دار الطالبة لمهاية: تجسيد بارز لعناية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمحاربة الهدر المدرسي لدى الفتيات القرويات
– يفرض تحدي ولوج الفتيات للتعليم في المناطق القروية التابعة لجماعة لمهاية، الواقعة بعمالة مكناس، نفسه بإلحاح.
ويشكل بعد المؤسسات التعليمية، والإكراهات المرتبطة بالحياة القروية والصعوبات السوسيو – اقتصادية، تحديات تحول دون مواصلة الفتيات لدراستهن، لاسيما القرويات.
وفي هذا السياق، رأت دار الطالبة النور سنة 2009، مساهمة بالتالي في محاربة الهدر المدرسي المبكر، ومنح الفتيات القرويات فرصة بناء مستقبل أفضل بفضل التعليم.
وتهدف مؤسسة الرعاية الاجتماعية هاته، التي جاءت ثمرة شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتعاون الوطني، وجماعة المهاية، ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إلى استقبال ومواكبة الفتيات الراغبات في متابعة دراستهن بالسلكين الإعدادي والثانوي.
واستفادت هذه المؤسسة، التي كانت تستهدف في البداية استقبال 40 مستفيدة، من عمليات توسيع متتالية، بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لترتفع طاقتها الاستيعابية إلى 120 تلميذة سنويا.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد مدير دار الطالبة لمهاية، الخياط لعبايشي، أن “هذه البنية تكتسي أهمية كبيرة، لاسيما في الوسط القروي”، مشيرا إلى أنه لولا وجود دار الطالبة لما استطاع أزيد من 30 في المائة من المستفيدات مواصلة دراستهن، وذلك بالنظر إلى بعد المؤسسات التعليمية عن مقر سكناهن”.
وأكد أنه، في ظل هذا المعطى، “تفرض دار الطالبة نفسها كحل ملموس يوفر إيواء وإطعاما يتسم بالجودة، ويمكن الفتيات من التركيز بشكل كامل على دراستهن، والتحرر من القيود اللوجستية والجغرافية التي غالبا ما تعيق مسارهن الدراسي”.
وقد كان لدار الطالبة أثر كبير في النهوض بحياة الفتيات. وأفادت نهاد، مستفيدة من خدمات هذه المؤسسة، بأن الفتيات القرويات يواجهن العديد من الصعوبات منذ نهاية السلك الابتدائي، لاسيما بسبب بعد الدواوير عن المراكز الحضرية التي توجد بها المؤسسات التعليمية الإعدادية والتأهيلية.
وأوضحت أن “دار الطالبة شكلت فرصة حقيقية بالنسبة لي، وللعديد من الفتيات الأخريات اللواتي ينحدرن من الدواوير التابعة لجماعة المهاية، لمتابعة دراستنا بالسلكين الإعدادي والثانوي”، موضحة أن المؤسسة توفر لهن مواكبة ودعما تربويا وتعليميا مهما”.
وأفاد مسؤولو المؤسسة بأن هذه المواكبة التربوية والتعليمية، تشكل عنصرا أساسيا للنجاح المدرسي للتلميذات. وفي الواقع، لا تكتفي دار الطالبة فقط بتوفير خدمة الإيواء، بل تقترح أيضا دعما مدرسيا يتيح اندماجا أفضل ويمكن التلميذات المستفيدات من تحقيق نتائج دراسية مميزة.
وأوضحت بشرى وادو، مكلفة بالتواصل بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمكناس، أن مبادرة دار الطالبة تندرج ضمن برنامج أكثر شمولية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالعمالة.
وتابعت أنه “في إطار الجهود الرامية إلى تحسين ظروف التمدرس، لاسيما في المناطق القروية، تواصل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمكناس، تنفيذ مشاريع مهمة تروم دعم والنهوض بقطاع التعليم”.
وسجلت، في هذا الصدد، أن المبادرة قامت بإحداث 11 دارا للطالبة على مستوى العمالة، تستقبل ما مجموعه 946 مستفيدة سنويا، بغلاف إجمالي يقدر بنحو 50 مليون درهم.
وأضافت السيدة وادو، أن المبادرة تساهم في تمويل مصاريف تسيير هذه المؤسسات بغلاف مالي يصل إلى 4 ملايين درهم سنويا.
والإضافة إلى دورها في توفير الإيواء والمواكبة الدراسية، تسعى دار الطالبة بالمهاية إلى محاربة الهدر المدرسي، لاسيما في صفوف الفتيات. كما تساهم في تحسين ظروف عيش الفتيات القرويات، بمنحهن فرصة بناء مستقبل أفضل من خلال التعليم.
ومع