بنعتيق: مغاربة العالم هم جزئ أساسي من المشروع التنموي الذي يقود الملك محمد السادس وتنظيم الجامعات للشباب لتعبئتهم ثقافيا وتحصينهم دينيا
سياسي: تطوان
قال الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة عبد الكريم بنعتيق، ان تنظيم الجامعات الشعبية يدخل في إطار التنزيل العملي والميداني لإستراتيجية وزارة المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة والذي يرتكز على مجموعة من المرتكزات، أولها التوجهات الملكية، باعتبار ان مغاربة العالم يحضون بالأولوية ضمن الاختيارات الكبرى للمغرب، وبأولوية ملكية خاصة.
وأكد بنعتيق في افتتاح الجامعة الصيفية لشباب مغاربة العالم بمدينة تطوان، اليوم الثلاثاء أن مغاربة العالم هم جزئ أساسي من المشروع التنموي الذي يقود جلالة الملك محمد السادس، ليدخل المغرب ضمن الدول الكبار على مستوى الاقتصادي والمؤسساتي والاجتماعي..”
وأضاف بنعتيق ان الجامعة الصيفية تدخل في إطار تقوية الارتباط ما بين شباب الجيل الثاني والثالث والرابع مع وطنهم الأم، وتقوية الارتباط عن طريق آلية تعبئة الشباب ثقافيا وفكريا، في إطار ورشات ولقاءات بحضور أساتذة جامعيين وخبراء مع شباب المهجر من دول العالم ، لهم لغات متعددة لكن تبقى اقوي لغة هي لغة انتماءهم لوطنهم الأصلي المغرب الحبيب، كما ان الجامعات الشبابية هي إحدى الآليات لتنزيل الإستراتجية وزارة الجالية لتقوية الارتباط الشباب مع وطنهم الأصلي المغرب.
وقال بنعتيق ان الجامعات التي تنظمها وزارته هي محاولة تعبئة الشباب في أفق تعبئة الكفاءات ومن اجل تحصين مغاربة العالم لكون بعض أفراد الجالية يعيشون تعقيدات تهم الأمن الروحي تمكنهم مثل هذه الجامعات في تقوية ارتباطهم الدائم بالإسلام المعتدل.
وتتزامن أشغال هذه الدورة وتخليد المغاربة للذكرى العشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس . حيث ستشكل مناسبة للتعريف بالأوراش التنموية الكبرى والإصلاحات الجوهرية التي عرفها المغرب، خلال العقدين الماضيين، وإبراز أهم المحطات التاريخية والتحولات الاستراتيجية التي شهدتها مختلف جهات المملكة.
تجدر الاشارة ان وزارة بنعتيق بلورت استراتيجية وطنية طموحة ومندمجة موجهة لفائدتهم، تنفذ داخل وخارج أرض الوطن بتنسيق مع القطاعات الوزارية والمؤسسات المعنية. وتضم هذه الاستراتيجية عدة برامج تهم تنويع العرض الثقافي والنهوض بالعرض التربوي والتعليمي. فبالإضافة إلى إحداث مراكز ثقافية “دار المغرب”، وتنظيم جولات مسرحية باللغتين العربية والأمازيغية، بهدف التعريف بالموروث الثقافي المغربي بكل أطيافه لدى أوساط الجالية المغربية، تعمل الوزارة على دعم مشاريع ذات أبعاد تربوية وثقافية بتنسيق مع العديد من هيئات المجتمع المدني المغربي العاملة بالخارج، وكذا تنظيم مقامات ثقافية موجهة لفائدة مختلف الفئات العمرية من مغاربة العالم.
كما تسهر الوزارة على تنظيم جامعات ثقافية، شتوية وربيعية وصيفية، لفائدة الفئات الشابة من مغاربة العالم، المتراوحة أعمارهم مابين 18و25سنة.
وقد عرفت هذه الجامعات، حسب وزارة الجالية منذ انطلاقها سنة 2009، خلال دوراتها السابقة سواء منهاالصيفية (10 دورات) أو الشتوية (02 دورتين) أو الربيعية (02 دورتين)، استضافة ما يزيد عن 2800 مشاركة ومشارك مغربي مقيم بالخارج. وقد تمكن هؤلاء المشاركون الشباب خلال هذه الدورات من الاطلاع على غنى وتنوع الموروث الثقافي المغربي، ومنظومة قيمه المبنية على الحوار والتسامح، فضلا عن التعرف عن قرب عما يزخر به بلدهم الأصل من مؤهلات في شتى المجالات.
وعلى غرار الدورات السابقة، تنظم الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، خلال الفترة الممتدة من 14 إلى 23 يوليوز 2019، بمدينة تطوان، الدورة الحادية عشرة للجامعة الصيفية لفائدة شباب مغاربة العالم.وتندرج هذه الدورة في إطار تنفيذ اتفاقية الشراكة الثلاثية الأطراف التي أبرمتها الوزارة مع مجلس جهة طنجة-تطوان- الحسيمة وجامعة عبد المالك السعدي، والتي تهدف إلى الحفاظ على الهوية الوطنية للأجيال الصاعدة من أبناء مغاربة العالم وتقوية روابطهم ببلدهم الأصل.
وإسوة بباقي جهات المملكة، عرفت جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، التي تحتضن مجريات الدورة الحادية عشرة للجامعة الصيفية، تنمية اجتماعية وثقافية شاملة وإشعاعا اقتصادياسواء على المستوى الوطني أو الدولي، وذلك بفضل تنفيذ مشاريعه االمهيكلة الكبرى، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك . ونخص بالذكر ميناء طنجة المتوسط، الذي يحتل صدارة الموانئ الإفريقية والرتبة 45 عالميا، باعتباره قطبالوجيستيكيا موصولا بما يزيد من 77 بلدا و186 ميناء عالمي.
وقد قام سمو الأمير ولي العهد مولاي الحسن، في 28 يونيو 2019، بافتتاح الأشغال المينائية لميناء طنجة المتوسط 2، ليصبح بذلك أول ميناء في منطقة البحر الأبيض المتوسط من حيث طاقة استيعاب الحاويات بعدما كان قد تصدر موانئ القارة الإفريقية.
وستشكل هذه الجامعة الصيفية فرصة لشباب مغاربة العالم المشاركين للاطلاع على كلهذه المؤهلات التي تميز الجهة. كما ستمكن المستفيدين من التعرف على العمق التاريخي والحضاري للمغرب،الذي شكل على مر العصورأرضا للحوار والتعايش بين جميع الديانات والثقافات، ونموذجا يحتذى به في التسامح واحترام الآخر.
وينفرد المغرب بتنوع ثقافي ولغوي استثنائي، تنصهر فيه كل مكوناته العربية الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، الغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية.
وقد سمحت هذه التعددية الثقافية، التي تم تكريسها بشكل صريح في ديباجة دستور المملكة لسنة 2011، لمختلف شرائح المجتمع المغربي العيش في جو يسوده التسامح والاحترام المتبادل.كما تتميز المملكة المغربية بنموذجها الكوني في التأطير الديني والمرافقة الروحية للمواطنين، والذي يقوم على وسطية واعتدال العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي.
وتتجلى هذه المظاهر في العديد من المحطات التاريخية التي مر منها المغرب،كالزيارة التي قام بها الحبر الأعظم “قداسة البابا فرنسيس الأول”، شهر مارس الماضي، لبلدنا. ولما لها من حمولة تاريخية عميقة، شكلت حدثا استثنائيا أكد على معاني الانفتاح المتوازن والتلاقح الثقافي والديني بين الديانتين الإسلامية والمسيحية.
وستعرف الدورة الحادية عشرة للجامعة الصيفية استضافة 110 من الشباب المغاربة المقيمين بالخارج، المنحدرين من 14 بلد للإقامة.وستتمحور مجرياتها حول مواضيع تهم النموذج المغربي في التسامح والحوار بين الأديان، والمحطات التاريخية للقضية الوطنية، والأوراش التنموية الكبرى بالمغرب.
كما ستتيح هذه الدورة للمشاركين من أبناء مغاربة العالم تبادل الخبرات والمعارف بينهم وبين نظرائهم من طلبة جامعة عبد المالك السعدي، وذلك من خلال الورشات المبرمجة. وتهدف الخرجات الاستكشافية لجهة طنجة – تطوان – الحسيمة إلى إبراز مختلف الجوانب العمرانية والاقتصادية والجمالية لهذه الجهة.
ستشكل الدورة الحادية عشرة من الجامعة الصيفية التي تنظمها الوزارة بشراكة مع جهة طنجة – تطوان – الحسيمة وجامعة عبد المالك السعدي، دون شك، تجربة مميزة لها وقع إيجابي على مسار المشاركين الشباب المغاربة المقيمين بالخارج، كما ستساهم في إلمامهم بالمرتكزات والقيم الأصيلة للمجتمع المغربي وتعزيز شعورهم بالانتماء لهذا الوطن.