قال المحلل السياسي المغربي مصطفى السحيمي إن فرنسا تقدر جيدا مساهمة المغرب الثمينة في محاربة الإرهاب.
وأشار السحيمي ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، إلى أن فرنسا تثمن أيضا فعالية ومصداقية مشاركة المغرب في محاربة الإرهاب سواء داخل المملكة ، أو في فرنسا وأوروبا وغيرها .
وفي تعليق على زيارة العمل والصداقة الرسمية ، التي يقوم بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمغرب بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أكد الخبير السياسي المغربي أن فرنسا تثمن الجهود القيمة التي يبذلها المغرب لمحاربة التعصب والأفكار المتطرفة واستغلالها السياسي على أساس تحريف تعاليم الإسلام.
وتميزت هذه الزيارة بتفعيل محاربة التعصب والتطرف ، وهو أحد أهم محاور الشراكة المغربية الفرنسية ، من خلال التوقيع على اعلان مشترك حول تكوين الأئمة الفرنسيين بالمغرب كبادرة تؤكد مدى فعالية ونجاعة النموذج المغربي في تدبير الشأن الديني .
وأبرز الأستاذ الجامعي ، أن المغرب تميز بسياسة النهوض بإسلام معتدل ، ومتسامح ، يحمل رسالة سلام ، وقد نالت خبرته في هذا المجال إعجاب الكثير من الدول الإفريقية ، مشيرا إلى أن هذه الخبرة اللافتة كانت الدافع لتكوين الأئمة في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدات .
ولاحظ الخبير المغربي أن فرنسا أولت اهتمامها لهذه المؤسسة ، التي ستستقبل دفعة أولى من حوالي 50 إماما فرنسيا ، مشيرا إلى أن هذا التأطير المقرون بإضفاء مهنية على مهمة الأئمة ، وتأهيل جامعة القرويين بمدينة فاس للنهوض بمهمتها في نشر المعرفة الدينية عاملان يساهمان في هذه المقاربة .
أما على المستوى الاقتصادي ، فقد تطرق المتحدث نفسه إلى أحد أوجه التعاون المتعدد بين فرنسا والمغرب و المتمثل أساسا في طبيعة وأهمية المشاريع الثنائية الكبرى ( القطار فائق السرعة ، وميناء طنجة المتوسط، وغيرهما)، وأيضا استمرارية وتنفيذ المشاريع ضمن منطق ” الاحتضان المشترك” والذي انطلق العمل به قبل سنتين والذي ساهم في توثيق روابط النسيج الاقتصادي خصوصا بين المقاولات الصغيرة والمتوسطة والصغيرة جدا في إشارة لتطوير شراكات مثمرة في أفق تعزيز موقع البلدين في الانتاج الصناعي لا سيما في ظل حركة إعادة التشكل الإقليمية الجارية .
وبالنسبة للسيد السحيمي فإن مؤهلات البلدين ، وبحكم قربهما ، ينبغي أن ترتكز على تكاملهما سواء بالمغرب أو باتجاه إفريقيا.
وبعد أن عبر عن قناعته بأن مؤهلات المغرب على المستوى الدبلوماسي متعددة وتعزز من قيمته الجيوستراتيجية ، اعتبر الأستاذ الجامعي أن بين باريس والرباط محور آخر للتعاون يتمثل في العمليات العسكرية المشتركة ، بعضها ذات طابع ثنائي ، وبعضها الآخر تحت إشراف حلف الشمال الأطلسي ( ناتو) أو الأمم المتحدة .
وفي هذا السياق ، أبرز أن المغرب منخرط في الدفاع عن قضايا الوحدة الترابية للبلدان ، وعن وحدتها الوطنية وكذا من أجل الاستقرار ويناهض كل التوترات والنزعات الانفصالية ، مشيرا إلى أن ” هذه الفلسفة تمثل مرجعية للمغرب منذ أكثر من نصف قرن لأنها ترتكز على قيم الحفاظ على السلم والتعاون والأمن” .
وخلص الباحث المغربي إلى القول بأن زيارة فرانسوا هولاند للمغرب تكرس تطبيع العلاقات بين فرنسا والمملكة لاسيما ” بعد سحابة التوتر الدبلوماسي التي خيمت على أجواء السنة الفارطة . فالأمر يتعلق الآن بديناميكية ثنائية أساسها احترام سيادة المملكة وخدمة المصالح المشتركة. فهناك مكسب تم تعزيزه ، ولكن ينبغي النهوض به وتوسيعه ليشمل مجالات عدة” .