الحسيمة: ندوة حول الإجهاد المائي بين المقاربة العلمية والإعلامية
الحسيمة: ندوة حول الإجهاد المائي بين المقاربة العلمية والإعلامية
الحسيمة: خالد الزيتوني
احتضنت قاعة الندوات بدار الشباب محمد بن عبد الكريم الخطابي، ندوة علمية في موضوع ” الإجهاد المائي بإقليم الحسيمة بين المقاربة العلمية والإعلامية “.
ونظمت فعاليات هذه الندوة كل من جمعية التبريس للإعلام البديل وعصبة المتوسط الأزرق للشباب، وجمعية أدار، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع التواصل -، وبتعاون مع المديرية الإقليمية لقطاع الشباب وبشراكة مع فرع جمعية حماية المستهلك بإقليم الحسيمة.
وشهدت الندوة مشاركة نخبة من الخبراء والباحثين في مجالات الموارد المائية والبيئة والإعلام، حيث تناولت العروض المقدمة مختلف جوانب الإجهاد المائي وطنيا ومحليا وتمحورت حول:
– ” تحديات توفير المياه الصالحة للشرب بالمغرب ” قدم الأستاذ حسن امحمدي، أستاذ جامعي بكلية العلوم والتقنيات بالحسيمة، عرضا حول التحديات التي تواجه المغرب في مجال توفير المياه الصالحة للشرب، مع التركيز على آفاق الحلول المستقبلية.
– ” حكامة الموارد المائية في المغرب “، تناول الأستاذ فؤاد عمراوي، أستاذ جامعي وخبير في مجال الماء، موضوع حكامة الموارد المائية في المغرب منذ الاستقلال، عارضا مختلف السياسات والاستراتيجيات التي تم اتباعها في هذا المجال.
الوضع المائي بإقليم الحسيمة والرؤية الاستراتيجية “: قدم السيد علي هدي، مهندس الاستغلالات والصيانة ورئيس قطاع الإنتاج بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب قطاع الماء، عرضا حول الوضع المائي في إقليم الحسيمة، مع عرض الرؤية الاستراتيجية للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب لمعالجة الإجهاد المائي في المنطقة.
– ” الاقتصاد في استهلاك الماء وجودة المياه ” تطرق الأستاذ خالد الزيتوني، ممثل الجمعية المغربية لحقوق المستهلك لموضوع الاقتصاد في استهلاك الماء وجودة المياه، مشيرا للأهمية الحيوية للمياه في حياة الإنسان والبيئة، وأكد على أهمية النظر لمعايير جودة المياه بجدية كبيرة، والتي تتضمن مجموعة من العوامل مثل: مستويات الكلور، والمعادن الثقيلة، والبكتيريا، والروائح الكريهة…، وهي الشروط التي تضمن توفير المياه الصالحة للشرب، والاستخدام الآمن، وحماية صحة المستهلكين، كما أكد على ضرورة تعزيز الوعي لدى المستهلك حول أهمية الحفاظ على الموارد المائية والمشاركة في جهود الحفاظ عليها.
– ” دور البحث العلمي في حل مشكل الإجهاد المائي ” كان موضوع تدخل الأستاذ التيقي محمد مهندس دولة في البيئة، رئيس عصبة المتوسط الأزرق للشباب، والذي أكد على أهمية البحث العلمي في حل مشكل الإجهاد المائي، داعيا إلى تعزيز التعاون بين مختلف الفاعلين من أجل إيجاد حلول علمية ناجعة لهذه الظاهرة.
بعد ذلك، فتحت الندوة المجال أمام نقاشات ثرية بين المشاركين، تناولت مختلف جوانب الإجهاد المائي في إقليم الحسيمة، كما تم تقديم العديد من التوصيات، من بينها:
– استعمال محطات تحلية مياه البحر بشكل بيئي يتطلب اعتبار العوامل البيئية في عملية التحلية، مثل استخدام تقنيات متطورة للحفاظ على التوازن البيئي وتقليل التأثيرات السلبية على الحياة البحرية، بما في ذلك تخزين الملح والتخلص من المياه الملحة بطرق صديقة للبيئة وتحفيز الاستدامة في استخدام الموارد المائية.
– أهمية توسيع استخدام مياه البحر، والذي سيمكن من جني فوائد عديدة، مثل تحلية المياه للاستخدام في الزراعة أو الشرب، وذلك باعتماد الطاقة الشمسية الأقل تكلفة أو الطاقة الحرارية.
– إعادة استعمال المياه العادمة : تم التأكيد على ضرورة إعادة استعمال المياه العادمة في سقي المساحات الخضراء بالمدينة، وذلك للمساهمة في ترشيد استهلاك الماء.
– تفعيل شرطة المياه: دعت التوصيات إلى تفعيل دور شرطة المياه لمحاربة ظاهرة الآبار وحفر الجيوب المائية العشوائية، والتي تُساهم في استنزاف الموارد المائية الجوفية.
– حملات توعية: تم التأكيد على أهمية تنظيم حملات توعية حول ترشيد استهلاك الماء والحفاظ على البيئة، وذلك بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية.
– استخدام أنظمة توفير الماء مثل الخراطيم ذات الرش المنخفض للري، وإعادة تدوير المياه، بتجميع مياه الأمطار في براميل مطاطية، لاستخدامها في الري أو التنظيف.
استخدام تكنولوجية الحفظ باعتماد أنظمة رش المياه بتقنيات حديثة، مثل الري بالتنقيط لتقليل استهلاك المياه.
– إشراك الإعلام في التوعية والتثقيف بأهمية حفظ الماء من خلال حملات توعية وبرامج تثقيفية للمجتمع.
– تحسين البنية التحتية، والعمل على تحسين بنية توزيع وإدارة المياه، لتقليل ضياع المياه وتحسين كفاءة الاستخدام.
– تحسيس المستهلك بتحسين استخدام الماء وترشيد استعماله.
وكانت الندوة مناسبة هامة لتبادل الخبرات والتجارب بين مختلف الفاعلين في مجال الموارد المائية وطنيا وبإقليم الحسيمة خاصة، كما ساهمت في رفع الوعي حول أهمية ترشيد استهلاك الماء والحفاظ على هذا المكون الحيوي.