مدينة الخنيشات… أزبال في كل مكان تنذر بكارثة بيئية والمسؤولين في سبات عميق
مما لا شك فيه أن عددا من مناطق المملكة تعيش نوعا ما من أنواع الإقصاء والتهميش بمختلف أنماطه، إلا أن ما تعيشه مدينة الخنيشات، فاق كل التوقعات وجعلنا نتساءل وبإلحاح عن الجدوى من تواجد رئيس الجماعة ومن معه، إن لم يكن بمقدورهم القيام بمهامهم اتجاه الساكنة بصفة خاصة والمدينة بصفة عامة ولو في حدها الأدنى، حتى لا توجه لهم صكوك الإتهام.
ما عايناه بالخنيشات أصابنا بالصدمة، أزبال متناثرة في كل مكان، والأذهى من ذلك، تواجد هذه الأزبال وبشكل رهيب على جنبات ضفاف “واد ورغة” الذي يعتبر من الموارد المائية الرئيسية لعشرات الدواوير المجاورة للمدينة، وهذا ما يشكل خطرا حقيقيا على صحة ساكنة هذه الدواوير، بل يمكن اعتبار ذلك كارثة بيئية بكل المقاييس.
تواجدنا بالمدينة وبمحض الصدفة، كشف لنا النقاب عن الكثير من التجاوزات التي يجب أن يحاسب عليها المسؤولون عن شأن هذه المدينة الهادئة، التي تعتبر من بين أغنى الجماعات بالمملكة، إلا أن زائرها يقف على فوضى منقطعة النظير رغم صغر مساحتها.
وفي هذا الصدد، عبر عدد من المواطنين لموقع “سياسي” عن استيائهم العارم لما آلت إليه الأوضاع بمدينتهم، ومن الطريقة التي تسير بها شؤونهم المحلية، إذ يطغى عليها فساد تدبيري وتسييري فاق كل التوقعات، ناهيك عن الانقطاع المتكرر والدائم للمياه الصالحة للشرب والكهرباء، إلا أن لا أحد كانت له الجرأة في التعبير عن معاناة الساكنة أمام عدسات كاميرا “سياسي”، وذلك راجع بالأساس إلى الخوف من عقاب جهات ما كما كشف عنه البعض.
مدينة الخنيشات التي يطغى عليها طابع العشوائية واللامبالاة في التسيير، وسوء التدبير في أبسط الأشياء التي من المفروض أن تكون متواجدة وبقوة القانون، فلا فضاءات رياضية تستفيد منها الناشئة، ولا حدائق لتكون متنفسا للساكنة المغلوبة على أمرها، ولا فرص عمل لشباب المدينة الضائع بين تعاطي المخدرات والجلوس في المقاهي حالما بغد أفضل ربما يأتي أو لا يأتي.
ما عايناه يدفعنا إلى مطالبة وزارة الداخلية، ومجلس جطو، بفتح تحقيقات جادة ومسؤولة، للوقوف على ما آلت إليه الأوضاع بهذه المدينة المنسية، التي تفوح منها رائحة الفساد بكل أشكاله، وحتى تستعيد الساكنة ولو القليل من كرامتها المفقودة والتي لطالما نادى بها عاهل البلاد.
ولنا عودة في هذا الموضوع للكشف عن حقائق صادمة.
سياسي – المشوكر عزيز