ساكنة سيدي مومن تتصدى لخطاب التطرف والتكفير
نظمت فعاليات مدنية بحي سيدي مومن بالدار البيضاء، الذي شهدت أعمال إرهابية المعروفة بأحداث 16 ماي الدامية، نهاية الأسبوع دورة تكوينية حول آليات التصدي لظاهرة الإرهاب والتطرف العنيف وخطاب المغالاة في الدين.
شارك في هذه الدورة التكوينية فعاليات من المجتمع المدني بذات الحي وفئات أخرى، من رجال ونساء التعليم ومرشدين دينين وطلبة باحثين، وذلك من أجل تعزيز قدرات المجتمع المدني من أجل القيام بدوره في حماية المجتمع باعتباره الحلقة الأقرب للمواطن لمواجهة الإرهاب والتطرف.
وتلقى المشاركون مجموعة من المهارات لفهم كيفيات التي تشتغل بها التنظيمات المتطرفة في تجنيد الإرهابيين، واستعمالهم لخطاب التطرف عبر بنية وسائل الإتصال الجديدة، وعبر شبكات التواصل الإجتماعي.
وأطر هذه الدورة التي استفاد منها أكثر من 30 مشارك(ة)، الباحث في العلوم السياسية ومؤلف كتاب “الذكاء الجهادي وتفكيك آليات هندسة الإرهاب” إبراهيم الصافي، وسفيان الحامدي خبير دولي في الوقاية من التطرف العنيف.
وقال الحامدي في هذا الصدد، إن “المقاربة الوقائية هي مقاربة شاملة في الأصل وتستدعي تدخل كل الفعاليات المجتمعية من الأسرة إلى مؤسسات الدولة”، مضيفا، أن “الدور الذي يضطلع به المجتمع المدني في سيدي مومن والمغرب بصفة عامة مهم جدا في التصدي لهذه الظاهرة، في إطار البعد استباقي واحتضاني لإستراتجية المغرب في مواجهة الإرهاب”.
ودعا الحامدي “السلطات إلى تفعيل قرار مجلس الأمن 2250 الذي يقضي بدمج الشباب في عملية صنع واتخاد القرار السياسي المتعلق بالأمن والسلم”، مؤكدا “نحن كشباب نريد احتواء الأزمات بل وحلها بطرق سلمية ونمتلك كامل القدرات المعرفية والتطبيقية للمساعدة السلطات الأمنية والحكومية المعنية”.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم في الأخير تكريم المؤطرين، حيث اعتبر الحامدي أن هذا “التكريم والالتفاتة تلقى مكانة خاصة في قلبي لأنها أولا من فعاليات المجتمع المدني الذي يبقى دوره جد مهم للتصدي للظواهر الاجتماعية مثل التطرف والعنف لما يمتلكه من ثقة المواطن، وكذا سلاسة وآليات التفعيل، ثانيا لأنه تكريم من منطقة سيدي مومن التي شهدت مأساة بداية الألفية، معربا عن سروره لمعرفة أن “ما نقوم به لتعزيز و تقوية المجتمع المدني له ثمار جيدة”.