سفير المغرب ببلجيكا: المغرب يواصل الاضطلاع بدوره الرائد من أجل النهوض بالحوار بين الديانات والحضارات
أكد سفير المغرب ببلجيكا، محمد عامر، مساء أمس الجمعة ، بأنفرس، أن المغرب يواصل الاضطلاع بدوره الرائد من أجل النهوض بالحوار بين الديانات والحضارات.
وأوضح السيد عامر، خلال إفطار، نظمته سفارة المغرب على شرف شخصيات بلجيكية، والجالية المغربية، وممثلي الديانات التوحيدية الثلاث، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، حرص على تذكير العالم أجمع بهذا الدور، عند استقباله للبابا فرانسيس في مارس الماضي.
وقال إن شهر رمضان يشكل بالنسبة للجالية المغربية فرصة للتذكير بأن المملكة، وعلى مر التاريخ، اعتمدت نموذجا دينيا وسطيا ضد أي نوع من أنواع التطرف.
ويتعلق الأمر، يضيف السفير، بنموذج يتميز بالمكانة المركزية لمؤسسة إمارة المؤمنين التي تشكل حصنا منيعا ضد جميع أشكال التطرف الديني، وتضمن الاستقرار، والأمن، والتعايش لليهود والمسيحيين.
وأبرز أن مؤسسة إمارة المؤمنين عنصر أساسي داخل المجتمع المغربي، بالنظر لقدرتها على توحيد الجميع، وقوة مشروعيتها الدينية والتاريخية.
وبعدما ذكر بأن التفرد الذي يتميز به المغرب على المستوى الديني جاء نتيجة للهوية المتعددة للمجتمع المغربي، أشار السيد عامر إلى أن المؤسسة الملكية ومؤسسة إمارة المؤمنين تشكلان عاملا للوحدة والانسجام، وتضمنان ممارسة العبادات والنهوض بالحوار بين الأديان.
وأضاف أن الأمر يتعلق بنموذج ديني منفتح على باقي الحضارات، والثقافات والأديان والطوائف، ويدعو إلى إعمال العقل، ويعطي أهمية كبرى للبعد الروحي ويشجع على التعايش بين ثقافات الشعوب.
وقال السفير إن هذا النموذج المتفرد، المتشبث بالجذور والمنفتح على الحداثة، يعرفه المغرب منذ 12 قرنا، مع القيام بالإصلاحات الضرورية لتحصين المملكة من الأفكار المتطرفة، وضد أي توظيف سياسي أو إيديولوجي للدين.
وأشار في هذا السياق إلى أن المغرب يعمل، في حدود الإمكان، على مواكبة الجالية المغربية ، عبر العالم من أجل تمكينها من الاندماج في مجتمع الاستقبال، والحفاظ على هويتها الروحية ضد التطرف.
وقال السيد عامر في هذا الصدد إن إحداث المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة يندرج في هذا الإطار، مشيرا إلى أن التذكير بهذه المبادئ التي تهيكل الفكر الديني بالمغرب واجب اتجاه الأجيال الجديدة من أجل حمايتهم من المخاطر التي يشكلها الإسلام السياسي والسلفية الجهادية، وكذا النهوض باندماجهم دون التخلي عن جذورهم.
وذكر السفير في هذا الصدد بخطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس في غشت 2016 والذي دعا فيه جلالته مغاربة العالم إلى التشبث بقيم دينهم وتقاليدهم العريقة أمام انتشار ظاهرة التطرف والإرهاب التي تعد غريبة عنهم.
وتميز هذا الإفطار الذي حضره أزيد من 400 شخص، بحضور أئمة ومرشدين من مختلف المساجد ببلجيكا، وأسقف أنفرس يوهان بوني، وممثلي الطائفة اليهودية ، ومنتخبين، وممثلي السلطات المحلية بالمدينة، وفاعلين اقتصاديين، ودبلوماسيين، وفاعلين جمعويين وعدد من أفراد الجالية المغربية.
وأعرب أسقف مدينة أنفيرس يوهان بوني عن سعادته بالحضور لهذا الإفطار مؤكدا أن المسلمين والمسيحيين واليهود الذين يؤمنون برب واحد، تجمعهم بعض العبادات المتشابهة، مشيرا في هذا الصدد إلى (الكاريم) لدى المسيحيين وشهر رمضان عند المسلمين.
وذكر الأسقف بأهمية الخطاب الذي ألقاه البابا فرانسيس خلال زيارته الأخيرة للمغرب والذي شدد فيه على ضرورة النهوض بالحوار والأخوة والاحترام المتبادل بين جميع الأديان.
من جانبه، نوه رئيس فدرالية المساجد ببلجيكا ميمون قيشوح بهذه المبادرة التي تعزز التقارب بين البلجيكيين والنموذج الديني المغربي، والتي تجسد أجواء السلم والتآخي والعيش المشترك التي تميز المجتمع المغربي.
وأضاف أن هذا اللقاء الأخوي يظهر للأجيال الشابة من أفراد الجالية المغربية أهمية التشبث بالقيم العريقة لبلدهم الأم المغرب.