أيمن لهلالي: ضحية بيروقراطية قضت على حلم شاب
أيمن لهلالي: ضحية بيروقراطية قضت على حلم شاب
عبد الواحد زيات
في رحلة مؤلمة ومحبطة، رحل عنا الشاب أيمن لهلالي، وهو في ريعان شبابه، بعد صراع مرير مع مرض السرطان.
رحيل أيمن لم يكن مجرد فقدان لحياة شابة واعدة، بل كشف عن عجز مؤسساتنا وبيروقراطيتها في التعامل مع الحالات الإنسانية الحرجة.
قصة أيمن لهلالي، الشاب الطموح الذي كان يطمح في إكمال دراسته في أحد مراكز التكوين المهني بالرباط هي قصة مؤلمة تكشف عن الكثير من الإخفاقات على المستوى المؤسساتي والإنساني. فبدلا من أن يجد أيمن الدعم والمساندة من المؤسسات المعنية، وجد نفسه أمام جدار من البيروقراطية واللامبالاة.
رغم مراسلتنا كشبكة مغربية للتحالف المدني للشباب لوزير الإدماج الاقتصادي و المقاولة الصغرى و الكفاءات و كذا الإدارة المركزية للتكوين المهني ليجد الشاب أيمن الظروف الملائمة لاجتياز الامتحان كفرصة جديدة بعد التوقف لأسباب مرضية حرجة، وهي رغبة جامحة من الشاب أيمن في الحصول على دبلوم تخصص infographiste ، لكن جواب الوزارة هو اللامبالاة و إدارة التكوين المهني ومركز التكوين المهني غياب المواكبة و المصاحبة الحقيقية في اجتياز الشاب أيمن الامتحان في ظروف تراعي وضعه الصحي .
وزارة الإدماج الاقتصادي ، التي كان من المفترض أن تكون سندا له في محنته وعلى الخصوص الوزير ، فشلت في توفير الظروف المناسبة لمثل هذه الحالة .
غابت الإنسانية عن التعامل مع حالة أيمن، حيث تم التعامل معه بالكثير من الجفاف الإنساني وليس كإنسان يعاني من مرض عضال.
فرصة ضائعة: فتحت أمامنا فرصة لتقييم آليات التعامل مع الحالات الصحية الحرجة في التكوين المهني إلا أن هذه الفرصة ضاعت بسبب البيروقراطية.
مقارنة بوزارة التربية الوطنية التي تتعامل بمرونة أكبر مع الحالات الصحية الحرجة في امتحانات البكالوريا، تظهر فجوة كبيرة في التعامل مع الحالات المشابهة في قطاع التكوين المهني.
رحيل أيمن لهلالي يجب أن يكون دافعا للإصلاح والتغيير.
يجب على المؤسسات المعنية أن تستخلص العبر من هذه التجربة المؤلمة، وأن تعمل على تطوير آليات التعامل مع الحالات الصحية الحرجة لدى الطلبة والمتدربين بما يضمن تلقيهم للدروس و اجتياز الامتحانات تراعي وضعهم الصحي الحرج.
وكذا العمل على مراجعة القوانين المتعلقة بإجراء الامتحانات، لتشمل بنودا خاصة بالحالات الصحية الحرجة.
و تكوين فرق عمل مشتركة بين الوزارات المعنية والمجتمع المدني، لدراسة هذه الحالات وتقديم الحلول المناسبة.
و توعية الموظفين في الإدارات المعنية بأهمية التعامل الإنساني مع الحالات الخاصة.
أيمن لهلالي رحل، ولكن قصته لا يجب أن تموت. علينا جميعا أن نتحمل مسؤوليتنا في العمل على تغيير الواقع، وأن نضمن أن لا يتكرر مثل هذا المأسي مع أي طالب آخر.
ان يتحالف المرض العضال و تكريس الإحباط في شاب يحتاج من الجهات المسؤولة و المجتمع ان نمنحه جرعات من التفاؤل و الأمل و أن مثل هذه النداءات ينبغي أن يتعامل مع الوزير بالكثير من الاهتمام وليس اللامبالاة ، سؤال في الموضوع قدم سابقا من طرف النائبة البرلمانية ثورية العزاوي عن حزب التجمع الوطني للأحرار عن الهدر في التكوين المهني لأسباب صحية حرجة نموذج داء السرطان .
نتمنى منك السيد الوزير أن تتذكر روح الشاب أيمن لهلالي الذي رسالتك الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب بخصوصه مرفوقا بملفه الطبي.
كلنا سنرحل على هذه الدنيا فقط علينا أن نغرس بذور الأمل و التفاؤل في الشباب فما بالكم شاب مصاب بداء السرطان الذي انتشر في جسده .
شكري الى إئتلاف اليوسفية للتنمية الذي منح الشاب أيمن شهادة لمشاركته في تاطير تربوي و منحه الكلمة مع العديد من الشباب بدار الشباب اليوسفية فرح بها الشاب أيمن لأنه كان يحتاج بذور الامل ، عانى الكثير مع المرض وهي مناسبة لتجديد التضامن مع كافة مرضى داء السرطان الذين يحتاجون كل الدعم و المساندة .
تعازينا الحارة لوالديه .
و نسال الله عز وجل الروح الطاهرة للشاب أيمن لهلالي الذي فراق الحياة في غضون هذه الساعات الرحمة و المغفرة .