عانى المنتخب الكرواتي الأمرين قبل أن يحجز تذكرة العبور للدور ربع النهائي، بعد تغلبه عن طريق الضربات الترجيحية على نظيره الدنماركي بنتيجة (3-2)، علما أنه أضاع فرصة حسم المباراة خلال الشوط الإضافي الثاني عندما أضاع لوكا مودريتش ركلة جزاء تصدى لها ببراعة الحارس كاسبر شمايكل .
واشتعلت المباراة منذ البداية ودون مقدمات، واستغل يورغنسن البداية السيئة للمنتخب الكرواتي ،الذي حدث له ارتباك في مربع العمليات، لاستلام الكرة بكل هدوء وإسكانها في شباك الحارس الكرواتي في الدقيقة الأولى من اللقاء.
وبالرغم من البداية القوية للدانمركيين لم يتأثر المنتخب الكرواتي، الذي رشحه الجميع للفوز بالمباراة بالنظر إلى المسار الجيد الذي بصم عليه في دور المجموعات بتحقيقه العلامة الكاملة، حيث تدارك الموقف من خلال استغلال ماندزوكيتش خطأ من اللاعب دالسغارد في إبعاد الكرة بمنطقة الجزاء ليسكنها بكل هدوء في الجهة اليمنى للحارس الدنماركي، ويشعل هذا اللقاء الشيق والمثير الذي شهد تسجيل هدفين بعد مرور 3 دقائق و 40 ثانية فقط من بداية اللقاء، سجل الأول منهما بعد مرور 55 ثانية من البداية.
وقاد لوكا مودريتش، متوسط ميدان ريال مدريد الإسباني، الذي تمر عبره كل العمليات، فريقه للتحكم في زمام المباراة واللعب بطريقته المعتادة التي تقوم على الاستحواذ على الكرة والتحكم في مجريات اللقاء، في الوقت الذي اعتمد المنتخب الدنماركي على الكرات الطويلة في ظهر المدافعين الكروات، مما سهل مهمة رفقاء لوكا مودريتش.
وكان التنافس محتدما بين الفريقين للتحكم في وسط الملعب، إلا أن الغلبة كانت للمنتخب الكرواتي، الذي ارتدى الأقمصة التي تحمل اللونين الأزرق والأسود، و استحواذ على الكرة في غالبية الأحيان . وفي بعض أوقات المباراة تبادل الفريقان الهجمات، وكان نجم برشلونة الإسباني إيفان راكيتيتش قريبا من التسجيل للمنتخب الكرواتي إثر تمريرة عرضية، لكن الحارس الدنماركي كاسبر شمايكل، الذي يسير على خطى والده الأسطورة، بيتر شمايكل، كان في الموعد وتصدى للكرة بكل براعة.
ولم يقف المنتخب الدنماركي مكتوف الأيدي، حيث سجل حضوره في المباراة وقام ببعض الهجمات، كانت إحداها هجمة خطيرة بواسطة المهاجم كريستيان إيريكسين الذي سدد كرة محكمة اصطدمت بالقائم العلوي .
ومع صعود مودريتش ،الذي كان نشيطا في الجهة اليمنى، شنت كرواتيا بعض الهجمات لكنها فشلت في اختراق الدفاع الكرواتي الصلب والمتماسك. وبالرغم من أن الدنماركيين أثبتوا جدارتهم الدفاعية، فإن هجومهم لم يتألق بالشكل المطلوب ولم يشكل خطورة كبيرة على المرمى الكرواتي.
وساهم دخول اللاعب شون ، الذي يميل أكثر للهجوم، بدل زميله كريستنسن، في تحسين الأداء الهجومي للدنمارك، كما قدم اللاعب يوسف بولسن الإضافة على الجهة اليمنى.
وإذا كانت مباريات اليوم الأول من الدور ثمن النهائي للمونديال أمس السبت انتهت في الوقت المحدد ، فإن مبارتي اليوم الثاني تميزت بالإثارة والتشويق وامتدتا للأشواط الإضافية وضربات الجزاء. فبعدما حسمت ضربات الجزاء في تأهل المنتخب الروسي على حساب نظيره الإسباني خلال المباراة الأولى، اضطر المنتخبان الكرواتي والدنمركي لخوض الشوطين الإضافيين، وهي المرة الأولى التي يخوض فيها الفريقان الشوطين الإضافيين خلال مشاركتها في نهائيات كأس العالم.
وخلال الشوط الإضافي الأول من اللقاء، أجرى مدرب منتخب الدنمارك، النرويجي أوغي هاريده ، التغيير الرابع في المباراة بإدخال اللاعب بيوني سيستو، ليكون ثاني مدرب يطبق قاعدة التبديل الرابع التي تعتمد لأول مرة في تاريخ نهائيات كأس العالم، والتي يسمح بإجرائها خلال المباريات الإقصائية التي تمتد للشوطين الإضافيين، في حال انتهاء الوقت الأصلي والقانوني بالتعادل.
ولم يكن المدرب الدنماركي الوحيد الذي يستفيد من القاعدة الجديدة، حيث قام مدرب منتخب كرواتيا زلاتكو داليتش ، بدوره، بإدخال ميلان باديلج مكان مسجل هدف التعادل ماريو ماندزوكيتش.
وفي هجمة مرتدة سريعة، تمكن ريبيتش من مراوغة الحارس الدنماركي غاسبر شمايكل قبل أن يتم إسقاطه من قبل يورغنسن ليعلن الحكم عن ضربة جزاء للمنتخب الكرواتي فشل لوكا مودريتش في ترجمتها إلى هدف وقتل المباراة، ليحتكم الفريقات بعد ذلك للضربات الترجيحية.
وكانت الركلات الترجيحية مليئة بالإثارة والتشويق حيث تمكن حارس العرين الدنماركي كاسبر شمايكل من صد ضربتي جزاء، فيما تألق الحارس الكرواتي سوباسيتش بدوره وتمكن من صد ثلاث ركلات جزاء، ليساهم بشكل بارز في تأهل فريقه للدور ربع النهائي الذي سيلاقي خلاله المنتخب الروسي.
ومع