شفشاون… الإقليم الذي حافظ على خلوه من الوباء
بقي إقليم شفشاون خاليا من فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) بفضل تضافر جهود كافة المتدخلين، من أطر الطب المدني والعسكري والسلطات المحلية والفاعلين في المجتمع المدني.
وحسب الحصيلة اليومية للوضع الوبائي بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، إلى غاية صباح اليوم الثلاثاء، فقد سجل مركز التكفل بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بشفشاون 0 حالة منذ ظهور فيروس كورونا المستجد بالمغرب أوائل شهر مارس الماضي، وهو ما يعد ثمرة جهود كبيرة لمختلف المصالح المتدخلة في احتواء الوباء والتزام ساكنة الإقليم بتدابير الحجر الصحي.
وأكد الدكتور أمل خالد، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بشفشاون، أنه على إثر جائحة كوفيد 19 وتنفيذا للتوجيهات الملكية السامية وبتنسيق مع عمالة الإقليم والمديرية الجهوية للصحة، قامت المندوبية بعدد من الإجراءات لمواجهة الوباء من بينها تكوين خلية يقظة على صعيد المندوبية وتنظيم عدد من الحصص التكوينية لفائدة أطر الصحة بالمستشفى الإقليمي والمراكز الصحية حول كيفية التكفل بالحالات.
وأضاف المسؤول الطبي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه تمت أيضا تهيئة مسار كوفيد-19 الذي يتكون من قاعتي فرز، الأولى والثانية، وقاعة للتحاليل، إلى جانب تهيئة مصلحة الاستشفاء التي تضم 15 سريرا مجهزا بكافة المعدات الطبية، والتي تم تعزيزها بأجهزة طبية جديدة للتكفل بالمرضى ضمن مسار كوفيد 19.
وخلص المتحدث إلى أنه بفضل المجهودات الجبارة للأطر الصحية والسلطات المحلية وبمساعدة البعثة الطبية العسكرية، التي ساندت الأطر الطبية المدنية، تمكن إقليم شفشاون من البقاء خاليا من فيروس كورونا، مشددا على أن “السلطات ما زالت تقوم بسلسلة إجراءات للحفاظ على صفر حالة مستقبلا”.
من جانبه، أكد الدكتور الكولونيل مصطفى بودلال، رئيس البعثة الطبية العسكرية بشفشاون، أنه بتعليمات ملكية سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس الأركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، حلت فرقة من المصلحة العسكرية، مكونة من أطر طبية وشبه طبية وبتنسيق مع أطر وزارة الصحة، بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بشفشاون من أجل المساهمة في تتبع ومحاربة داء كوفيد 19.
وأضاف الكولونيل مصطفى بودلال، في تصريح مماثل، أن “الحالة الوبائية بإقليم شفشاون، ولله الحمد، مستقرة ولم تسجل أية حالة لحد الساعة بكافة تراب الإقليم”.
وبالرغم من تصنيف إقليم شفشاون ضمن منطقة التخفيف رقم 1، إلا أن مجموعة من التدابير الاحترازية والوقائية التي سطرتها السلطات الإقليمية ما زالت سارية المفعول للحفاظ على مكتسب “الإقليم الخالي من فيروس كورونا المستجد”، وهي الإجراءات التي تتماشى بالتوازي مع تخفيف قيود الحجر الصحي من أجل العودة التدريجية لوتيرة الحياة الطبيعية على مستوى الإقليم واستئناف الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية.
بمداخل مدينة شفشاون، تنتصب حواجز لمراقبة الوافدين على المدينة والتأكد من عدم مخالفتهم لتدابير التنقل بين عمالات وأقاليم الجهة، وتوفرهم على رخص التنقل الاستثنائية في حال قدومهم من منطقة التخفيف رقم 2.
وبإشراف من السلطة المحلية، تتواصل عمليات تطهير العربات وتعقيم الأزقة متى ظهرت الحاجة إلى ذلك، فحسن التنسيق والتعاون بفضل تجند مختلف اعوان السلطة والقوات الأمنية والمصالح الصحية وفعاليات المجتمع المدني مكن من حماية الإ قليم من الوباء.
ومع