سجل انطوان جريزمان هدفين ليقود فرنسا صاحبة الضيافة لانتصار خاطف 2-صفر على المانيا بطلة العالم وبلوغ نهائي بطولة أوروبا لكرة القدم اليوم الخميس وهو أول فوز في مباراة رسمية لفرنسا على غريمتها منذ 58 عاما.
وستقابل فرنسا – التي سبق لها الفوز باللقب مرتين – البرتغال في النهائي يوم الاحد المقبل في باريس بعدما استبسلت في الدفاع أمام المانيا التي استحوذت على الكرة لكنها منيت بهدف لا داعي له في الشوط الأول من ركلة جزاء قبل أن تضاعف فرنسا الغلة من هجمة مرتدة في الشوط الثاني.
وقال جريزمان “نكاد نطير من الفرحة كالأطفال. البلد كلها تساندنا.”
وتابع “انه تتويج لعمل جماعي والكثير من العمل الشاق من الجهاز الفني. الان بلغنا النهائي ونرغب في رفع الكأس. اللعب في النهائي أمر رائع لكن الفوز هو الأهم.”
وجاء الهدف الاول في الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الاول بعدما احتسب الحكم الايطالي نيكولا ريتسولي لمسة يد على باستيان شفاينشتايجر في المنطقة اثناء التحام في الهواء مع باتريس ايفرا لينفذها جريزمان هداف البطولة بنجاح.
وبعدها احرز جريزمان هدفه السادس في البطولة الحالية قبل 18 دقيقة من النهاية بعدما اخفق مانويل نوير حارس المانيا في تشتيت عرضية بول بوجبا الرائعة لتصل الى جريزمان الذي اودعها الشباك لتسجل فرنسا انتصارها الرسمي الاول على المانيا في بطولة كبرى منذ كأس العالم 1958.
وكانت فرنسا خسرت أمام المانيا في قبل نهائي كأس العالم 1982 و1986 ودور الثمانية في كأس العالم الاخيرة 2014 في البرازيل.
وستدخل فرنسا النهائي يوم الاحد باعتبارها الطرف الاوفر حظا لتكرار انجاز الفريق الذي فاز على أرضه بلقبي بطولة اوروبا 1984 وكأس العالم 1998.
وستتحسر المانيا على اهدارها للفرص في مباراة سيطرت عليها لفترات طويلة لكن بعد لمسة يد جيروم بواتنج في مباراة ايطاليا بدور الثمانية والتي اعادت الفريق المنافس للحياة جاء الدور على القائد شفاينشتايجر ليرتكب نفس الخطأ بشكل يصعب تبريره ليمهد الطريق لفوز فرنسا.
وبدأت فرنسا المباراة بقوة وسط اجواء جماهيرية رائعة وبدت أكثر اقبالا على الهجوم والمغامرة. *هيمنة المانية لكن المانيا بدأت في السيطرة على المباراة رويدا رويدا بعدما ملأت خط الوسط.
ورغم استحواذها الكبير على الكرة كانت فرصها الخطيرة قليلة حيث تصدى هوجو لوريس حارس فرنسا لمحاولات ايمري تشان وتوماس مولر وشفاينشتايجر.
وأظهرت فرنسا لمحات من القوة الهجومية مع نهاية الشوط الاول وساعدها الحظ عندما لمس شفاينشتايجر الكرة أثناء التحام في الهواء مع ايفرا عقب تنفيذ ركلة ركنية.
ولم يشاهد الكثيرون في الملعب هذه المخالفة لكن الاعادة التلفزيونية اظهرت ان قرار الحكم ريتسولي كان صحيحا لينفذ جريزمان ركلة الجزاء بنجاح ويضع نوير في جانب والكرة في جانب اخر.
وتكرر نفس السيناريو في الشوط الثاني حيث كانت المانيا الطرف المهاجم بينما استبسلت فرنسا في الدفاع.
لكن الضغط الالماني لتعديل النتيجة فتح مساحات كبيرة في خط الدفاع واستفادت فرنسا من خطأ لنوير في تشتيت الكرة ليضعها جريزمان في الشباك بعد عمل رائع من زميله بوجبا.
وسدد جوشوا كيميش الكرة في القائم كما لعب بنيديكت هوفيديس الكرة بالرأس فوق العارضة بينما تصدى لوريس في الوقت المحتسب بدل الضائع لمحاولة اخرى من كيميش حيث حاولت المانيا العودة بكل السبل في النتيجة.
وانتهت المواجهة بنفس النتيجة التي انتهت بها المباراة الودية الاخيرة التي جمعت بين الغريمين في باريس في نوفمبر تشرين الثاني الماضي وشهدت العاصمة الفرنسية ليلتها هجمات دامية.
لكن بعد سبعة أشهر سيعود المنتخب الفرنسي لملعب فرنسا الدولي ليواجه البرتغال وهو أكثر ثقة وفي ظروف مختلفة تماما وسط تنامي مشاعر الفخر الوطني.
وقال لوريس “نحن سعداء جدا بهذا المشوار لكن لا تزال امامنا خطوة أخيرة هي الأصعب.”