بورتريه: سعاد بوحاميدي مسار سياسية من أصول صحراوية وجدث نفسها تناضل في البام
يهتم مجموعة من مناضلي و مناضلات حزب الأصالة و المعاصرة بشخصية سعاد بوحاميدي القوية، كيف قيض لهذه المرأة أن تنجح في رسم مسار تصاعدي بشكل صاروخي، ابتدأ بقيادتها للأمانة الجهوية لحزب الأصالة و المعاصرة، ثم من بعد ذلك رئيسة فريق مستشاري حزب الياس العماري بمجلس جهة الرباط سلا القنيطرة.
موقع “سياسي” سيلقي الضوء على شخصيات سياسية من الأحزاب المغربية تحظى بالكفاءة لقيادة اللوائح الوطنية للشباب و النساء، تأتي مبادرتنا بعد الخطاب الملكي الأخير الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة الذكرى 17 لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين والذي دعا فيه الأحزاب إلى “تقديم مرشحين نزهاء”.
حزب الأصالة و المعاصرة احد الأحزاب الذي فرضه الواقع السياسي بقوة في الآونة الأخيرة لما خلقه من رجة سياسية غيرت رتابة التفكير السياسي السائد لدى جل الفاعلين و المتتبعين للشأن السياسي و الحزبي بالمغرب خصوصا بعد رفع قيادة الحزب لشعار المناصفة في أكثر من مناسبة، حتى أصبح الحزب قبلة لمجموعة من “البروفيلات” النسائية اللواتي يبحثن عن مواقع تليق بكفاءتهن العلمية و السياسية.
في هذا البورتريه يحاول “السياسي” رسم ملامح شخصية سعاد بوحاميدي، ما خفي منها وما ظهر، وسنعتمد في صياغتنا للبورتريه على عدة مصادر، وعلى شهادات أشخاص شاركوها مرحلة من مراحل دراستها وتجربتها السياسية والجمعوية. سعاد بوحاميدي سياسية من سلا حظيت سعاد بوحاميدي بثقة أعضاء حزب الأصالة و المعاصرة بمدينة سلا كوكيلة للائحة النسائية بمقاطعة بطانة خلال الانتخابات الجماعية لسنة 2009 حينها كانت تشغل منصب مديرة الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات ANAPEC بسلا.
الإجماع الذي حققته بوحاميدي من طرف أعضاء الحزب أهلها لتصبح عضوة بالمجلس الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بالرباط سلا القنيطرة سنة 2013، وهو ما سيفتح لها المجال لتقديم ترشيحها إلى منصب الأمينة الجهوية حيث لاقت دعما كبيرا من طرف جميع المناضلين بالحزب الذين اجمعوا على أنها الشخص المناسب لقيادة أهم جهات المملكة سياسيا.
تحملت سعاد بوحاميدي مسؤولية سياسية و تنظيمية ثقيلة في الفترة ما بين 2013 إلى نونبر 2015 كانت أهلا لها بشهادة الجميع خصوصا في رفع رهان الحزب الحصول على مراكز متقدمة في الاستحقاقات الجماعية الأخيرة و التي عرفت بداية لتطبيق الجهوية الموسعة فعليا.
سعاد بوحاميدي وقع عليها اختيار قيادة الحزب للترشح إلى المجالس الجهوية وقد قادة بوحاميدي المرحلة الانتخابية للجماعات المحلية بحنكة كبيرة حيث خبرت سياسة القرب لسنوات طوال وتم اقتراحها لتمثيل الدائرة المحلية بمدينة تمارة وقد حققت فوزا كبيرا رفقة احد قيادي الحزب بالمنطقة حيث نجت كمستشارة بجهة الرباط سلا القنيطرة وتم تعيينها رئيسة فريق مستشاري حزب الأصالة و المعاصرة بالجهة.
تتمتع سعاد بوحاميدي بشعبية كبيرة من الجميع داخل حزب الأصالة و المعاصرة وبتقدير كبير حتى من مناضلي و قيادات أحزاب أخرى، قيادة الحزب تكن لهذه المرأة كل الاحترام و التقدير ولما لا وهي العضوة في المؤتمر التأسيسي لحزب الأصالة و المعاصرة ولم يثبت يوم أن خالفت قرارات الحزب و توجيهاته، المرأة الصحراوية الأصول تمتاز بعقلية سياسية و إدارية يرى الكثيرون من معارفها أنها تؤهلها لحصد المزيد من المناصب حيث اجمعوا أنها وجه مشرف للحزب تمتاز بنظافة اليد و حسن السيرة و تجمع بين الكفاءة السياسية العالية و المستوى الأكاديمي العالي.
تعلم سعاد بوحاميدي جيدا أن مهمتها السياسية داخل صفوف حزب الأصالة و المعاصرة مازالت طويلة و أن الهدف الأسمى للحزب المتمثل في الرقي بجميع مناحي الحياة العامة للمواطن المغربي لن يتحقق إلى بوصول الحزب إلى مراكز القرار ليكون مؤهلا لتطبيق برنامجه الإصلاحي، ولذلك اختارت مواكبة العمل السياسي لتحقيق أهداف حزبها النبيلة حيث لم تكن هذه المرأة غائبة عن المؤتمر الوطني الأول لحزب الجرار بل كانت حاضرة و بقوة حيث تمكنت من ضمان مقعد لها داخل المجلس الوطني للحزب و هو الشيء نفسه الذي حدث بالمجلس الوطني الثاني والثالث لحزب الأصالة و المعاصرة الذي انعقد بيناير 2016.
طيبوبة الحاجة سعاد وكفاءتها تجعل الجميع يستحيي من التقدم أمامها لتحمل بعض المسؤوليات كما انه عرف على هذه المرأة القوية داخل الحزب و دواليبه أنها لا ترشح نفسها بل إن الجميع يعمل على اقتراحها لتولي بعض المسؤوليات المهمة داخل الحزب و هذا ما جعلها عضوة بالتنسيقية الجهوية للرباط سلا القنيطرة لحزب الأصالة و المعاصرة و عضوة المجلس الإداري للهيأة الجهوية لمنتخبي نفس الجهة ونائبة رئييس منتدى متصرفي الاصالة و المعاصرة المكلفة بالعلاقات العامة. سنوات الدراسة من الابتدائي إلى أخر شهادة حصلت عليها ولدت سعاد بوحاميدي ذات صيف بسيدي عثمان بمدينة الدار البيضاء، حينها لم تكن سعاد تعي شيء، كانت تسمع الصغيرة سعاد حينها الكثير من الحكايات عن الاضرابات و و الانتفاضات الشعبية لم تكن تفرق حينها بين اليمين و اليسار لكنها ومع ذلك مازالت تتذكر بشاعة القمع الذي كان يواجه به سكان منطقتها حيث ظلت تطرق مسامعها منذ أن وعت الوجود في وقت كانت مدينة الدار البيضاء تغلي بجيل جديد حامل للفكر اليساري.
دخلت سعاد المدرسة كباقي أقرانها، كانت تحب أن تتعلم و شغوفة بالقراءة كثيرا كما يحكي أقربائها، كانت تقصد مدرسة عبد المومن بحي الوازيس، وهو الأمر الذي جعلها تتفوق في الحصول على الشهادة الابتدائية، التي كانت حينئذ مفصلية للتلاميذ، كثيرون وقتها توقف مسارهم الدراسي عندها.
لكن سعاد لم تتوقف حيث حصلت على الشهادة وتابعت دراستها. تابعت سعاد دراستها بإعدادية مريم الفهرية بحي لقريعة درب السلطان لتنتقل بعد حصولها على الشهادة بميزة حسن جدا إلى ثانوية جمال الدين المهياوي بحي الفرح قرب الدرب الكبير هنا ستربط سعاد بوحاميدي علاقة مع معانات الطبقة المسحوقة.
حصلت السيدة على شهادة الباكالوريا شعبة العلوم التجريبية و التحقت بكلية العلوم شعبة البيولوجيا نزولا عند رغبة أمها ومع ذلك وبعد مرور سنتين ستعمل على تغيير الشعبة و الالتحاق بكلية الآداب و العلوم الإنسانية شعبة الآداب الفرنسي ستنسج سعاد علاقة قوية مع بعض اليساريين و سعاد بوحاميدي و المسار المهني نالت بوحاميدي الإجازة في اللغة والأدب الفرنسي بتفوق من جامعة الحسن الثاني الإنارة عين الشق، وانتقلت للدراسة في جامعة الحسن الثاني بن مسيك سيدي عثمان لتهيئ دبلوم الدراسات العليا المعمقة في الأدب المقارن – لغة فرنسية، وهي الشهادة التي خولت لها الالتحاق بسلك التبريز سنة 1991 و بعده بالمكتب التكوين المهني في إطار شراكة بين المغرب و فرنسا.
ومن هنا سنكتشف و إياكم المسار المهني لسعاد بوحاميدي الذي انطلق من التكوين المهني في زمن كان فيه حكرا على الرجال، و رغم ذلك تمكنت من العمل على تكوين المكونين كبداية لم تكن سهلة، وبالموازاة مع عملها و بالتحديد في سنة 1994 ستشغل سعاد منصب أستاذة متدربة بمركز التبريز في الفرنسية بالمدرسة العليا للأساتذة، سنة 1998 سيتم تعيينها مسؤولة عن التواصل والتكوين بمديرية البحت والتكوين بمكتب التكوين المهني (DRIF-OFPPT) كما سيقع عليها الاختيار نفس السنة لتتقلد منصب مسؤولة جهوية عن التواصل بمصلحة خرائط و خدمات المقاولات بالمندوبية الجهوية لمكتب التكوين المهني (DRNOI).
المسار المهني لسعاد بوحاميدي سيعرف استقرار منذ سنة 2001 إلى اليوم حيث اجتازت امتحان المديرين بعد إعلان الدولة عن فتح الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل و الكفاءات لأول مرة وتم تعيينها مديرة للوكالة السالفة الذكر بمدينة المحمدية وبعد نجاحها الباهر بشهادة مديرة الموارد البشرية آنذاك تم تنقيلها بأمر من المدير العام إلى وكالة الرباط و هنا كان أول سبب عودتها إلى عالم السياسة نظرا لاستقامتها في العمل و حزمها و الذي خلق لها متاعب كثيرة مع بعض المستخدمين التابعين لتيارات سياسية معينة . متاعب سعاد بوحاميدي في العمل و ضعف الأحزاب السياسية جعلها تلتحق بحركة لكل الديمقراطيين التي كان يقودها المستشار الملكي فؤاد علي الهمة بعدما درست بوحاميدي سنتين بـ isce لتفجير طاقة العمل قبل الإعلان عن انضمامها للحركة.