يعد دربي مدينة مانشستر بين يونايتد وجاره سيتي واحدا من اقوى لقاءات الجيران في العالم، وتعززت هذه المقولة بتواجد البرتغالي جوزيه مورينيو والاسباني جوسيب غوارديولا على راس الجهازين الفنيين للفريقين على التوالي.
وحصد المدربان معا 44 لقبا، ونشات بينهما خصومة كبيرة خلال اشرافهما على برشلونة وريال مدريد الاسبانيين.
ويعرف الرجلان بعضهما منذ القدم، وتحديدا منذ تسعينات القرن الماضي، حين كان مورينيو ضمن الطاقم الفني للعملاق الكاتالوني، فيما كان “بيب” لاعبا مؤثرا في تشكيلته.
ويؤكد لاعب الوسط الاسباني تشابي الونسو أن مورينيو وغوارديولا “مدربان مميزان يملكان تاثيرا كبيرا، وهما طموحان إلى أبعد مدى”.
وتعود المواجهة بين المدربين إلى الواجهة من بوابة البطولات المختلفة في انكلترا، وسط سعيهما لتعزيز فريقيهما بافضل العناصر استعدادا للموسم الجديد.
تخبط الفريقان في الدوري الانكليزي الموسم المنصرم، إذ حل سيتي ويونايتد في المركزين الرابع والخامس تواليا، رغم اغداقهما الاموال لاستقدام ابرز النجوم.
ونال الناديان فرصة هائلة لتعزيز امكاناتهما المادية عقب توقيعهما عقدا مغريا مع شبكات التلفزة لنقل مبارياتهما. وبعد تعاقد يونايتد مع الفرنسي بول بوغبا والسويدي زلاتان ابراهيموفيتش، غدا الاقوى في المدينة مقارنة بجاره، وربما على مستوى المملكة المتحدة.
وأقيل مورينيو من منصبه مدربا لتشيلسي الانكليزي في كانون الاول/ديمسبر الفائت نتيجة تخبط الفريق الذي حصد برفقته لقب الدوري الممتاز في الموسم قبل الماضي.
ويرزح مورينيو (53 عاما) تحت وطاة ضغوط هائلة بغية اعادة يونايتد إلى سابق عهده، وقد استهل مسيرته مع ابناء الشمال، ابطال كأس انكلترا، حاصدا لقب درع المجتمع الانكليزي على حساب ليستر سيتي بطل الدوري (2-1)، علما بان حقبته مع ريال مدريد الاسباني لم تنته مثلما اشتهى.
في المقابل، اصاب غوارديولا (45 عاما) نجاحا لافتا مع بايرن ميونيخ الالماني وقبله مع برشلونة الاسباني، وهو مدعو لمواصلة سلسلة نجاحاته من بوابة استاد الاتحاد.
ويدرك الرجلان أن علاقتهما الشخصية قد تؤثر على فريقيهما، ما دفعهما للتخفيف من حدة التوتر.
واوضح مورينيو في مرتمر صحافي عقده في جامعة لشبونة في ايار/مايو “تجاورت مع غوارديولا لعامين في بطولة كان البطل فيها اما انا او هو. في وضع مماثل، المواجهات الفردية تلعب دورا مهما. لكن الأمر مغاير في الدوري الانكليزي، فاذا ركز كل منا على فريق الآخر، سنشهد تتويج ناد آخر باللقب العتيد”.
من جانبه، كال غوارديولا مجددا المديح لمورينيو قائلا “بصفتي كمدرب، الاسماء الكبيرة في هذا المجال وجوزه واحد منهم، تساعدني بالتأكيد”.
ومن الصعب ان التصور ان توترا ما لن يطبع العلاقة بين المدربين في بطولة انكليزية مليئة بالضغوط والشحن المعنوي، مثلما كانت الحال بين مورينيو والفرنسي ارسين فينغر مدرب ارسنال عندما كان الاول مدريا لتشلسي.
ويحتضن اولد ترافورد في 10 ايلول/سبتمبر المقبل أول مواجهة بين المدربين، لكن غوارديولا سعى إلى ترطيب الاجواء في جولة سيتي الآسيوية، وتحديدا قبل المواجهة امام جاره يونايتد ضمن مسابقة كأس الأبطال الدولية في تموز/يوليو المنصرم، والتي الغيت بسبب سوء ارضية الملعب بداعي الأمطار.
وصرح الاسباني حينها “سنتصافح بالايدي. نحن شخصان مؤدبان، أليس كذلك؟ يرغب بتحقيق الانتصارات وهذا شاني ايضا، وهذا هو المهم”.