عيد العرش : الطواف بالمشاعل للحرس الملكي ينير كورنيش المضيق أمام أنظار آلاف المتابعين
سياسي: و م ع
بمشاعلهم التقليدية، أضفى المشاة والخيالة حملة المشاعل للحرس الملكي، مساء الاثنين، رونقا بديعا على كورنيش مدينة المضيق، حيث رسموا لوحات فنية رائعة، امتزجت فيها أنوار المشاعل بألوان الأزياء التقليدية والحركات المتناسقة في استعراض الطواف بالمشاعل المنظم بمناسبة احتفالات الشعب المغربي بالذكرى ال20 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين.
وقد استأثرت تشكيلات موسيقيي ومشاة وخيالة وحملة مشاعل الحرس الملكي باهتمام آلاف المتفرجين على جنبات أهم شوارع مدينة المضيق، انطلاقا من الإقامة الملكية وإلى ساحة الكورنيش، حيث رافقت موكب المشاعل إيقاعات عسكرية وأخرى من ريبيرتوار الأناشيد والأغاني الوطنية الحماسية، التي تؤرخ لفترات مجيدة من تاريخ المملكة.
بتشكيلات متناسقة، كانت وحدات الحرس الملكي الحاملة للمشاعل المضيئة تتداخل في انضباط تام وإيقاع دقيق، ترافقهم في عروضهم إيقاعات من ربيرتوار الأغاني الوطنية، التي صدحت بعظمة المملكة واستحضرت فخر شعب بأكمله، في هذا اليوم المجيد من التاريخ.
واستمتع الجمهور بهذه اللوحات الفنية البديعة التي يعرض بعضها لأول مرة، وانطلق العرض بوحدات المشاة التي شكلت مربعات ومثلثات وسهاما متداخلة، كما انتظم عناصر الحرس الملكي في صفوف موحدة اللون (الأبيض والأخضر والأحمر والكاكي) ليبرهنوا عن قمة التناسق والانضباط عبر رسم تشكيلات معقدة، لاسيما تشكيل النجمة الخماسية مع عبارة المملكة المغربية وتشكيلة الجندي وأخيرا رسم شعار المملكة الخالد “الله الوطن الملك” مع ترديد النشيد الوطني.
بالنسبة لاحتفالات الذكرى العشرين لعيد العرش المجيد، تدرب حوالي 500 جندي على مدى 3 أشهر في وحدة التدريب التابعة للحرس الملكي لتقديم هذا العرض الكوريغرافي، وهو تدريب لنشاط تكميلي معتاد يتلقن الجنود من خلال الدقة في التنفيذ والثقة في النفس والمجموعة.
إثر ذلك، قام حملة المشاعل، ببذلاتهم وأزيائهم التقليدية، بعزف النشيد الوطني، قبل أن تزيد جمالية هذا الحفل من خلال التنسيق الرائع والمتوازن في حركاتهم، في انسجام تام بين الحركات الاستعراضية والإيقاعات الموسيقية، ثم استعراض بعض تشكيلات الخيالة التي زادت هذه الأمسية بهاء.
وتواصلت العروض باستعراض تشكيلة من القوات المسلحة الملكية الجوية والفرقة الموسيقية للدرك الملكي والفرقة الموسيقية للبحرية الملكية، والتي قدمت لوحات فنية زاخرة بالألوان والإيقاعات الحماسية، أثارت إعجاب ساكنة وزوار المدينة.
ويعتبر الطواف بالمشاعل من بين مظاهر الإبداع المغربي المتفرد والأصالة المغربية، خاصة وأن هذا الطواف، الغني بدلالاته ورمزيته التراثية والجميل في أدائه، أضحى تقليدا سنويا دأب على إنجازه بإتقان الحرس الملكي منذ سنوات عديدة، خاصة خلال الاحتفال بعيدي العرش والشباب.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم تنظيم الطواف بالمشاعل بمناسبة عيد العرش لأول مرة سنة 1947 انطلاقا من القصر الملكي بالرباط ليجوب أهم شوارع المدينة، على وقع نغمات الموسيقى العسكرية وفق نظام محكم.
ويتنافس حملة المشاعل والخيالة والموسيقيون على السواء لجعل بذلاتهم في أبهى حلة، ولتقديم أجمل العروض لإمتاع الجمهور ومشاركة الشعب المغربي احتفالاته بالأعياد الوطنية التي لها وقع خاص في نفوس المغاربة من كل الأجيال.
ومنذ سنة 1992، تم إغناء الطواف بالمشاعل باستعراض عسكري في المدينة التي تحتضن الاحتفالات الرسمية، لكن قبل ثلاث سنوات، أدخل الحرس الملكي عروضا كوريغرافية مقدمة من عسكريين شباب على هذا الطواف الذي صار يجتذب كل سنة الآلاف من المتفرجين، وهي عروض مصممة من طرف الحرس الملكي وتتطلب دقة متناهية لرسم لوحات بحركات الجنود.
ويرمز هذا الطواف البديع، الذي شهدت على تفرده العديد من المدن المغربية، إلى تشبث المغاربة بتقاليدهم العريقة، وهو ما تعكسه دائما الأعداد الكبيرة التي تتقاطر بكثافة على مشاهدته سنة بعد أخرى، خاصة وأنه أصبح رمزا من رموز التعبير الوجداني للمغاربة بحدث عيد العرش المجيد.