قالت شركة أوراميد الإسرائيلية لصناعة الأدوية إن عقارها التجريبي للأنسولين الفموي نجح في تقليص مستويات الجلوكوز في الدم خلال الليل بشكل كبير بين المرضى الذي يعانون من النمط الثاني لداء السكري وذلك وفق ما أظهرته بيانات أولية من المرحلة المتوسطة للتجارب.
وقالت المديرة العلمية للشركة مريم كيدرون إنهم تمكنوا من تحقيق نتائج “ذات دلالة إحصائية” في الجانب السريري من الدراسة.
ومن الم رجح أن تفاجئ النتيجة الكثير من المتشككين الذين لم يصدقوا أن بالإمكان تعاطي الأنسولين عبر الفم لأنهم كانوا يشككون في أن يحقق التأثير المقصود بسبب العصارة الهضمية.
وتستخدم أوراميد غلافا واقيا وجرعة كبيرة بما يكفي من الأنسولين بحيث تستطيع أن توفر كمية مفيدة من الهرمون برغم تدمير معظمها.
وأضافت كيدرون من مختير المركز الطبي هداسا عين كارم حيث أ جريت المراحل الأولى من التجربة “التركيبة التي لدينا تشمل م حسنا وأساسا فإن جوهرها هو مثبطات للإنزيم البروتيني.”
وأكثر شيء جذاب في الأنسولين الفموي أو قرص الأنسولين -إضافة إلى البعد عن استخدام المحاقن- هو أنه يقترب أكثر من الأنسولين الطبيعي الذي ينتجه البنكرياس ويدخل الدورة الدموية ويتجه إلى الكبد مباشرة.
ويجب أن تتكرر النتيجة الإيجابية في المرحلة الثالثة والأكبر من التجربة قبل تقديم الدواء المعروف باسم أورمد-0801 للحصول على الموافقة اللازمة.
وقال ناداف كيدرون الرئيس التنفيذي لشركة أوراميد ومقرها القدس “عندما تتعاطى الأنسولين حقنا يتجه مباشرة للدورة الدموية لكن عندما تأخذه عن طريق الفم يأخذ طريقه أولا إلى الكبد..والكبد هو العضو الذي ينظم إفراز الأنسولين في مجرى الدم وهذا يفسر كون الأنسولين الفموي أفضل من الناحية الصحية لعلاج مرض السكري.”
وشملت الدراسة -التي أ جريت على 180 مريضا- واستمرت 28 يوما مرضى لم يتم السيطرة على داء السكري من النمط الثاني لديهم بعقار ميتفورمين. وتناول المرضى جرعات قبل النوم مع مراقبة مستويات الجلوكوز في دمهم أثناء الليل بشكل مستمر.
وانخفضت نسبة الجلوكوز خلال الليل في دم من تلقوا الأنسولين الفموي بنحو 6.5 في المئة مقارنة بمن تعاطوا دواء وهميا.
وقالت الشركة إنه لم يتم الإبلاغ عن أي آثار جانبية سلبية خطيرة أو مشكلات تتعلق بنقص السكر في الدم.
وتعتزم الشركة الإسرائيلية نشر مزيد من البيانات المفصلة بشأن الدراسة بمجرد أن تنتهي من تحليل نتائجها بالكامل.
وفي حالة التيقن من فعاليته وأمانه فمن المتوقع أن يصبح الأنسولين الفموي منتجا لتجارة تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.
وأضاف ناداف كيدرون “عندما تنظر إلى التوقعات بشأن المستقبل ترى أن الأرقام تتنامى باطراد. بالتالي فلا شك في أن هناك حاجة كبيرة لهذا المنتج كما أن كثيرين ينتظرون الأنسولين الفموي لطرحه في الأسواق.”
وأوضح كيدرون إنهم يأملون مستقبلا في استخدام هذه التكنولوجيا للسماح بالاستغناء عن أدوية أخرى تؤخذ عن طريق الحقن -مثل التطعيم ضد الانفلونزا- وتحويلها إلى أدوية تؤخذ عن طريق الفم أيضا. خدمة الشرق الأوسط التلفزيونية