لم تكن جماهير أينتراخت فرانكفورت، حتى قبل أسابيع قليلة، تعرف من هو أيمن برقوق، قبل أن يصبح حديث الساعة بين أنصار النادي الألماني.
وقدم برقوق، الذي لم يتجاوز الـ18 من عمره، في أول مباراة يخوضها بالبوندسليجا هذا الموسم، نفسه في أحسن صورة عندما سجل بالدقيقة الأخيرة هدف الفوز لفريقه، أمام فيردر بريمن، ضمن الجولة الـ11 بالبطولة.
وكان برقوق، حتى أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يلعب مع فريق الشباب بنادي أينتراخت فرانكفورت، قبل أن يتم إلحاقه بالفريق الأول، ويوقع عقدًا احترافيًا يمتد إلى عام 2020.
“أوكوتشا الجديد”
وعاد برقوق، المولود في فرانكفورت لأبوين مغربيين، ليؤكد موهبته الكبيرة، عندما سجل هدفًا ثانيًا له ولفريقه هذا الأسبوع، أمام ماينز، في المباراة التي انتهت بفوز فرانكفورت (3ـ0).
“لقد شاهد الجميع إمكانياته”، يقول المدير الفني لفريق فرانكفورت نيكو كوفاتش، الذي يرى أن برقوق “جوهرة” ستُسعد أكثر جماهير فرانكفورت في المستقبل.
وتؤكد الطريقة، التي سجل بها برقوق، هدفه أمام ماينز، أنه “جوهرة” ثمينة، حيث تلاعب بدفاعات ماينز، ورواغ الحارس مسجلاً هدفًا سيكون بدون شك أحد أجمل الأهداف المسجلة في مرحلة الذهاب هذا الموسم.
وبدأ جمهور فرانكفورت، في منتدياتهم، بعد هذا الهدف، يشبهون برقوق بالنجم النيجيري أوكوتشا، الذي بدأ مسيرته مع أينتراخت عام 1992، ولعب معه حتى 1996، وترك بصمة بمراوغاته، وأهدافه الجميلة.
وأثني كوفاتش، مدرب الفريق، كثيرًا على برقوق، بعد مباراة ماينز، وقال: “لا يوجد الكثيرون في البوندسليجا الذين يملكون هذه الفنيات ويظهرونها على أرض الملعب”.
لكن ورغم هذا الثناء، فإن اللاعب الشاب يدرك تمامًا أن هذه مجرد البداية وعليه المثابرة والاجتهاد أكثر لتطوير مستواه وفرض نفسه في التشكيلة الأساسية لفريق فرانكفورت.
يقول برقوق في هذا الصدد: “قبل عام لم أكن أتوقع كل هذا”. وأضاف: “ثقة المدرب هي الأهم بالنسبة لي”.
الاتحاد المغربي والاستفادة من برقوق
ويلعب برقوق في مركز وسط الميدان الدفاعي، كما أنه بإمكانه اللعب في مركز الظهير، أو الجناح، ونظرا لسرعته الفائقة وإمكانياته الفنية الكبيرة، يمكن الرهان عليه كمحرك للعب.
وتكمن خطورته في سرعته الفائقة الممزوجة بقدرة السيطرة على الكرة، ما يتيح له في الغالب حسم النزالات الثنائية لصالحه.
وبسبب الإمكانيات الكبيرة، التي يتوفر عليها هذا اللاعب الموهوب، بادر الاتحاد المغربي لاستدعاء برقوق لتمثيل منتخب المغرب تحت 20 عامًا.
لكن مصادر إعلامية، تحدثت عن صعوبات واجهها المشرفون على جهاز الكرة في المغرب؛ بسبب رغبة برقوق في تمثيل المنتخب الألماني، وأيضًا بسبب ضغوطات من مسئولي فرانكفورت.
وبغض النظر عن المنتخب الذي سيمثله برقوق مستقبلاً فإن أمام اللاعب، فرصة كبيرة لصقل موهبته وتطوير إمكانياته ليتحول ليس فقط إلى أحد أبرز اللاعبين في فريق أينتراخت فرانكفورت، وإنما أيضا بالبوندسليجا.