أضحية عابرة
أضحية عابرة :
بقلم عبدالهادي بريويك
انت ذات الأبواب
المفتوحة الموصدة
يا مجذوعة الفم واليدين
يا ذات الأنوار الصاخبة
المقعدة في العراء
على هامش البحر
تجتر أمجادك الكتب الصفراء
وأنا أجتر فيك قوام امرأة منحوتة
من أهواء
وحواء
وأشياء
خلف أسوارك التاريخية
وأمجاد كعبك
اللامع بروية
وانعكاسات أضواء المكان
مع ألبسة مستعارة
واسم مستعار
ورقم هاتف مستعار
ولحظة زمن مستعارة
امرأة مغروسة القدمين
بأبوابها المفتوحة
ترقب القادم
نحو
طاولات فارغة
أو طاولتها الصوفية
حتى يذوب فيها مجددا
وأذوب من لوعة خاطرها
وأنا مصلوب اللسان والحنين
..
امرأة لا تود الرحيل بلا زاد ولا مطية
تمضغ ليلها العابر
تمتص شفتيها
تعتذر من أعصاب دمها
تتذكر بغلة جدها البيضاء
وهي تعبر الأحراش
دون جدوى
تركن لكل النظرات بابتسامات
عابرة
وقهقهات فارغة
بنشوة بوليسية المرور
في الأزقة المختبئة
تحاول اقتناصك
وانت تعبر دون احترام
علامة قف
علك تنظر إليها
وتقدم لها طقوس تحية
العبور
عبر علامات المنع
والسماح بالمرور
علها أن تجد فيك ضالتها
على شكل أضحية عابرة
عبر طاولات شاغرة
دون مناصب
وعبر طاولات أخرى
مكدسة بالفوائد
وعبر
انتظار صوت مذياع الطاكسي
الصغير
وهي تمتطيه
بعد منتصف الليل
فيتلقفها
صوتا عبر الاثير
هنا ..
إذاعة طنجة
شكري يحدثكم