وزير الثقافة و الشباب والرياضة يخالف الموعد مع الخطب الملكية ذات الصلة بالشباب
بقلم عبد الواحد زيات
رئيس الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب
استمعت السيد فردوس وزير الثقافة والشباب والرياضة إلى جوابكم عن مصير الإستراتيجية الوطنية للشباب خلال الجلسة البرلمانية الأخيرة بتاريخ 29 يونيو2020، وكان جاوبكم كاف وشاف لتتضح الأمور أكثر حول مأل هذا المشروع الذي يؤكد بالملموس فشل حكومتين في إنجازه، وفشل كل من تعاقبوا من وزراء الشباب و الرياضة وقاموا بالتلاعب بهذا الملف سياسيا وإعلاميا وتسويق الوهم للشباب .
تأكدنا بالملموس أن الالتزام بإعداد استراتجية مندمجة للشباب من خلال البرنامج الحكومي كان مجرد كذب وإخلالا من الحكومتين معا ونسفا مقصودا من جانبكم ، وسنوضح لكم وللرأي العام لماذا هذا الهروب وفي ذات الوقت نود تذكيركم أن جوابكم داخل مجلس النواب باعتبارها مؤسسة تشريعية يفتح باب التساؤل هل حضرتم الجواب عن السؤال المطروح حول هذا الموضوع؟ ،هل جمعتم ما يكفي من المعطيات حول هذا الملف ؟ هل راجعتم الخطب الملكية التي أكد من خلالها صاحب الجلالة في عدة مناسبات على ضرورة انجاز هذا المشروع ؟.
سبق للشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب آن طالبت بإخراج هذا الملف من وزارة الشباب و الرياضة وأن يكون الملف من مسؤولية رئاسة الحكومة لأننا نعلم جيدا أن هذا الملف أضحى بقرة حلوب فقط وطبعا لا وجود للمشروع في الحقيقة إلا الكذب و البهتان .
في ذات جوابكم الذي يحمل الاستهزاء بإستراتجية الشباب ما الجدوى منها ، وبطريقة كلامكم التي تم بها تميع هذا الملف إلى درجة كبيرة ، نذكركم جيدا أنكم أسأتم إلى التوجيهات الملكية في هذا الصدد حول هذا الملف ونحيلكم على خطاب ثورة الملك و الشعب بتاريخ 20 غشت 2012. ونذكركم بمقتطف من خطاب الملك الذي تناول فيها ملف الشباب برؤية استشرافية وليس كما تفكرون بمنطق الارتجالية، وعينكم على الانتخابات وليذهب ملف الشباب إلى الجحيم و العوم به في منطق ضيق من سياسات وبرامج الماضي التي أوضحت الاخطاء بالجملة حول تشتيت البرامج وغياب التناسق بينها، و غياب سياسات عمومية ذات صلة بالشباب. بجوابكم يتأكد أيضا أنكم خارج التغطية و محاولة للتغطية عن النبش في هذا الملف الذي أخذ ما يكفي من الوقت و الزمن السياسي و الأموال التي ضاعت بمنطق غطي عليا نغطي عليك.
وأحيلكم أيضا السيد الوزير على مقتطف من الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، يوم الجمعة 13 أكتوبر 2017 بمناسبة ترؤس جلالته لافتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية العاشرة :والذي أكد على أن “تأهيل الشباب المغربي وانخراطه الإيجابي والفعال في الحياة الوطنية يعد من أهم التحديات التي يتعين رفعها. وقد أكدنا أكثر من مرة ولاسيما في خطاب 20 غشت 2012 بأن الشباب هو ثروتنا الحقيقية ويجب اعتباره كمحرك للتنمية وليس كعائق أمام تحقيقها.”
وقال أيضا “أما السياسات العمومية القطاعية والاجتماعية فرغم أنها تخصص مجالا هاما للشباب إلا أن تأثيرها على أوضاعهم يبقى محدودا لضعف النجاعة والتناسق في ما بينها وعدم ملائمة البرامج لجميع الشرائح الشبابية”.
ودعا إلى لبلورة سياسة جديدة مندمجة للشباب تقوم بالأساس على التكوين والتشغيل على غرار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
كيف تعترفون السيد الوزير بوجود إستراتجية الشباب عندما يكون الهدف الحصول على التمويل الأجنبي وتصير استراتجية الشباب عديمة الجدوى عندما نريد الجواب حولها وممثلي الأمة والرأي العام .
بهذا الجواب الذي يحمل التناقض يكون الكذب على الشباب المغربي طال أمده حول مشروع جمع ما يكفي من البراهين و الدلائل حول التلاعب من جانب رئيس الحكومة السابق و الحالي ومن تعاقبوا على انجاز هذه الرؤية المستقبلية حول الشباب ومن موقعكم .
للأسف السيد الوزير أنكم خارج التغطية وسيسجل التاريخ أن حكومة بنكيران و العثماني وجيش من وزراء الشباب عجزوا عن انجاز مشروع على الورق واستغرق ذلك عقدا من الزمن .
ونختم السيد الوزير بإحالة أخرى على خطاب الملك بمناسبة ثورة الملك و الشعب بتاريخ 20 غشت 2018بتأكيده في خطاب افتتاح البرلمان، على ضرورة وضع قضايا الشباب في صلب النموذج التنموي الجديد، ودعوته لإعداد إستراتيجية مندمجة للشباب، والتفكير في أنجع السبل للنهوض بأحواله.
لتعرفوا جيدا وزير الثقافة و الشباب و الرياضة بجسامة خطئكم بالاستهزاء بجدوى إستراتيجية الشباب التي تعد تأكيدا ملكيا وليس بالمنطق الضيق الذي تفكرون به والاستصغار من قيمة و هدف هذا المشروع .