كيف تعالجين الحمى أثناء الحمل.. وهل تضر الجنين؟
لعل آخر ما ترغبه أي امرأة خلال شهور حملها هي أن تتعب أو تتعرض لمرض ما، لإدراكها أن ما يصيبها قد يحظى ببعض التأثيرات الضارة على جنينها حتى قبل الولادة.
والفكرة أنه لا يوجد ما يتيح للمرأة التوقع بموعد تعبها، ووارد جدا أن تصاب المرأة بالحمى دون سابق إنذار في أي مرحلة من مراحل الحمل.
وما يزيد الأمور تعقيدا هو أن جهاز المرأة المناعي يكون ضعيفا وقت الحمل؛ ما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالحمى الناتجة عن أمراض مثل التهاب المسالك البولية، أو التسمم الغذائي أو الأنفلونزا.
لذا لو حدثت الحمى أثناء الحمل، فيجب أن تتعرف عليها المرأة أولا؛ إذ قد تتعرض لهبات ساخنة بسبب التقلبات الهرمونية في الجسم والتي تكون سببا في رفع درجة حرارته.
وهو ما يُصَعِّب على المرأة إمكانية التفريق بين إصابتها بالحمى أو بأي من أعراض الحمل التقليدية، لهذا يجب قياس درجة حرارة الجسم بالترمومتر عند الشعور بأي تعب، مع معرفة أنه إلى جانب ارتفاع درجة حرارة الجسم، توجد أعراض أخرى قد تدل على الإصابة بالحمى مثل القشعريرة، وآلام الظهر، وآلام البطن ومواجهة صعوبة في التنفس.
وينصح باتخاذ بعض الخطوات الفورية ما إن تعرف المرأة الحامل بأنها مصابة بحمى حتى تتمكن من تخفيفها، وهو ما يمكن أن يتم باستخدام الأدوية، فضلا عن إمكانية اتّباع خطوت أخرى في المنزل لخفض الحرارة والاعتناء بالنفس بشكل جيد خلال فترة التعب.
“الحمى أثناء الحمل لا تسهم في حدوث أي مشكلات صحية لأجنة الغالبية العظمى من النساء”.
الباحثون
هل تحظى الحمى أثناء الحمل بتأثيرات ضارة على الجنين؟
أوضح الباحثون أن معظم الحوامل اللواتي يعانين من الحمى أثناء الحمل ينجبن أطفالا أصحاء بعد تماثلهن للشفاء. لكن هناك دراسة نشرت نتائجها عام 2021 نبهت إلى احتمال إصابة الجنين باضطرابات على صعيد النمو العصبي خاصة حال إصابة الأم بالحمى في أول 3 أشهر من الحمل، غير أن الباحثين أوضحوا أن تلك الدراسة غير حاسمة.
وتابعوا بقولهم إن الحمى أثناء الحمل لا تسهم في حدوث أي مشكلات صحية لأجنة الغالبية العظمى من النساء، مطالبين بمزيد من الدراسات لفهم العلاقة المحتملة بشكل أفضل.
كيف تتصرفين لو أصبت بحمى أثناء الحمل؟
لعل أول شيء تفكر فيه المرأة غير الحامل حال إصابتها بالحمى هو اللجوء لمسكِّن أو خافض حرارة، وهو ما لا ينصح به حال وجود حمل، وفق ما يؤكد عليه أطباء النساء والتوليد.
وينصح باستخدام مسكن “تايلينول” فقط مع أخذ قسط من الراحة، والإكثار من السوائل، والانتباه لأي أعراض غير معتادة مثل التقلصات أو قلة حركة الجنين عن المعتاد.
كما ينصح بنقع قطعة قماش في ماء بارد ووضعها على الجبهة؛ للمساعدة في خفض درجة حرارة الجسم أثناء أخذ قسط من الراحة والتعافي.
وكذلك يمكن تبريد الغرفة باستخدام مروحة منخفضة الطاقة، وارتداء طبقات خفيفة من الملابس والاستحمام في ماء فاتر.