لم ينقشع الضباب بعد
فنجان بدون سكر:
بقلم: عبدالهادي بريويك
فمازال الإنسان يقفز على الأشواك في وادي الحياة يحمل في أعماقه وراثات الماضي السحيق من إجرام وجحود.
رغم نضال المصلحين.. فمازال الإنسان يتخبط في الحياة الملتهبة حواليه ما وفق إلى الهناء.
ولكن؟
أيصح أن تكون هذه الصورة القاتمة التي تفطر بالإثم والعار لونا لاصقا باللوحة الإنسانية؟
أيصح أن تبقى خافقة تلك القلوب المملوءة بالوحل؟ أيصح أن تدوم طائشة تلك الضمائر الزاحفة في الظلام؟
أيصح أن ترفرف النفوس المصنوعة من إثم وطمع بينما تكبل الأفئدة المستهامة بالحرية والانطلاق. مثلكم؟
مازالت الإنسانية لاصقة بالرغام، مازالت الابتسامة في وطني لونا من ألوان الرياء. مازال النشيد مبعثرا بين أصوات الغدر وصراخ التقاء وصليل الحديد والتضليل.
عندما يقترب الربيع من الطبيعة يقول لها في نشيده.. سوف ينقشع الضباب سوف تذوب السحائب على ضفاف الجداول فتصبح قطراتها فقاقيع تغني الأشعة الضاحكة…
وكذلك يقول لنا الوطن.. سوف تتجلى الحقيقة الضائعة والعقيدة الوطنية المقدسة وترسل الشعاع ملء الحياة، سوف تبدو الحقيقة الغاربة وتزف عرائسها لكل نفس متشككة في مستقبل مغرب جديد .
ذات يوم كما آمن سلفنا من المناضلات والمناضلين وحدة متجانسة كالأنشودة المنزلقة على شفتي ابنتي هبة الله ضاحكة العمر ليس فيها التواء الأنغام أو كاللوحة لريشة فنان بارع الذوق أو كالنفس الواحدة لديها إلا الوطن والوطنية والانطلاق في سفوح الكون.
فالوطن واحد في خبايا روحنا رائد النجاح وعنصر البقاء.
وغدا تأكد رفيقي عندما ينبثق الفجر سيمسك أول شعاعاته الرائعة. تلك الحرية. الضائعة فتنير حياته.
ذلك هو شعبنا الطيب
الذي حمل من أجله شهداء وطنيين حب وحلم هذا الوطن.
وهناك رسل من المواطنات والمواطنين، الذين يدأبون العمل ويشحذون إلى العزائم ويقودون القافلة تحت ضوء الأشعة الواثبة من الفجر القريب. أولئك الأوفياء الذين تدرعوا بإيمان حب الوطن إليهم وعبركم أغني للمستقبل الجميل. مؤمنا بالحق بالوطن ناصرا.