التحدّي الأكبر في الظروف الآنية والمستقبلية هو تخليق العمل السياسي والضربات القويّة تهشّم الزجاج لكنها لا تصقل الحديد
خارج السياق:
التحدّي الأكبر في الظروف الآنية والمستقبلية هو تخليق العمل السياسي
والضربات القويّة تهشّم الزجاج لكنها لا تصقل الحديد
سياسي/ عبدالهادي بريويك
هذا ما جناه زيان من “سخونية الراس”، وخرجاته الإعلامية واندفاعيته الزائدة وانفلات لسانه في حق الأشخاص والمؤسسات الرسمية، غير آبه بالعواقب التي وضعته اليوم في قفص الاتهام بعد الدعوى القضائية التي رفعته ضده وزارة الداخلية.
فعلا الضربات القويّة تهشّم الزجاج لكنها لا تصقل الحديد، والتجارب تصقل الرجال وتنمي أخلاقهم وشخصياتهم، لأن الاندفاع الزائد يؤدي حتما إلى الوقوع في الخطأ وكان “لزيان” المحامي والحقوقي أخطاء كثيرة لم تجعله يسلم من الانتقادات الجماهيرية والفاعلين السياسيين والإعلاميين ولم تعف المؤسسات الرسمية عن متابعته قضائيا وفقا لما تمليه المساطير القانونية والقضائية في هذا الباب.
فكل الخرجات الإعلامية شكلت محورا أساسيا لهذه القضية المرفوعة ضد أمين حزب السبع الذي تخلى عنه تنظيمه السياسي وذرعه الشبابي الذين اعتبروا أنه خارج الإطار السياسي الذي يحتكم لضوابط العقل والأخلاق والقيم .
فنظرا لما تشهده البلاد من تطورات، واستنادا على ما يحوزه الشعب المغربي من تاريخ وقيم وتقاليد وأعراف وتجارب سياسية، وما أفرزته السنوات الأخيرة من تصحير للساحة السياسية وغياب الحس بالمسؤولية وتضعضع بعض مؤسسات الدولة الحكومية وما أنتجته من عزوف واستقالة جماعية من العمل السياسي لاسيما لدى فئة الشباب، ارتأينا مع عودة الحياة إلى الساحة السياسية اقتراح ميثاق شرف يحدّد القيم والمبادئ التي ينبغي أن يكون عليها الفرد، والأحزاب، والحركات، والحساسيات التي تسعى لممارسة العمل السياسي كي تتم حماية المواطن والوطن على حدّ سواء مما يمكن أن يكون مبرّرا لممارسات تهدّد الأمن المجتمعي.
إن التحدّي الأكبر في الظروف الآنية والمستقبلية هو أخلقة العمل السياسي، وضبطه وفق ما يتماشى مع ثوابت الشعب المغربي وما يتلاءم مع قيمه الراسخة والأصيلة التي ما فتئ يدافع عنها بكلّ الطرق والوسائل.
إنّنا إذ نعتبر أن التنوع الأيديولوجي واختلاف الرؤى والتوجّهات الفكرية علامة من علامات الثراء والغنى الذي تزخر به بلادنا، نرى أن الحكمة تفرض علينا جميعاً، دون استثناء، أن نضع مبادئ وأسسا تضبط استثمار هذا التنوع بما يخدم المصلحة العامة ويقينا احتمالات التطرّف والانزلاق والصدام بين الحاملين للأفكار المتعارضة.