مجموعة الدول السبع تتفق مع عمالقة الانترنيت للحد من نشر التطرف الاسلامي
اتفقت دول مجموعة السبع وعمالقة الانترنت في العالم مثل غوغل وفيسبوك الجمعة على العمل معا لتكثيف الجهود لمنع نشر الدعاية الاسلامية المتطرفة على الانترنت.
وقال وزير الداخلية الايطالي ماركو مينيتي بعد اجتماع مع نظرائه في مجموعة السبع استمر يومين إن “هذه هي أولى الخطوات تجاه تحالف كبير باسم الحرية”.
وأكد مينيتي أهمية الدور الذي يلعبه الانترنت في “تجنيد وتدريب وتشدد” المتطرفين.
وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب إن الاتفاق يهدف إلى “إزالة المحتوى الجهادي من الانترنت خلال ساعتين من نشره”.
وقالت القائمة بأعمال وزير الداخلية الاميركي ايلين دوك إن “أعداءنا يتحركون بسرعة التغريدة (على تويتر) ونحتاج أن نواجههم بالسرعة نفسها”.
ومع اعترافها بالتقدم المحقق، شددت وزيرة الداخلية البريطانية امبر رود على ضرورة أن “تتحرك الشركات بشكل اسرع ليس فقط لازالة المحتوى المتطرف، بل ايضا لمنع نشره اصلا”.
وأبدى مسؤولون كبار من شركات الانترنت العملاقة الذين حضروا الاجتماع الوزاري دعمهم للقضية لكنهم لم يقدموا توضيحات حول كيف يمكنهم التصدي للمتطرفين على الانترنت.
وركز اجتماع المجموعة الذي عقد في فندق يطل على البحر في جزيرة اسكيا الايطالية على سبل مواجهة واحد من أكبر التهديدات الأمنية التي تواجه الغرب ألا وهو العودة المحتملة للمقاتلين الاجانب الى اوروبا عقب سقوط معاقل تنظيم الدولة الاسلامية.
وتوجه عشرات الاف المواطنين من دول غربية الى سوريا والعراق للقتال في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية بين 2012 و2016، عاد البعض منهم وشنوا هجمات اوقعت عشرات القتلى.
وحذر مينيتي الاسبوع الماضي من ان الجهاديين الذي يخططون لشن هجمات ثأرية في اوروبا بعد هزيمة الجهاديين في سوريا، ربما يتسللون الى اوروبا على متن مراكب المهاجرين المنطلقة من ليبيا.
وعلى هامش الاجتماع، وقعت الولايات المتحدة وايطاليا اتفاقا للتشارك في قواعد بيانات بصمات اليد في مسعى للكشف عن المتطرفين المحتملين الذين يتخفون في هيئة طالبي لجوء.
وتهدف “مذكرة التفاهم التقنية” الموقعة بينهما الى كشف المشتبه بهم، والتفرقة بين المتهمين باعمال جنائية والارهابيين.
من جهته، قال الامين العام للانتربول يورغن ستوك إن قواعد البيانات الدولية للمنظمة يمكنها ان تشكل +نظام تحذير مبكر+ ضد الارهابيين والتهديدات الاجرامية وتساهم في اقفال الثغرات المحتملة للارهابيين”.
– “الحد من التشدد” –
والخميس، وعد رئيس الاتحاد الاوروبي دونالد توسك بتقديم دعم مالي أكبر للمساعدة في اغلاق طريق الهجرة المحفوف بالمخاطر من ليبيا إلى ايطاليا.
وقال توسك إن الاتحاد سيقدم “دعما اقوى لجهود ايطاليا مع السلطات الليبية” وان هناك “فرصة حقيقية لاغلاق الطريق الرئيسي عبر المتوسط”.
وتراجعت اعداد المهاجرين انطلاقا من سواحل ليبيا، بنسبة 20 بالمئة هذا العام.
ولعبت ايطاليا دورا رئيسيا في تدريب قوة خفر السواحل الليبيين على وقف تهريب البشر عبر مياهها الاقليمية، وفي التوصل الى صفقات مثيرة للجدل مع ميليشيات ليبية لوقف انطلاق مراكب المهاجرين.
كما ناقش الوزراء أفكارا حول سبل معالجة مشكلة محاكمة العائدين، وسط تساؤلات حول نوعية الأدلة المستخدمة، وكيفية جمعها، وإذا ما كان يمكن استخدامها في المحاكم المحلية.
ودعت الولايات المتحدة وبريطانيا لتقديم مزيد من الجهد بخصوص أمن الطيران، خصوصا عبر مشاركة بيانات المسافرين.
– “البرامج الخبيثة للارهاب” –
ودعت مجموعة السبع — بريطانيا، كندا، فرنسا، المانيا، ايطاليا، اليابان، والولايات المتحدة — شركات الانترنت العملاقة للعمل مع شركائها الأصغر لقيام درع الكتروني ضد التطرف.
وقال مينيتي “إن علاقة تنظيم الدولة الاسلامية بالانترنت مثل علاقة السمك بالمياه”، مشيرا إلى أنه حان الوقت لتطوير دواء ل”برامجها الخبيثة للارهاب”.
وأوضحت الوزيرة رود أن الحكومة البريطانية ستقوم بدورها عبر تعديل القوانين بما يسمح بمعاقبة من يتابعون ويشاهدون المحتوى المتطرف على الانترنت بعقوبات حبس تصل إلى 15 سنة.
لكن جوليان ريتشاردز الخبير في مركز جامعة باكنغهام لدراسات الامن والاستخبارات أشار إلى أنه من غير المرجح أن تحذو باقي دول مجموعة السبع حذو بريطانيا في هذا المضمار.
اف ب