*مشاركة مغربية بارزة في تدريب لإدماج ذوي الاحتياجات في قلب إيطاليا… بين الدعم والتحديات*
في عمق مدينة أوستوني بجنوب إيطاليا، اجتمع في الفترة من 6 إلى 14 أكتوبر 2024 وفود من إيطاليا، المغرب، تونس، وكرواتيا للمشاركة في التدريب الثاني لمشروع ديكو، بتمويل من وكالة الشباب الإيطالية عبر برنامج إيراسموس + التابع للاتحاد الأوروبي.
هذه الفعالية، التي تجاوزت مجرد تدريب عادي، كانت بمثابة تجربة غنية بالتحديات والفرص، حيث شارك 40 شخصاً، منهم 20 من ذوي الإعاقة، في تفاعل مثمر ومكثف حول الإدماج والتعاون.
*التحدي والتآزر: مزيج معقد لإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة*
في ظل الطموح لتعزيز المشاركة الفعالة والاندماج الاجتماعي، حرصت الفرق من كل بلد مشارك، إلى جانب الشركاء المحليين كشبكة RIDS الإيطالية واتحاد جمعيات الأشخاص ذوي الإعاقة في كرواتيا ومنظمة AIFO تونس، على تقديم تدريب شامل يُبنى على التنوع الثقافي والإعاقات المختلفة.
وبرغم الصعوبات اللوجستية وتعقيدات التنظيم، استطاع المتدربون كسر الحواجز عبر دمج برامج الترفيه مع التدريب، إلى جانب زيارة الأماكن التاريخية والتفاعل مع المجتمع المحلي.
*محتوى مكثف يبرز التحديات والفرص*
كان التدريب مُثمِراً ليس فقط من حيث البرامج التدريبية النظرية التي شملت موضوعات حول إمكانية الوصول والإدماج الاجتماعي، ولكن أيضًا عبر أنشطة عملية كتحليل إتاحة الوصول للأماكن العامة وتقديم ورشات عمل شاملة في مجالات الفن والرياضة.
كما شارك المتدربون في أنشطة “التعلم بالممارسة”، حيث قدموا 30 عرضًا تحت إشراف المدربين المتخصصين.
*الطبيعة كمعلم ومرشد: اللعب في خدمة الإدماج*
اعتمد المشروع على فلسفة اللعب التربوي كوسيلة للتعليم، مما أضفى على التدريب بعدًا جديدًا، شمل جلسات تمزج بين المرح والتأمل العميق، مثل رقصات الالتقاط وتمارين التفكير النقدي.
ساعدت هذه الأنشطة على خلق مساحة من الحرية والإبداع، حيث تذوّق المتدربون التحديات بأعين مختلفة واحتفلوا بانتصاراتهم الصغيرة وسط أجواء من التضامن والتعاون.
*الإدماج من النظرية إلى التطبيق: نحو مجتمع شامل*
من خلال زيارة المتدربين لأماكن متنوعة في أوستوني، كالمكتبة العامة والمدارس المحلية والشاطئ الميسر، تجسد هدف المشروع في تعزيز فهمهم لكيفية توفير بيئة أكثر شمولية للجميع. وبالختام، تمكنت الفرق من إدراك أن تحديات الإدماج تتطلب الصبر، والإبداع، وتعاوناً يتخطى الحدود الثقافية والجغرافية، مما أظهر أن التدريب لم يكن مجرد تجربة تعليمية بل خطوة نحو بناء مجتمع أكثر شمولية وعدالة.
ختاماً، يمكن القول أن مشروع ديكو في تدريبه الثاني كان تجربة ثرية تؤكد على أن الإدماج الحقيقي ينبثق من التعقيد، وأن الإرادة والعمل الجماعي يمكنهما التغلب على أكبر التحديات، ليصبح النجاح ممكناً حتى في أصعب الظروف.