز من خلاله الناقد إسماعيل علالي دعاوى الكتاب، مع التعريف بمفهوم التكوثر الجمالي الذي يقترحه في حقل الأدب،
2-الفصل الأول: عقده لشعرية الشاعر الكبير عبد السلام بوحجر و مداخلها الجمالية الكبرى.
3-الفصل الثاني: رصد من خلاله التكوثر الجمالي للتناص التراثي في القصيدة المغربية المعاصرة من خلال تجربة الشاعر الزبير خياط.
4-الفصل الثالث: عقده لمراتب الحوارية في قصيدة النثر المغربية ، و تكوثراتها الجمالية من خلال تجربة الشاعر مصطفى قشنني.
5-الفصل الرابع: الموسوم بـــــ” التكوثر الجمالي في الهايكو العربي: حفريات في المنجز النصي المغربي”، فهو بمثابة دراسة تأصيلية متفردة، رصدت رحلة الهايكو إلى شعريات العالم ، و طرق تلقيه ، كما كشفت عن بنية الهايكو العربي و إبدالات المبدع المغربي، بأسلوب إستدلالي قل نظيره.
أما خاتمة الكتابة فقد جعلها الناقد إسماعيل علالي فاتحة لما بعد الكتابة ، و قفلها بقوله:
” و تأسيسا على ما سبق، نعد هذه المساهمة النقدية، خارطة طريق لمن رام استثمار أدوات النظرية الطاهائية، لرصد جماليات و تحولات الخطاب الأدبي العربي عامة، و الشعري خاصة،و خلق هوية نقدية حداثية عربية مخصوصة، تنافس مناهجها التحليلية البديلة، مناهج التحليل المنقولة، و تبرئ الناقد المغربي/العربي من معرَّة التقليد و الجمود، و تفتح أمامه أبواب المغايرة النقدية، و حسن تدبير الاختلاف مع المنقول الغربي،بناء على ثالوث الأخذ و العطاء و المثاقفة الندية الحق”.
و على الإجمال ، فإن كتاب “التكوثر الجمالي في الخطاب الشعري المغربي المعاصر”، للشاعر و الناقد إسماعيل علالي، علامة فارقة في الساحة النقدية المغربية ، و إضافة نوعية للمكتبة النقدية العربية حق لنا جميعا أن نحتفي بها.