تكريم الزميلة زليخة أسبدون في مهرجان الدولي للسينما و الذاكرة المشتركة بالناظور
لم تحل الرياح القوية العاتية التي عرفتها مدينة الناضور في أيام القليلة الماضية، وبالأخص عشية أول أمس الاثنين،11 نونبر الجاري، لحظة افتتاح المهرجان الدولي للسينما و الذاكرة المشتركة، دون أن يكون لهذا الافتتاح طعم خاص ونكهة مميزة بلمسة الاعتراف والتقدير لعطاءات الكثير من المبدعين والمناضلين والحقوقيين والمفكرين.. كل في مجال اشتغاله.
وكان على رأس على هؤلاء المحتفى بهم الرئيس الكولومبي السابق خوان مانويل سانتوس، الحاصل على جائزة نوبل للسلام سنة 2017، الذي خصص له مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، في احتفاء يليق بالمقام، جائزته السنوية تقديرا لما قام به من أجل المصالحة في بلاده كولومبيا خاصة، ودفاعه عن قيم الحرية والديمقراطية والسلم والعيش المشترك وحقوق الإنسان، واقتناعه بأهمية الاشتغال على الذاكرة لتعزيز قيم الديمقراطية والسلم وثقافتهما، وإيمانه بحتمية معالجة قضايا الذاكرة الجماعية والمشتركة لترسيخ القيم الإنسانية الإيجابية في أبعادها الكونية، وذوده على أهمية التعايش بين الشعوب والثقافات والأفراد، وتجاوز الاختلافات الدينية واللغوية والهوياتية المرتبطة في جزء منها بقضايا الذاكرة الجماعية والمشتركة العالقة بصفة عامة..
وفي هذا السياق احتضنت قاعة أحد المنتجعات السياحية الجديدة بمدينة الناضورهذا التكريم الدولي الذي سجل كلمات في حق الحاصل على نوبل للسلام 2017، أولها كانت كلمة باسم المجلس الوطني لحقوق ألقاها نيابة عن رئيسته أمينة بوعياش، التي تعذر عليها الحضور بسبب وعكة صحية طارئة، محمد العمارتي رئيس اللجنة الجهوية للمجلس بالجهة الشرقية، عبر فيها عن اعتزاز المجلس بتواجد الرئيس الكولومبي السابق خوان مانويل سانتوس في فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان ،اعترافا لما بذله من مجهودات ذاتية وجماعية.. لبلورة اتفاقية السلم مع «farg»، مبرزا أن اختيار موضوع كيف يمكن للسينما الإعلاء من تجارب المصالحة وثقافة السلم، يبين بوضوح العلاقة المفصلية بين المصالحة التي تعني التركيز على المشترك الإنساني وثقافة السلم التي تؤول إليها المصالحة بما يفتح المجال واسعا أمام التفاهم والبناء المشترك لمستقبل الإنسانية. معبرا عن سروره بأن يقتسم في هاته اللحظة أهم مميزات التجربة المغربية في مجال العدالة الانتقالية و لعل أهم خاصية ميزتها هي إنشاء آلية هيئة الإنصاف والمصالحة وما كان لها من انعكاسات وتاثيرات إيجابية.. على مختلف المجالات الثقافية والفكرية والفنية والاجتماعية.. بالمغرب.
عبد السلام بوطيب رئيس مركز الذاكرة المشتركة للديمقراطية والسلم ومدير المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، قال في كلمته بالمناسبة أمام المحتفى وجمع كبير من الحضور، إنه بعد 15 سنة من الاشتغال على قضايا المصالحة و10 سنوات من الاشتغال على أسئلة الذاكرة الفردية والجماعية تيقن بأن العمل عليها كان صعبا جد ومشوبا بالخطر ويتطلب كثيرا من التكوين والذكاء وخفة الروح وسعة الصدر، مفصحا أن الرهان كان لديه ولدى زملائه كيف يمكن أن نجعل من الماضي بكل سلبياته وإيجابياته الحطب النبيل من أجل بناء المستقبل، المستقبل الذي يسع للجميع بكل الاختلافات والطموحات المشروعة.. كاشفا أنه كان دائما يتسلح بمقطع من قصيدة للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، الذي يقول «إن على هذه الأرض ما يستحق الحياة».. ومن تمة – يضيف – لم يكن اختيار» ذاكرة المستقبل» كتيمة للدورة الحالية للمهرجان اعتباطا أو نزوة بل هو اختيار نابع من تفكير عميق واستشارات واسعة استهدف من خلاله تكريم كل أولئك الذين جعلوا من الماضي بجميع إنجازاته وأخطائه وإيجابياته وسلبياته الحطب النبيل من أجل بناء مستقبل، مختتما كلمته بأن للمغرب تجربة جميلة ورائعة في مجال المصالحة، علمته شخصيا كما علمت جميع المغاربة كيف يحبون بعضهم البعض أكثر وكيف نتصالح مع الماضي.. موضحا أنه كان لجلالة الملك محمد السادس دور محوري وأساسي جدا في التجربة التي أصبحت اليوم تجربة رائدة في المنطقة وسمحت لبلدنا أن يرسم طريقه القويم إلى دولة الحق التي يستحقها المغاربة .
عن الاتحاد الاشتراكي