الحسيمة: إسدال الستار على فعاليات الملتقى الدولي للطرق الذكية للحفاظ على البيئة البحرية
الحسيمة: خالد الزيتوني
تم يوم الأربعاء إسدال الستار على فعاليات أشغال الملتقى الدولي المنظم بالحسيمة حول “ إدارة قواعد البيانات والتحويل الرقمي للحفاظ على البيئة البحرية ” بمشاركة فاعلين وباحثين ومتدخلين يمثلون 15 دولة بإفريقيا وأوربا .
وكان الملتقى قد انطلقت أشغاله يوم الاثنين الماضي بمداخلات من فاعلين ومتدخلين على المستوى العالمي والمحلي، لمقاربة موضوع حماية التنوع البيولوجي البحري والساحلي، والاستغلال العقلاني للموارد، بالحد من تدخل الأنشطة السكانية بشكل يمنع استمرار هذا التنوع، كما تطرق اللقاء لرقمنة الموارد البحرية لتثمينه والمحافظة عليه، وذلك باستخدام التطور التكنولوجي التقني والرقمي.
وبتنوع الدراسات المقدمة من طرف مختصين متدخلين سعت كل المخرجات للعمل الجاد قصد حماية البيئة البحرية في البحر الأبيض المتوسط، لجعلها تراعي عاملي التقدم والاستدامة، سواء على مستوى أنشطة السكان المرتبطة بالصيد البحري، أو حماية الكائنات المهددة بالإنقراض، حيث كان اللقاء مناسبة للخبراء لتبادل التجارب المنجزة في هذا المجال.
كما تميزت فقرات مداخلات اليوم الثاني بمداخلات سباقة ورائدة تتعلق أساسا، بالبيئة البحرية بالبحر الأبيض المتوسط، وتهم بيانات مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، وكيفية دعم آلية اتخاذ القرار في الهيئة العامة لمصايد الأسماك، وموضوع زيادة حجم شبكة الترامل ( الترامايو )، ودورها في التقليل من إزالة الكتلة الحيوية، وزيادة الإيرادات الاقتصادية في مصايد الأسماك الحرفية، منطقة بورتو سيزاريو البحرية المحمية، ببحر لونيان، بإيطاليا نموذجا.
كما تناولت بعض مداخلات أشغال الملتقى، موضوع تحويل سفن الصيد من منصات آلية لجمع البيانات إلى توأم رقمي للمحيطات، بالاستفادة من الأدوات الرقمية للحفاظ على الدلافين، كما تناول ممثل المنظمة العالمية للتغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ( FAO )، تيمة المعيارية المبتكرة لإدارة تدفق البيانات والإحصاءات المتعلقة بمصايد الأسماك على المستوى الوطني، وأهمية قاعدة البيانات في استراتيجيات الحفاظ على الأصناف البحرية الضخمة المعرضة للخطر في خليج قابس بتونس.
وبالنظر إلى بعض مخاطر تربية الأحياء المائية، بفعل التداعي السلبي للتغيرات المناخية، عطف الملتقى لإبراز أسباب ذلك، والتي تتجلى في التغير في درجة الحرارة في كل من الماء والهواء، خاصة درجة الحرارة السطحية، والتي تأثر بشكل مباشر على الخصائص الفيزيائية والفيسيولوجية للأسماك في نظم الإنتاج، وبنية النظام البيئي، و التي تتجلي في انتشار الأنواع العدائية، والتأثير على النظم الإيكولوجيّة للسواحل، وكذلك تلوّث المياه وتهديد الصحّة، وحتى موائل الأسماك من خلال استخدام المضادات الحيوية وهرمونات النمو،
كما أشار اللقاء لوضع مقاييس لمخاطر هذا النشاط، من خلال التوائم الرقمية، وفي ارتباط بسلبية التلوث في البحار تم التطرق كذلك لاستراتيجية مراقبة مياه الصابورة في ميناء فالنسيا عبر تقديم دراسة شاملة عن الأنواع الغازية أو مياه الإتزان غير النظيفة المستخدمة في السفن.
كما تناول الملتقى وفي اليوم نفسه الخدمات التشغيلية النهائية التي تدعمها خدمة البيئة البحرية كوبرنيكوس لحماية المناطق الساحلية والبحرية في البحر الأسود، وأهمية دمج نظم المعلومات الجغرافية المركزية، والمراقبة عبر الأقمار الصناعية لإدارة السواحل بالمرصد الساحلي التونسي، وعرض تجربة مصر بالساحل الشمالي باستخدام نظام معلومات IMAP لجمع وإدارة ومشاركة البيانات من برامج المراقبة.
واختتم الملتقى يوم أمس الأربعاء بتقديم العروض المتبقية للمشاركين، و آخر عرض كان حول موضوع ” تطبيقات الهاتف الذكي لتلبية احتياجات المعلومات البحرية “، كما قام طلبة هندسة الساحل بكلية العلوم والتقنيات بتقديم لبحوثاتهم حول الأصناف البحرية المحمية الموجودة بالمنتزه الوطني للحسيمة، وذلك باعتماد تقنية MIRADI التي تدخل ضمن الوسائل الذكية المعتمدة لتدبير قاعدة البيانات للمنطقة البحرية المحمية للمنتزه الوطني للحسيمة، وزيارة المشاركين للمنطقة البحرية المحمية للمنتزه، توجت برحلة بحرية، بغاية اكتشاف الأصناف البحرية المحلية التي تتميز بها المنطقة، مع عرض أهم المشاكل التي تعاني منها المحمية المحلية لمنتزه ” بقيوة ” بالحسيمة، والتي يمكن جمعها باختصار شديد في الصيد الساحلي الجائر، والصيد في المياه القليلة العمق، والصيد بالمتفجرات والتلوث نتيجة تداخل الأنشطة السكانية بالمنتزه مع مجتمعات الأصناف البحرية المحمية.