الملك أولى اهتماما بالغا بقطاع الثقافة بإحداث العديد من المؤسسات الرامية إلى النهوض بهذا القطاع
أكد محمد بنعيسى، وزير الشؤون الخارجية والثقافة الأسبق، أمس السبت بمراكش، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أولى اهتماما بالغا وعناية خاصة بقطاع الثقافة، حيث حرص على إحداث العديد من المؤسسات الرامية إلى النهوض بهذا القطاع.
وقال بنعيسى، خلال جلسة حول موضوع “دور الثقافة في العلاقات الأطلسية”، في إطار المؤتمر الدولي السابع ل”حوارات أطلسية ” (13 -15 دجنبر) المنظم بمبادرة من مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، إن الثقافة تحتاج إلى قيادة وقادة متحمسين، كما هو الحال في المغرب حيث أولى صاحب الجلالة الملك محمد السادس اهتماما بالغا بقطاع الثقافة بإحداث العديد من المؤسسات، أو فرنسا خلال حقبة الرئيس فرانسوا ميتيران ووزير الثقافة جاك لانغ.
وسجل بنعيسى أنه إذا أطلق رئيس بلد ما سياسات معينة، فإن من واجب المسؤولين السياسيين تنفيذها، مشيرا إلى أن المغرب يشهد حاليا دينامية ثقافية كبيرة.
وأشار إلى أن “رئيس الدولة يحدد السياسات الثقافية، لكنه بحاجة إلى مسؤولين آخرين لتنفيذها على أرض الواقع: وزراء الثقافة وفاعلين من المجتمع المدني”، مشددا على أن ” النهوض بالثقافة يتطلب تضافر جهود القيادة والفاعلين الاجتماعيين ووجود الوسائل والإمكانيات اللازمة”.
وقال بنعيسى إن الثقافة هي “الحلقة الأضعف” لكل الحكومات بشكل عام، وأنها بمثابة حافز يشجع النشاط الاقتصادي.
ودعا إلى تشجيع المستثمرين الخواص لدعم هذا القطاع، مسجلا أن الثقافة هي أيضا مرادف للمؤسسات القوية: المسارح، وأروقة العرض، وفضاءات الإبداع، مشيرا إلى أن “هذا هو الدور الذي يتعين على الحكومة الاضطلاع به”.
من جانبها، أبرزت السفيرة المتجولة لصاحب الجلالة، السيدة آسية بنصالح العلوي، الروابط التاريخية والثقافية في الفضاء الأطلسي، مشيرة إلى أن منطقة المحيط الأطلسي شكلت على مر القرون فضاء للتبادل المكثف.
كما عبرت عن الأسف “للهيمنة الثقافية والاقتصادية للغرب والتي لم تترك أي مكان لبلدان الجنوب”.
واستطردت قائلة إنه “يتعين أن نقوم بإعادة تثمين وتمل ك ثقافتنا حتى نتمكن من الانتقال من حالة الاستياء إلى المصالحة مع ذواتنا أولا ومع الآخر بعد ذلك”.
وأضافت أنه “يجب على الغرب من جهته مراجعة التاريخ من أجل الوقوف على بعض الحقائق التاريخية. كما يجب عليه تجاوز الجانب الرمزي مع ضرورة إدماج الآخر في سياساته الثقافية”.
كما اقترحت السيدة آسية بنصالح تحسين التبادلات وتعزيز التلاقح الثقافي من أجل مقاومة “هيمنة عمالقة الصناعة الثقافية”، مبرزة أن “تكثيف التبادلات يبدأ أولا بتسهيل تنقل الأشخاص والطلبة والباحثين والعلماء.
ويتيح هذا المؤتمر، الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على مدى ثلاثة أيام بمبادرة من مركز التفكير المغربي “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد” حول موضوع “ديناميات أطلسية.. تجاوز نقاط القطيعة” بمشاركة حوالي 350 مشاركا من 90 دولة، تسليط الضوء على الرهانات الكبرى الجيو-سياسية والاقتصادية بالحوض الأطلسي، على اعتبار أن موضوع هذه الدورة يعكس توجهات هامة مثل صعود النزعات الشعبوية، والانتخابات الرئاسية الأخيرة في البرازيل، والسياسة الخارجية الأمريكية، التي صارت تشكك في مستقبل معاهدة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ومنظمة التجارة العالمية.
وتهدف “حوارات أطلسية” إلى بلورة خطاب مختلف وبوادر حلول، وذلك عبر مقارنة وجهات نظر مختلف المشاركين المتدخلين من الشمال ومن الجنوب، وتطوير ثقافة التميز الإفريقي، وروح الانفتاح والتنوع الكبير.